يشكّل المسلمون أقلية في اليونان الذي يعتز بديانته المسيحية، إذ يبلغ عدد سكانها أكثر من (11) مليون نسمة، بينما يقدّر تعداد المسلمين بأكثر من (180) ألف مسلم، بخلاف الجالية المسلمة من العرب والأفارقة والآسيويين الذين تراجع عدده جرَّاء الأزمة المالية وتوجههم للسفر إلى بلادهم ليصبح تقريبا (100) ألف مع وجود اللاجئين من السوريين والعراقيين والأفغان، بعدما كان عددهم يفوق أضعاف هذا العدد وأغلبهم يسكنون العاصمة اليونانية أثينا.
ولتسليط الضوء على أجواء شهر رمضان عند المسلمين في اليونان، حاورت (بصائر) الأستاذ أحمد فوده إمام مسجد قباء، ورئيس لجنة الدَّعوة للأئمة والخطباء في العاصمة اليونانية أثينا؛ الذي أوضح أنَّ لكل جالية من الجاليات المسلمة في اليونان لها عاداتها في شهر رمضان المبارك، ولكنّ رمضان بالنسبة لهذه الأقلية يشكل فرصة لتأكيد تمسكهم بعبادتهم وتقاليدهم المختلفة، فالانسجام العربي يظهر في كرمه في المساجد في رمضان من إحضار الوجبات للصَّائمين والاجتماع على صلاة العشاء والتراويح، وكذلك المسلمين من باكستان وبنجلاديش لهم عادات في رمضان؛ كالاجتماعات المتواصلة في رمضان وعمل وجبة السّحور الجماعي داخل المسجد".
وأضاف: "على الرَّغم من أنَّ لكل جالية بعض العادات في شهر رمضان المبارك، وطبيعة كل جالية تختلف عن الأخرى، إلاَّ أنَّ جميع الجاليات المسلمة تتقارب وتتآلف في هذا الشهر الكريم".
الإمام أحمد فوده في حديثه لـ(بصائر) أكَّد أنَّ شهر رمضان في اليونان عند المسلمين له في قلوبهم حبّ آخر، فتستطيع أن تلتقي بكل الأحباب من أبناء وطنك في موائد الإفطار والتجمّعات لأبناء كل جالية، ممَّا يؤكّد روح الحب والتآخي؛ وهذه اللقاءات تمثل الحضن البديل للوطن بالخارج عند تبادل الموائد واللقاءات.
وعند سؤال (بصائر) حول ثبوت رؤية الهلال، قال الإمام أحمد فوده : "ويثبت هلال رمضان وشوال لنا كجالية مسلمة بعد اجتماع سنوي من الأئمة وخطباء ومسؤولي المساجد، وذلك لتشكيل لجنة شرعية من بعض الأئمة والمسؤولين لزيارة المرصد القومي اليوناني للوقوف علي رؤية الهلال ممَّا يعزّز وحدة المسلمين في صومهم وفطرهم في هذا البلد". وأضاف: "كما تجمع زكاة الفطر في مساجد أثينا وتوزّع على فقراء المسلمين في المدينة أو ترسل إلى بلاد أخرى".
ويقول الأستاذ أحمد فوده لـ(بصائر) : "في أثينا التي قدم لها المسلمون من جنسيات مختلفة للعمل أو الدراسة، توجد عشرات المصليات العربية والآسيوية، التي وضعت برامج النشاطات الخاصة بالشهر الكريم".
وتابع بالقول: "ومن المعتاد أن تدعو بعض المساجد أحد الأئمة المعروفين من الخارج للمساهمة في إحياء شعائر رمضان، ونحن في مسجد قباء وهو أحد المساجد المهمّة التي تجتمع فيها الأغلبية العربية والإفريقية، فقد وضعنا برنامجاً يشمل إفطاراً جماعياً بشكل يومي، بما في ذلك حلقات تحفيظ القرآن الكريم للأطفال ودروس ومواعظ وتنتهي مع التراويح، وكذلك الحال في جميع المصليات في أثينا".