ليس من قبيل المصادفة طبعاً أن تبرز قواسم مشتركة في الحيوات الماضية لأغلب الناجحين الذين تتردد أسماءهم وتدين لهم البشرية بالكثير من الامتنان والفضل: أنبياء، مبدعون، علماء... الخ. ولكن الذي يدعو للتأمل في ذلك هو أن هذه القواسم غالباً ما تكون: قصص فشل، ظروف قاسية، عقبات مختلفة... إن كان هناك ثمة منطق يشير إلى أن الكثير لم يستطيعوا تجاوز ذلك، فهدمت شخصياتهم قصص الفشل وأقعدهم التعنيف والرفض والصدّ، وشلّت العقبات والمحاربات رغبتهم في الوصول، لكن الإنسان المشتعل حماساً للحياة لا بد أن يقرأ الكون بمجرد أن يُمنحَ الوسيلة. ماذا لو استسلم هؤلاء؟ إن الله سيقيّض لهذا الهدف من يخدمه، ولهذي الرسالة من يوصلها، ولهذه الحاجات من يشبعها.
الفشل باب محتمل للنجاح:
الحياة هي منحتك الأولى، وأنت وحدك القادر على تحديد ما تريده بدقة، حدده إذن، فالإرادة وقود البداية، ولن تستطيع اكتشاف ما يمكنك فعله وما تقدر على تحقيقه إن لم تبدأ.
لا تخف، فالخوف من الفشل، والرهبة من المغامرة، باب محتمل للاستسلام ، فاشحن نفسك بالاطلاع على محاولات الآخرين وتجاربهم، قارن بين الذي يستسلم للفشل والذي يستثمره ويتعلم منه، قارن بين من يستمتع برصيد خبرته من تخطي العقبات ومن يقف محتاراً أمامها، خذ عبرة من هؤلاء الذين استسلموا قبل الوصول بخطوة فلم يكن نصيبهم من المغامرة إلا العناء، يقول المثل الأفريقي: "إن لم يكن عدوك داخلك، فلن يستطيع عدو الخارج هزيمتك".الإرادة تجبر العقبات على الانزياح، والفشل باب محتمل للنجاح، وكما أن ليس كل ما يلمع ذهباً، فليس كل الذهب يلمع
تأمل فيما حولك ومن حولك من مخلوقات ضعيفة تصر على الشيء فتحققه، صيصان يستمتعون بالتحليق بعد المحاولات والوقوع المتكرر، قطرة الماء بالإصرار تحفر الصخر، الرياح محض هواء لكنها ترغم الجبال على الزحف، والإرادة تجبر العقبات على الانزياح، والفشل باب محتمل للنجاح، وكما أن ليس كل ما يلمع ذهباً، فليس كل الذهب يلمع!
الفرصة لا تُمنح، إنها تُصنع:
كروم السماء لن تتدلى باحتياجاتنا، لن نحقق أحلامنا ما لم نستيقظ ونعمل، لن نغمض أعيننا متخيلين أشياء فتوهب إلينا من طرف خفيّ، وذلك من شأنه أن يبقينا على قيد الكفاح للحصول على ما نريده، بغير تفكير فيما إذا كنا نمتلك القدرات والفرصة أم لا.
لا تنتظر الفرصة المثالية، الوقت المناسب، والظرف الجيد... اقتناص الفرصة مهارة مهمة لكن عدم توفرها مُربك ويعرّض للضياع وفقد الجدوى، اختصر الطريق واصنع فرصتك بنفسك، ثم ركّز لاغتنامها عن آخرها والتقاط كل إشارات الحياة ورسائل الله في الأشياء من حولك، لا تسمح لمحيطك أن يثنيك عن الوصول.
سمعت قصة عن ضفدعين يتسابقان أمام جمهور يصرخ مشجعاً أو مثبطاً، الأول تفاعل مع الجمهور، بينما استمر الآخر فلم يفعل، وحينما انهزم الأول، اكتشف الجميع أن الآخر كان أصمّاً. قد يفي التركيز على الهدف للتخلص من الأثر السلبي لتعليقات المحيطين ومضايقاتهم، ضع في أذنيك سدادة افتراضية أو مصفاة تقوم بفلترة كل ما تلتقطه حواسك وجيّره لصالح هدفك. ركّز، صوّب، تحلّ بالصبر، واستعن بالدربة والمران، والعزيمة حتى تجني غنيمتك.
رغبة الآخرين بالإيذاء شيء محتمل، لكن انشغالك بالانتقام والتركيز على محاربة محيطك لك سيفقدك الكثير من الطاقة ويضيع وقتك ويعميك عن الفرص
رغبة الآخرين بالإيذاء شيء محتمل، لكن انشغالك بالانتقام والتركيز على محاربة محيطك لك سيفقدك الكثير من الطاقة ويضيع وقتك ويعميك عن الفرص، وسيشبع غرورهم، ويحقق مرادهم، فربما كان هناك من يتسلى بتلهيتك حتى يصل قبلك. آمن بفكرتك وأطلقها بثقة، لا تنتظر اعتماد الآخرين لها، حين يرفضك الآخرون فليسوا ملومين، تلك أخلاقهم وقناعاتهم، وتأكد من أن هذه أسباب مقدّرة لتعتمد أخيراً على نفسك.
وكلما وقعت أرضاً فليس عليك سوى نفض ثيابك وإكمال طريقك إلى هدفك، حيث يمكنك فيما بعد دراسة أسباب الوقوع ونتائجه والاستفادة منه لاحقاً، حتى المطبات التي تعترض طريقك قد ترغمك على الدخول إلى طريق آخر مليء بالكنوز لم تكن لتكتشفها إن لم تتعرض للمطبات.
تذكّر جيداً:
• من أراد أن يجد ألف دولار ملقاة على الأرض سيسير مطأطئ الرأس باحثاً عنها في الطرقات، أما من يحلم بأن يصنع الألف دولار فسيسير شامخ الرأس متفكّراً في همم تقف خلف المشاريع الناجحة التي تناطح السحاب!
• الدهشة التي في عيون الصغار تجعل المرّ حلواً، والصعب سهلاً، والممنوع مرغوباً، استخدم عقلك لصنع التوازن واستق أسس الفطرة من شغف الأطفال.
كل خلية في جسمك تمتلك قوة خارقة، لن تكتشفها إلا تحت الضغط، وفي أوقات الضيق أو عند التعرض الخطر؛ لأن الله لا يخلق شيئاً عبثاً
• كل خلية في جسمك تمتلك قوة خارقة، لن تكتشفها إلا تحت الضغط، وفي أوقات الضيق أو عند التعرض الخطر؛ لأن الله لا يخلق شيئاً عبثاً.
• أكثر اللامعين المتميزين، قليلو النوم، منظمو الوقت؛ لأن العمر قصير والدقيقة الواحدة قد تغير المعادلة.
• أنت بالاستسلام تقتل نفسك وتظلمها وتمنعها عن أداء دورها في التعمير والعبادة، والقتل هو أبشع الأشياء على الإطلاق.
• إن كان يفيدك الاقتداء، فانتق القدوة المُلهمة التي تشحنك بالطاقة.
هل تعرف ما معنى أن تكون واحداً من مليارات لديهم نفس امتيازاتك وقدراتك؟ هذه الفكرة وحدها كفيلة إبقائك في حالة استنفار دائم وعمل دؤوب!
أنت تستحق أن تعيش حياة رائعة، فلا تبرح الكفاح حتى تبلغ النجاح.