“إدهي” و”هيرمان” نموذجان لخدمة قضية وإنسان

الرئيسية » بصائر من واقعنا » “إدهي” و”هيرمان” نموذجان لخدمة قضية وإنسان

عندما يعيش الإنسان لقضية عادلة ومشروع ناجح، فإنّه يضع إمكاناته ووقته وجهده في سبيلهما، بل يبذل زهرة حياته في العمل من أجلهما حتى يلقى الله سبحانه، وهو ينافح ويدافع، ويزرع الأمل والبسمة في قلوب وعلى شفاه من ظلموا أو شرّدوا أو هجّروا أو احتلت أرضهم ..

لقد غيّب الموت في الأيام القليلة الماضية اسمَين عاشا حياتهما في خدمة قضية وإنسان؛ أحدهما هو عبد الستار أدهي من باكستان، الذي رحل عن هذه الدنيا عن عمر يناهز 88 عاماً، قضاها في خدمة الفقراء والمرضى، والثاني هو فالتر هيرمان من ألمانيا، الذي أمضى 22 عاماً من حياته في خدمة فلسطين، حيث أسّس "حائط المبكى الفلسطيني"؛ شارحاً معاناة الشعب الفلسطيني وفاضحاً جرائم الاحتلال الصهيوني.

نموذج لخدمة الإنسان الفقير

عبد الستار إدهي من باكستان، رجل أسَّس أكبر جمعية خيرية في باكستان، وزرع الأمل في قلوب الملايين، وأطعم الجائع وعالج الفقير، وترك جمعية بما يقارب 10 آلاف سيارة إسعاف، وقدّم خدماته للفقراء والمساكين في باكستان ما عجزت دولة بمؤسساتها أن تقدّمه، حيث تدير مؤسسة إدهي التي أسّسها سنة 1951م، دوراً للأيتام وعيادات طبيّة في كل أنحاء البلاد، وكان يشار إليه باسم "رجل الأعمال الخيرية" و"أبو الفقراء"، من أشهر تصريحاته: "إنَّ البساطة والإخلاص والاجتهاد والانضباط هي أسرار النجاح".

نموذج لخدمة قضية عادلة

فالتر هيرمان من ألمانيا، وتحديداً من مدينة كولونيا الألمانية الواقعة في محافظة شمال نهر الراين، وبالقرب من كاتدرائيها، صنع معرضاً في الهواء الطلق، يضمّ صوراً لفلسطين ولوحات تشرح جانباً من معاناة الشعب الفلسطيني، حتى بات المعرض ما يشبه حائطاً سمّاه "حائط المبكى الفلسطيني".

منذ أكثر من عشرين عاماً، لم يترك "فالتر" هذا المكان حتى غيّبه الموت، بقي صامداً مدافعاً عن قضية آمن بعدالتها، بقي يرفع علم فلسطين، ويشرح للمارّة وزوّاره آلام الشعب الفلسطيني ومدى الإجرام الذي يتعرّضون له من آلة الحرب الصهيونية.

اسمان رحلا عن هذه الدنيا، لكنَّهما تركا بصمتها، ليبقيا نموذجين في خدمة قضية وإنسان..

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

من عوامل ثبات أهل غزة

قال تعالى: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم …