في وفاة بطل الملاكمة العالمي محمد علي كلاي .. ثناء ودروس من حياته

الرئيسية » بصائر من واقعنا » في وفاة بطل الملاكمة العالمي محمد علي كلاي .. ثناء ودروس من حياته

توفي يوم الجمعة الماضي (4/6) بطل الملاكمة العالمي السَّابق محمد علي كلاي في مستشفى فينيكس في ولاية أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية عن عمر يناهز 74 عاماً.

واعتنق محمد علي الإسلام سنة 1965 بعد فوزه على الملاكم سوني ليستون وانتزاع عرش الملاكمة منه، وغيَّر اسمه من كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور إلى محمد علي، وكان وراء تلك الحركة المفكر الأمريكي مالكوم إكس الذي كان صديقاً مقرّباً وحميماً لمحمد علي.

عندما اعتنق الإسلام لم يضع اهتمامًا لما سيحدث من انتقاص لشعبيته، ولكنَّ شعبيته وحبّ النَّاس له زادت واكتسحت الآفاق.

اعتزل كلاي الملاكمة في العام 1981، وقد كان عمره 39 عاماً، وبعد اعتزاله، انخرط كلاي في أعمال إنسانية عديدة، وحصل على ميدالية الحرية تكريماً له على ما قدمه من مساعدات إنسانية خيرية، كما حصل على جائزة القيادة العالمية من جمعية تدعم نشاط الأمم المتحدة لدوره القيادي في دعم القضايا الإنسانية.

من أشهر مواقفه معارضته للحرب ضد فيتنام ورفضه المشاركة، وقال:"هذه الحرب ضد تعاليم القرآن، وإنَّنا - كمسلمين - ليس من المفترض أن نخوض حروبًا إلاَّ إذا كانت في سبيل الله ورسوله". وبسبب رفضه الالتحاق بالخدمة العسكرية في جيش الولايات المتحدة أثناء حرب فيتنام تمَّ سحب اللقب منه، وحكم عليه بالسجن مدَّة خمسة أعوام.

وعانى محمد علي من مرض الشلل الرّعاش منذ ثمانينيات القرن الماضي، والذي أثَّر على طريقة كلامه وجعله شبه مسجون في جسده.

من أشهر أقواله: "لدينا حياة واحدة وعمَّا قريب ستصبح من الماضي وما نعمله لله هو الذي سيبقى"، "أنا أؤمن بالإسلام . . أؤمن بالله والسَّلام" .

وبعد ساعات قليلة من إعلان وفاته،  تصدّر وسم ‫#‏محمد_علي_كلاي‬ قائمة "الترند" العالمية في تويتر بأكثر من مليوني تغريدة ‪#‎MuhammadAli‬ .

وقد تفاعل دعاة وكتّاب وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مع خبر وفاة بطل الملاكمة العالمي محمد علي، حيث علّق الدكتور سلمان العودة تحت عنوان "محمد علي كلاي مسلم أولاً ؟ وقال على حسابه في موقع "سناب شات" منتقداً أسلوب من يشكّك في إسلام محمد علي: "هناك ناس معنيون بإدخال الناس في الإسلام، وهناك فئة من أبنائنا المنتسبين إلى العلم والعلماء معنيين بإخراج الناس من الإسلام، فإذا أسلم أوروبي أو أمريكي - طبعاً البيئة مختلفة والثقافة والعقلية والتاريخ والفهم وأشياء كثيرة - بدؤوا يبحثون عن زلاّت، لو تدخل إلى غوغل تكتب "محمد علي كلاي مسلم"، تجد هؤلاء يكتبون المعايير لا تنطبق عليه !!".

وكتب المؤرخ الدكتور محمد الجوادي في رثاء البطل العالمي محمد علي قائلاً: "توفي البطل الذي فاقت شجاعته الأخلاقية شجاعته الرياضية التي لم يرزق أحد مثلها". وأضاف: "ذهب إلى لقاء ربّه راضياً مرضياً أفصح دعاة عصرنا وأكثرهم أثراً وأعظمهم فهماً وأثبتهم إيماناً". وتابع بالقول: "فارقنا بجسده البطل العظيم الذي جاهد وهو شاب بكلمة الله وبفعل الحق وباجتناب الباطل مضحيا بكل شيء دون أن يهتز لحظة واحدة".

ووصف حياته بقوله: "مات رجل كان هو نفسه إسلاماً يمشي على قدمين، ويقيناً بلا شك، وحباً بلا بغضاء، وعظمة بلا استعلاء، كان نطقه لمعاني القرآن الكريم باللغة الانجليزية يعادل في عذوبته وتعبيريته تلاوة الشيخ عبد الباسط .. كان نبراساً في فهمه وفي سلوكه ، كان يحارب ويجاهد ويكسب كل الجبهات".

وقال الداعية محمد العريفي في تغريدة له: "مضى إلى ربَّه محمد علي كلاي، اللهم عامله بلطفك وإحسانك".

وكتب د. حمد الغماس مغرّداً على "تويتر" : "جميلة عبارات الثناء على محمد علي كلاي - رحمه الله- بعد وفاته، وممَّا نُقل عن أحد السلف: عنوان صحيفة الميت .. ثناء الناس عليه".

ومن الدروس التي تستخلص من حياة محمد علي، حسب ما علّق به أحد الناشطين "أنَّه رغم حياته في وسط مادي متخم بالملذات والشهوات، والنعيم والرفاهية، لكنَّه لم يخلد إلى ذلك بل آثر الانضمام إلى بيئة الإيمان بالله واعتناق الإسلام، فاعتناقه الإسلام، والتزامه هدي الإسلام جعله حجَّة على كل فاجر وعاصٍ وممثل وممثلة، فنان وفنانة ولاعب كرّة و...و... أنَّكم مهما كنتم في بيئات فاسدة، فبإمكانكم أن تختاروا الاستقامة والصَّلاح والإسلام. ألا تذكرون قول الله عزَّ وجل: {وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون .... ومريم بنت عمران}".

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

من عوامل ثبات أهل غزة

قال تعالى: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم …