في عالم ازدحم فيه الخروج عن المألوف بحجة رفض الروتين باتت كل زاوية هي عبارة عن ملف لا منطقي وفكرة غير معقولة، مع أن سبب الخروج عن المألوف هو التخلص من اللا منطق القائم فكان الممر الإجباري هو لا منطق آخر يفتح الباب على جديد غير مدروس، فالثورة فيها الكثير من المنطق الذي تجاهله البعض فأجبروا الشارع للذهاب إلى اللا منطق.
وفي ملف الأسرى وعنجهية السجان والقيود التي هي منطق سجان ومكروه حر تعززت هناك الفكرة وبات اللا منطق منطقا في قاموس الثورة والتحرر والبحث عن الكرامة والحرية هناك في زنازين الحياة وخلف أبواب مؤصدة على عقول منفتحة وأمل في الفضاء؛ أمست حكاية اللا منطق سلاحا مهما وكأنه تجسد لـ" السن بالسن والعين بالعين والبادئ أظلم"، ففي السجن الذي هو القهر كان التحدي يتولد في كل دقيقة بل يفجر ينابيع حرية أحدثت بفضل الله عز وجل فيضان الكرامة الذي دمر الظلم واستوى ينبت الزرع في أرض الحق.
"الإضراب عن الطعام" فكرة اللا منطق والجوع رأس حربتها والموت نتيجتها والتعب والإرهاق والألم مسيرتها ولكنها لم تأت من العبث ولم تكن ندا وتحديا للفراغ والمنطق؛ بل كانت مقاومة أنشأها جسد يحمل روحا لا تقبل اللا منطق وهو الاعتقال التعسفي الذي يسميه الاحتلال "الإداري"، لتختلط المفاهيم في العالم كونه مصطلح تستخدمه الدول لمحاربة الإرهاب، فكان هذا النموذج العنصري الذي يحارب فيه الاحتلال شعب فلسطين لا منطقيا بامتياز؛ وبحثت في قاموسي جيدا عن رد يردع هذه الحرب فلم أجد إلا اللا منطق وهو أمعاء خاوية.
نزلت الأسلحة للميدان فأن تتسلح بالإيمان والعقيدة والأمعاء الخاوية وقوة الحضارة هي بحد ذاتها معركة المنطق وفكرة منطقية هزمت اللا منطق الاحتلالي الذي هو مبني على أسس الهدم من قتل وحضارة قوة وعنصرية وعربدة؛ فانتصر المنطق الإنساني بسلاحه اللا منطقي عل وعسى أن تصل رسالة أمعاء خوت ضمائرُ العالم وما خوت!!!