يسعى الاحتلال الصهيوني عبر مخططاته إلى طمس الحقائق التاريخية على الأرض الفلسطينية وتشويهها وتزويرها من أجل مشاريعه الاستيطانية والتهويدية، لكن هذه المحاولات لم تفلح أمام الذاكرة الفلسطينية الحيّة التي يتوارثها الأجيال، وبالحق الذي يتمسك به الشعب الفلسطيني.
وتعدّ المعركة الثقافية من أشرس المعارك التي يقودها الشعب الفلسطيني في مواجهة المشروع الصهيوني الذي يسعى جاهداً لفرض خطابه ورؤيته حول الأرض والهوية والمقدسات، وهو ما يكشف عنه تصريح لموشي ديان بعد اقتحامه يوم 8 حزيران 1967 للقدس "الشرقية"، وهو يخطب واضعاً رجله على حجر من الحجارة المقدسة في المدينة العتيقة، قائلا:"إنّني قد أقبل أن يصبح الفلسطيني طيارا عسكريا أستأمنه على قاذفة حربية محملة بالقنابل، ولا أقبل أن يكون دليلا سياحيا، للزوار الأجانب، هنا في القدس العتيقة".
ومن الكتب المهمّة في تأصيل ورصد الحقائق التاريخية والجغرافية لفلسطين، كتاب "أطلس فلسطين (1927-1966)"، للدكتور سلمان أبو ستة، فإلى التفاصيل:
مع الكتاب:
يوضح مؤلف الكتاب في مقدّمته أنَّ "أطلس فلسطين" هو خلاصة عمل استمر عشرين عاماً يوثّق في 60 خريطة نحو 40 ألف اسم مكان في فلسطين ويحارب جهود الاحتلال في طمس الهوية والأسماء العربية للمدن والقرى، كما يؤرخ لنشأة المشروع الصهيوني على أرض فلسطين منذ زمن الانتداب البريطاني، ويعمل على "تشريح" النكبة وما بعدها، والتي ما يزال الفلسطينيون يعيشون في تبعاتها حتّى اليوم.
ويقدّم الأطلس، إضافة للتأريخ للمرحلة كشعب وأرض، مضموناً في غاية الأهمية لم يتعرَّض له كثير من الباحثين هو البنية التحتية التي فقدت في فلسطين مع وقوع النكبة، ويرصد نحو 1700 منشأة مابين حكومية وزراعية وصناعية وتعليمية، إضافة إلى الطرقات وسكك الحديد، وليس انتهاء بالمعالم الدينية والآثار التاريخية.
ويحوي الكتاب أربعة أجزاء، يتناول الجزء الأوَّل عرضاً عامّاً حول فلسطين الأرض والشعب، ويتناول فيه سجل النكبة والغزو الصهيوني وآثاره واتفاقيات الهدنة ومرحلة ما بعد النكبة وتداعياتها من تدمير فلسطين وأنماط التهجير العرقي.
ويقدّم فيه الكاتب خلفية تاريخية للصراع ولتصاعد واستقواء المشروع الصهيوني. ثمَّ رصد وتسجيل للأرض الفلسطينية قبيل قيام الكيان الصهيوني، يليه متابعة تفصيلية للنكبة وآثارها واللجوء الفلسطيني وما آل إليه.
والأجزاء الأخرى خصّها لأطلس فلسطين، من خرائط وإحصائيات وجداول وصور أشكال خاصة بجغرافية فلسطين وتاريخها وتعدادها السكاني.
ويقدّم الكاتب للقارئ الفلسطيني خاصية البحث عن قريته في الأطلس، والتي تمتد لتشمل أكثر من ثلثي حجم الأطلس. وهذه الخرائط هي كشاف دقيق لكل فلسطين عشية 1948؛حيث تظهر المدن، والقرى، والهضاب، والأنهر، والجبال،والسواحل..
يقول الأستاذ ماجد الزير رئيس مركز العودة الفلسطيني في لندن عن الكتاب: "أطلس فلسطين هو جهد وطني جبَّار يؤصّل لتاريخ وجغرافية فلسطين، إنجازٌ فريد يُسجّل للدكتور سلمان أبو ستة ويستحق كل مساندة ودعم، واجب على كل فلسطيني الاطلاع عليه، أدعوكم جميعاً للاستفادة منه".
مع المؤلف:
هو سلمان أبو ستة.
ولد في بئر السبع في فلسطين عام 1937م.
حصل على البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة القاهرة عام 1959 وعلى الدكتوراه في الهندسة المدنية من جامعة لندن عام 1964م.
عمل أستاذاً في جامعة ويستر أون تاريو في كندا، وكان عضواً مستقلاً في المجلس الوطني الفلسطيني بين عام 1974 وحتّى توقيع اتفاقية أسلو عام 1993م. وعضو هيئة التعاون الفلسطينية في جنيف ورئيس لجنة اللاجئين والأونروا بها.
ألّفَ أكثر من ثلاثين بحثاً علمياً وكتاباً في الهندسة، وحصل على أكثر من جائزة من جمعية المهندسين البريطانية. كما ألَّف أكثر من ثمانين بحثاً ومقالاً وأصدر أربعة كتب عن اللاجئين بالعربية والإنجليزية وصمَّم ورسم خريطة تضم كل قرى ومدن فلسطين، وُزِع منها ثلاثة أربع المليون نسخة بالغتين العربية والإنجليزية.
ومن أبرز مؤلفاته: كتاب (حق العودة مقدس وقانوني وممكن)، وكتاب (طريق العودة؛ دليل المدن والقرى المهجرة والحالية والأماكن المقدسة في فلسطين)، وكتاب (سجل النكبة 1948).
بطاقة الكتاب:
العنوان: أطلس فلسطين 1917- 1966 .
المؤلف: سلمان أبو ستة.
دار الناشر: جمعية أرض فلسطين، لندن
عدد الصفحات: 428 صفحة.