ومضات حول العملية التربوية

الرئيسية » خواطر تربوية » ومضات حول العملية التربوية
تجمع 8

في زحمة العمـل الميداني اليومي وتراكـم الأعمـال والواجبات، قد يتعثر البعض بجملة من الأخطاء المنهجية في العملية التربوية التي قد عرفها وتربى على الحذر منها، وفي ظل تطور التربية وأساليبها ووسائلها كان لا بد من الحديث المستمر حولها وتأصيلها ووضع الجديد المفيد بين يدي المربين، وتذكيرهم بما ينفعهم في تعاملاتهم مع متربيهم وتلامذتهم، الأمر الذي دفعنا إلى التطرق لجملـة من الضوابط التربوية والتذكير بها، لأن البعد التربوي لابد أن يكون حاضرا في أعمالنا ونشاطاتنا وممارساتنا كلها؛ فهو سمت المؤسسة الدعوية وهوية مميزة لأفرادها.

" البعد التربوي لابد أن يكون حاضرا في أعمالنا ونشاطاتنا وممارساتنا كلها، فهو سمت المؤسسة الدعوية وهوية مميزة لأفرادها"

همسات وخواطر تربوية نضعها بين أيديكم للعمل معاً نحو تطوير الأداء التربوي لتحقيق فعالية أكبر في التغيير التربوي المنشود والارتقاء به وصولا للمستوى المطلوب، ومضات ورسائل من وحي التجربة والواقع تهدف إلى نشر الوعي وإيجاد جيل فريد يفهم دينه ويدرك دوره لينطلق بعدها في دروب الحياة تاركاً خلفه أثراً وقد أدى الأمانة وبلغ الرسالة.

وقبل البدء بهذه الهمسات لا بد أن نؤمن ونوقن أن معركتنا اليوم معركة تربوية محضة نغير فيها النفوس ونثور فيها على الموروث القديم، نزيل العوائق ونترك للعقل مساحات منفتحة يصوغ من خلالها مشاريعه وأماله.

1- تصالح مع ربك:

تفقد حالك مع الله، وأعطِ وقتا لنفسك وتعهدها باليقين الصادق والعبادة الصحيحة، وعلى المربي أن يهتم بكل ما يسمو بروحه ويقربه من ربه؛ لأن فلاحه في تربية إخوانه يقوم أساساً على نجاحه في ميدان نفسه، ومن توجيهات الإمام البنا: "ميدانكم الأول أنفسكم، فإذا انتصرتم عليها كنتم على غيرها أقدر، وإذا أخفقتم في جهادها كنت على سواها أعجز، فجربوا الكفاح معها أولاً".

"على المربي أن يهتم بكل ما يسمو بروحه ويقربه من ربه؛ لأن فلاحه في تربية إخوانه يقوم أساسا على نجاحه في ميدان نفسه"

2- كن قدوة:

فقد أثبتت الدراسات في الحياة الاجتماعية أن التقليد والمحاكاة من صفات الإنسان الاجتماعي، وأنه قابل للتأثر بغيره تأثراً لا يشعر به، فانتبه لتصرفاتك وكن صاحب الفعل الحكيم، الذي ينعكس بدوره على من حولك من المتربين، وكما قيل: "فعل حكيم في ألف رجل أنفع من موعظة ألف رجل في رجل".

3- التربية علم وفن، فتعلم أصوله وأسسه:

بعد الاطلاع على تعريفات التربويين والمختصين نجد أن التربية هي علم الاتصال والتواصل بين المربي والمتربي فعليك أن تتقن أدواته ووسائله وتطرق كل قنواته وتكثف فيها البث عبر إشارات تربوية ليلتقطها المتربي ويعمل بها، كما أنها فن يتمتع بجمالية فائقة وذوق رفيع ليسبر أغوار النفوس والعقل مخاطباً إياهما ومحاورا لهما بأسلوب لبق وحنكة فذة ومهارة عالية.

4- كن دائم الحضور:

احرص على الحضور الدائم في حياة المتربي من خلال المعايشة والمتابعة المستمرة ليوميات المتربي والتلميذ، فكن معه واغرس في نفسه كل نافع مفيد جيد، شاركه في فرحه وحزنه، في نشاطه وكسله، في إقباله وحتى في لحظات إدباره وغفلته.

5- اصقل سيفك:

احرص أخي المربي على أن تكون مثقفاً واسع المعرفة، وإياك أن تكون ذا سيف ضعيف بل اصقله جيداً فمعركتك طويلة وساحاتها متعددة وروادها متفاوتون، ولا تكتفي بالثقافة العامة التي تكاد أن تكون سطحية، وإنما ما نطلب منك هي المعرفة الأكثر عمقاً والأنضج فكراً، فالأجيال سريعة التعاقب والمعلومات سريعة النمو، فكن صاحب ثقافة شاملة.

"لا بد أن تضع في حسبانك أن كل متربي هو حالة خاصة، ولا بد لها من تعامل يناسب تلك الحالة ويرتقي بها"

6- كن ناصحاً أميناً للمتربي:

اعرف احتياجاته وأرشده لنفسه ودله عليها، وضعه على الطريق الصحيح، كن صادقاً معه، تابع شؤونه وانصحه بما ينفعه ويناسبه.

7- بين الصفر والواحد.. هناك الكثير:

لا بد أن تضع في حسبانك أن كل متربٍ هو حالة خاصة، ولا بد لها من تعامل يناسب تلك الحالة ويرتقي بها، ولا تحتكم إلى مبدأ الصفر والواحد، فبينهما الكثير من القيم، وعليك أن تقبل بالنصف أو الثلث أو أكثر من ذلك أو أقل واعمل بعد ذلك على رفع مستواه وامضي قدما في تحسينه وتطويره.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
مدون أردني مهتم بالشأن التربوي

شاهد أيضاً

مسؤولية التعلم ولو في غياب “شخص” معلم

ربما من أوائل ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن العلاقة بين المعلم والمتعلم، قصيدة …