7 طرق تجنب أبناءك الملل في رمضان

الرئيسية » بصائر تربوية » 7 طرق تجنب أبناءك الملل في رمضان

يشكو معظم الأهل اليوم بعد مضي فترة ليست بالقصيرة على شهر رمضان من ملل أبنائهم، ورغبتهم بانقضائه مسرعاً لاستقبال بهجة العيد و الأنس بها. و تعتبر قضية الملل قضية طبيعية في النفس البشرية و خاصة عند الأطفال؛ لأن النمو الانفعالي لديهم لم يكتمل بعد.

و قد كشفت دراسة بريطانية حديثة أن الأطفال يشكون من الملل 106 مرات خلال العطلة الصيفية التي تكون زاخرة بالأوقات الحرة، و عليه فإن كثرة ملل أطفالنا في شهر رمضان الذي يعتبروه شهر القيد و الفرض سمة طبيعية يجدر بنا أن نفهمها و ننتج خطوات عملية للالتحاق بركب الفائزين.

كيف أجنب أبنائي من الوقوع في فخ الملل الرمضاني:

إشراك الأبناء في وضع أفكار من صنعهم تساعد في دحر مستوى الملل إلى حد كبير

1) ساعدوهم على ابتكار فكرة مثيرة: لن يجد أبناؤنا الإثارة في أية فكرة سنقدمها لهم، وذلك بناء على ارتفاع مستوى الملل لديهم، و عليه فإن إشراكهم في وضع أفكار من صنعهم تساعد في دحر مستوى الملل إلى حد كبير، و هذا على أن يكون الآباء شركاء في تنفيذ تلك الأفكار. و من هنا فإن أشد فكرة حماسية سوف تخرج مع الأطفال هي خروجهم من المنزل لساعات أو ذهابهم إلى مكان ما لشراء شيء يحبونه. وبالتالي نكون قد أطلنا في عمر الخيال لديهم، و بذلك يمكننا تحديد الموعد بعد يومين مثلا من طلبهم، حيث نكون بذلك قد رفعنا الحس الخيالي لديهم، و استبدلنا أوقات الملل برفع مستوى مخيلتهم، و قد أثبتت الدراسات أن الخيال لدى الطفل كفيل بدعم عالمه التنموي الصغير.

2) اربطوا بين العادات و العبادات: علم أبناءك مفهوم تجديد النية و إبدال العادات بالعبادات، فمثلاً اصطحبهم إلى حديقة قريبة و العب معهم اللعبة المفضلة لديهم، و علمهم أن رمضان شهر هو شهر النتظيم و التعديل، لا شهر الكبت و الفرض.

اسمحوا لهم بتولي قيادة المنزل ليوم أو يومين، و ذلك يكون حسب قدرتهم على تنظيم أمورهم و قدرتهم القيادية

3) تبادلوا الأدوار: اسمحوا لهم بتولي قيادة المنزل ليوم أو يومين، و ذلك يكون حسب قدرتهم على تنظيم أمورهم و قدرتهم القيادية، فمثلاً اسمحي أيتها الأم لابنتك باستلام زمام أمور المطبخ مع المراقبة الحثيثة البعيدة، و أنت أيها الأب دع ابنك يقرر إلى أي مسجد ستذهبون و تصلون صلاة التراويح.

4) خصصوا وقتاً للأحلام الرمضانية: فلتجمتع العائلة جميعها في وقت يشترك في تحديده جميع أعضاء المنزل، و يكتبوا قائمة الأحلام الرمضانية التي يرجون تحقيقها فور انتهاء رمضان، و أحلاماً أخرى يرغبون بتحقيقها أثناء رمضان، و بذلك نكون قد قتلنا عامل الوقت الذي يشعرهم بطول رمضان و بعد فرحة العيد، وعندها نكون قد رفعنا مستوى الكفاءة الفكرية، و أنعشنا الذاكرة ببعض المنتجات الذهنية الصحية.

5) كلفوا أبناءكم بإحصاء أسماء العائلات المحتاجة التي تستحق زكاة الفطر: ينمو بذلك حس المسؤولية العالي لدى أطفالنا، و يرغبون بإطالة أيام رمضان حتى لا يفشلوا بالمهمة و يسلموا كل الأسماء لوالديهم دون أي نقص، و بذلك نكون قد رفعنا من مستوى العطاء و المسؤولية لديهم.

فكروا معاً في عبادة رمضانية لم تقوموا بها من قبل، و يستحسن أن تكون خفيفة و مستمرة

6) ابتكروا عادة رمضانية جديدة: فكروا معاً في عبادة رمضانية لم تقوموا بها من قبل، و يستحسن أن تكون خفيفة و مستمرة، مثلاً اعملوا سباق الأذكار أو الصلاة على النبي و لمدة ليست قصيرة و أن من يفز في هذا الغمار فستكون له مكافأة عينية أو مادية. و بذلك أيضاً ننمي الحس الإيجابي و التشاركي لديهم.

7) اعملوا افطاراً رمضانياً لأصدقاء أبنائكم: عندما يشعر الطفل أنه في موقف سيكون مسؤولاً عنه أمام أصدقائه فإن سينشغل مدة 3_4 أيام على الأقل في التحضير و التفكير في تلك العزيمة و مستواها، كما أنه سيقضي فترة جيدة في عزيمة أصدقائه و إقناعهم و إقناع ذويهم بالموافقة على العزيمة، و بذلك نكون قد نمّينا عند أبنائنا روح المشاركة والألفة، وعززنا القيمة القيادية في شخصياتهم.

إن أبناءنا أرض جرداء قاحلة، كلفنا الله تعالى أن نزرع فيهم صنوفاً من العبادات و الخيرات لا خيراً واحداً، و إن اختزال رمضان في عبادة فردية أو عبادات أكبر من مستوى نموهم العقلي و الانفعالي أمر جلل، يجعلنا نحول رمضان من قيم استثمارية نهضوية إلى قيم صماء.

إن الملل ظاهرة ربانية في الكون خلقها الله تعالى فينا لتجديد روح الحياة في ذواتنا، و ليس من حق الأبوين أيًا كان حرصهم على استنفاع أبنائهم من رمضان أن يقمعوا ذلك الحس و يقتلوه، لأننا بذلك نكون قد قتلنا الروح المجددة فيهم.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة فلسطينية، مختصة بالتربية و مهتمة بالشأن الفلسطيني.

شاهد أيضاً

لا تنظيم بلا التزام: كيف نحمي صفنا من الداخل؟

لا يمكن لأي مؤسسة أو شركة أو حتى جمعية صغيرة أن تحقق النجاح والاستمرارية ما …