الخامس عشر من أيار/ مايو يوم النكبة، ذكرى ثمانٍ وستين عاماً مضت على نكبة الشعب العربي الفلسطيني، وهو أكثر جاهزية للمقاومة ولديه الإرادة للقتال والمواجهة، وانكسرت هيبة المحتل عنده وبات أكثر تمسكاً بثوابته، وحقه في العودة إلى أرض الآباء والأجداد، التي طرد منها بفعل مؤامرة أوروبية أمريكية رأسمالية وتواطؤ عربي وغياب إرادة وطنية جامعة.
وفي المقابل رغم كل عوامل القوة لدى المحتل الصهيوني لكنه في حالة تراجع، والدليل على ذلك خسارته أمام المقاومة وعدم قدرته على حسم المعارك التي جرت في غزة لصالحه، بالإضافة إلى خسارته الإعلامية أمام الرأي العام العالمي والغربي، كما أن الاحتلال بات يفتقد للقيادة وهذا يؤشر للاستنزاف الصهيوني.
فكيف تنظر حركة حماس إلى القضية الفلسطينية بعد مرور ثمانٍ وستين عاماً على ذكرى النكبة؟ وما هي عناصر القوة التي يمتلكها الفلسطينيون والتي تجعل من الإمكانية تجاوز الأزمات وتقليص سنين النكبة؟ وهل يمكن القول بأن ما تسمى "إسرائيل" تحولت اليوم من مرحلة التأسيس إلى مرحلة الاستهلاك بعد مرور 68 عاماً على النكبة؟
هذه الأسئلة وغيرها يجيب عليها الدكتور سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في حواره لموقع “بصائر”، فإلى نصّ الحوار:
أبو زهري: القضية الفلسطينية بعد 68 عام من النكبة تمر بحالة من التقدم على الصعيد الفلسطيني الداخلي خاصة فيما يتعلق بمشروع المقاومة
بصائر: بداية، كيف تنظرون إلى القضية الفلسطينية والواقع الفلسطيني بعد مرور ثمانية وستين عاماً على ذكرى النكبة؟
سامي أبو زهري: القضية الفلسطينية بعد 68 عام من النكبة تمر بحالة من التقدم على الصعيد الفلسطيني الداخلي خاصة فيما يتعلق بمشروع المقاومة الذي بدأ يتعاظم، حيث أصبحت المقاومة قاعدة رئيسية، والدليل مشروع المقاومة في الأراضي الفلسطينية وفي القدس والضفة وأراضي 48.
لكن للأسف هناك تراجع في الاحتضان العربي للقضية الفلسطينية، حيث باتت في أسوء ظروفها بسبب الأوضاع الداخلية العربية.
أما الاحتلال الصهيوني فهو في أسوء حالاته؛ فالرأي العام العالمي بدأ ينكر صورة الضحية "الإسرائيلي"، وأصبح أكثر إدراكاً لروايته الكاذبة.
بصائر: ما هي أولويات حركة حماس في الوقت الراهن؟
سامي أبو زهري: أولاً- تعزيز صمود الشعب الفلسطيني عبر بذل كل الجهود لتحقيق ذلك سواء في قطاع غزة أو القدس أو الضفة.
ثانياً- تحقيق الوحدة الفلسطينية رغم إدراكنا بعدم توفر إرادة لدى حركة فتح، لكن من المهم تحقيق الوحدة بأي شكل ممكن؛ لأنه سلاح مهم في معركتنا مع الاحتلال.
ثالثاً- تعزيز مشروع المقاومة من خلال رفع وتيرة الجاهزية لمحاربة الاحتلال في كل بقعة من فلسطين.
أبو زهري: من أولويات حركة حماس تعزيز مشروع المقاومة من خلال رفع وتيرة الجاهزية لمحاربة الاحتلال في كل بقعة من فلسطين
بصائر: ما هي عناصر القوة التي يمتلكها الفلسطينيون والتي تجعل من الإمكانية تجاوز الأزمات والصعوبات الحالية وتقليص سنين النكبة؟
سامي أبو زهري: أوراق القوة لدى الحركة والشعب تتمثل أولاً- في خيار المقاومة حيث بات هذا المشروع أكثر قوة وقدرة على المواجهة ويتطور يوماً وراء يوم.
ثانياً- توفر الإرادة الفلسطينية للمواجهة، فالشعب اليوم بات أكثر جاهزية للمقاومة ولديه الإرادة للقتال والمواجهة وهذا نسبياً في أعلى حالاته، كما انكسرت هيبة المحتل عنده، فالشعب متمسك بثوابته وهذا شيء مهم؛ لأنه من الخطير أن نتعرض لغسيل الدماغ وننسى حقنا ونساوم عليه وهذا لم ولن يتحقق.
