كان يقطف ثمرة الكرز ويقدّمها لإخوانه أثناء إبعاد الاحتلال ثلة من رجال فلسطين إلى مرج الزهور بجنوب لبنان، ومن ذلك الحين، عُرف بين إخوانه بـ"الكرز"؛ إنَّه الشهيد عبد الرّحمن حمّاد أحد قادة كتائب الشهيد عزّ الدين القسَّام في محافظة قلقيلية.
وتخليداً لدوره البطولي وتذكيراً بمسيرته في مقاومة الاحتلال ومحطات جهاده المميّزة في الدفاع عن الأرض والمقدسات، كان الفيلم "الكرز"، الذي أنتجه مكتب السلام الإعلامي، وبثته قناة الأقصى الفضائية يوم الجمعة الماضي.
ويروي الفيلم الذي تميّز باختياره للشخصيات التي قاربت في تمثيلها للواقع، الكثير من المشاهد والمحطات في حياة الشهيد حمّاد، حيث اعتمد على شهادات حيَّة ممن عايشوا الشهيد الكرز، كما اعتمد على أسلوب درامي حاكى واقع الحياة ببساطتها وطبيعتها من خلال الأماكن والمشاهد التي أعادت للأذهان حياة الشهيد حماد في مدينته قلقيلية.
ومن أبرز تلك المحطات التحاقه بركب الدَّعوة في سن مبكرة، واعتقاله على يد قوات الاحتلال وتعرّضه للتحقيق الشديد، ليبعد بعدها إلى مرج الزهور، ثمَّ عودته لمتابعة عمله الجهادي الذي كان يصرّ عليه بعد كل محنة يتعرّض لها.. وتخطيطه للعملية التي نفذها الشهيد سعيد الحوتري والتي قتل فيها ما لا يقل عن 30 صهيونياً فضلاً عن إصابة العشرات، في عملية هزت كيان الاحتلال.
وبعد عملية الشهيد صلاح نزال الذي وقعت عليه القرعة بين إخوانه، والذي نفذ عمليته في شارع ديزنكوف وسط تل أبيب؛ اعتقلت قوات الاحتلال "الكرز" وعذبته لمدَّة طويلة في التحقيق دون أن تنتزع منه أيّ اعتراف، ولم تستطع أن تنال من عزيمته وإصراره، وحكم حينها بالسجن 6 سنوات قبل أن يطلق سراحه ليسجن بعدها لدى السلطة الفلسطينية، ثمَّ عاد ليخطط لعملية الشهيد فادي عامر التي قتلت 2 من المستوطنين وجرحت 7 آخرين.
ويشكّل الفيلم نوعاً من العمل الإعلامي المميّز الذي تقدّمه المقاومة الفلسطينية، كجزء من حربها المتواصلة مع الاحتلال، ودعماً لصمود الشباب المقاوم وتحفيزهم المستمر لمواصلة طريق المقاومة ونهج الشهداء العظماء.
يذكر أنَّ الشهيد حمّاد كان قائد كتائب القسَّام في محافظة قلقيلية، حيث أشرف على التجهيز للعديد من العمليات الاستشهادية داخل الأراضي المحتلة، وكان قد التحق مبكرا بصفوف حركة حماس وجناحها العسكري.
وقد اعتقل الشهيد القائد حمَّاد في سجون الاحتلال والسلطة أكثر من مرَّة، بينما كان أحد المبعدين إلى مرج الزهور عام 1992م، فيما استشهد في الرابع عشر من أكتوبر عام 2001م، بعد أن أطلق جنود الاحتلال الرَّصاص عليه، وهو يقرأ القرآن وهو على سطح منزله.
https://www.youtube.com/watch?v=O2XE6YfOxuM