ما كنت لأعلم يوماً من الأيام المتقلبةِ الحال أننا كنا نعيش في دوامة الوهم اللعين، ذاك الوهم الذي كنا غارقين في طياته عقودا من الزمن، تخيلوا معي أننا كنا ننزل لعائننا التترى على جدائل بريئة تحب السلام والخير وتعشق الوحدة وعدم إغراقنا في فتن أشد من القتل، ما أقبحنا ونحن نعلم صورتهم المزخرفة الجميلة التي شوهنا صفاءها، يا إلهي لا أستطيع تخيل شكلنا وقد كنا نقوم ثلث ليل تطفطر أقدامنا وتكاد تشل أيماننا ونحن ندعو عليهم بحجة قتلهم لأبرياء يستحقون الإبادة واغتصابهم لأرض مقدسة تستحق الهلاك!!
ما أبله تلك الأقلام التي كانت تصفهم بالنازية المقيتة، ويا سذاجة سياسين حمقى كانوا يقضون جل عيشهم بتعريتهم وفضحهم على الملأ.
نعم يا سادة، فلا تظنوا يوما من الأيام أن فوضى العالم الخلاقة كانت بسببهم، ولا تفرق شملنا كان بمخططهم، ولا شرقي قلب نزع عن غربيه كان بملك إرادتهم، فهم أمان هذا العالم المفقود لدينا.
نحن من نصنع الظلم ، أولسنا البخلاء حين تكرموا علينا بمناصفة أرضهم!! والأشقياء حين تمردنا على مصافحتهم!! والمعنفين لنصف مجتمعنا وقت ما كان نصفهم يرتمي بأحضان حنانهم!!
فصناعة الخراب والاستعباد في هذا العالم لم تكن إلا بلحى تقطرت دماً، في حين كانت جدائلهم تسقي الناس غيثاً.
عذراً لكم يا يهود العالم فكل هذه الأوهام كنا نعيش لحظاتها لإغلاق أبواب خشبية سدت على أعيننا، فلما فتحت بشريط سينمائي عرفنا حقيقة جمالكم، وجمال جهلنا.
*مقال تهكمي