وإذا كنا اليوم غير قادرين على حسم المعركة مع الاحتلال، فإننا على الأقل متمسكون بثوابتنا ولن نفرط فيها.
أبو زهري: إذا كنا اليوم غير قادرين على حسم المعركة مع الاحتلال، فإننا على الأقل متمسكون بثوابتنا ولن نفرط فيها
بصائر: ما هي العراقيل التي تحول دون إيجاد وحدة في الجهود التي تبذل من أجل نصرة الشعب الفلسطيني المكافح وتحقيق أهدافه؟
سامي أبو زهري: انشغال الإقليم وانكفاؤه على ذاته بسبب أوضاعه الداخلية وخاصة في المناطق المحيطة بفلسطين، كما أن هناك تدخلات أجنبية تمارس لصرف الإقليم عن التدخل لصالح الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.
بالإضافة إلى أن الاحتلال نجح في اختراق المنظومة العربية، وبنى المزيد من العلاقات العربية بعضها معلن والبعض الآخر خفي وهذا يُضعف حالة الإسناد للقضية الفلسطينية.
كما أن هناك قراراً عربياً بمنع وصول السلاح لغزة، في ظل تدفق كل أنواع الأسلحة للكيان الغاصب.
بصائر: هل يمكن القول بأن ما تسمى "إسرائيل" تحولت اليوم من مرحلة التأسيس إلى مرحلة الاستهلاك بعد مرور 68 عاماً على النكبة؟
سامي أبو زهري: يقيناً إن الاحتلال رغم كل عوامل القوة لديه لكنه في حالة تراجع، والدليل على ذلك خسارته أمام المقاومة وعدم قدرته على حسم المعارك التي جرت في غزة لصالحه.
بالإضافة إلى خسارته الإعلامية أمام الرأي العام العالمي والغربي، وهذا واضح من خلال حركة المقاطعة الدولية ومن قبل مقاطعة الجامعات الأوروبية للمؤسسات التعليمية الصهيونية.
كما أن بعض قادة الاحتلال لا يستطيعوا وصول بعض الدول خشية الملاحقة القانونية وهذا يؤشر للإستنزاف الصهيوني.
والاحتلال بات يفتقد للقيادة، فالمؤسسون الذين خدموا في دولة الاحتلال وكان لهم بصمة انتهوا وتراجعوا ولا يوجد زعيم حقيقي لهم.
أبو زهري: الاحتلال بات يفتقد للقيادة، فالمؤسسون الذين خدموا في دولة الاحتلال وكان لهم بصمة انتهوا وتراجعوا ولا يوجد زعيم حقيقي لهم
بصائر: كيف يمكن للشعوب العربية والاسلامية دعم القضية الفلسطينية وترسيخ حق العودة؟
سامي أبو زهري: الشعوب العربية بكل الأحوال مطالبة بدعم القضية الفلسطينية، وعدم الانشغال بالوضع الداخلي على حساب القضية، وذلك عن طريق التركيز على الصعيد الإعلامي وتوجيه الدعم المادي خاصة للقدس.
بصائر: ما هي رسالتكم لأبناء الشعب الفلسطيني ونحن في هذه المرحلة وفي ذكرى النكبة الثامنة والستين، ورسالة أخرى توجهونها للشباب العربي والاسلامي؟
أبو زهري: رسالتنا للشباب العربي والاسلامي، عليكم باستغلال الساحة الإلكترونية أمام الرأي العام وفضح جرائم الاحتلال ومهاجمة المواقع الإلكترونية الصهيونية
سامي أبو زهري: رسالتنا لشعبنا الفلسطيني أننا واثقون من حقنا ومن نصر الله لنا، وأننا سنعود إلى أرضنا وقدسنا وهذه تجارب التاريخ، فالقدس خضعت للاحتلال الصليبي 90 عاماً لكنها تحررت وهذه حتمية التاريخ، وطالما نحن متمسكون بحقنا ونواصل المقاومة والصمود فمصير قدسنا التحرير.
أما رسالتنا للشباب العربي والاسلامي فنقول لهم بإمكانكم أن تفعلوا الكثير لمساندة القضية الفلسطينية، ومن بين تلك الوسائل استغلال الساحة الإلكترونية أمام الرأي العام وفضح جرائم الاحتلال ومهاجمة المواقع الإلكترونية الصهيونية الحساسة وغير ذلك من تلك الوسائل.