إن التربية هي من أصعب المهمات التي يقوم بها الآباء والمربون فعلى أساس صلاح الفرد وتربيته تُبنى المجتمعات القويمة والراقية، وحدوث أي خطأ تربوي قد يتسبب في مشاكل للفرد والمجتمع على حد سواء.
قد يتفاجأ الأبوان إذا اكتشفا أن طفلهما يتصرف بطريقة غير مقبولة أو اكتسب صفة غير إيجابية وقد يتفاجآن أكثر عندما يكتشفان أنهما مسؤولان بنسبة كبيرة عن تصرف الطفل على ذلك النحو أو عن اكتسابه عادة سيئة، غير أن تلك السلوكيات يمكن أن يتم تعديلها ولكنّ الأمر يحتاج إلى بعض الوقت والصبر من طرف الأبوين، وفي هذا المقال سنتعرف على بعض السلوكيات والعادات لدى الطفل والتي يكون للآباء عادة دور كبير فيها:
طفلٌ عنيد:
يميل الأطفال إلى العناد في سنواتهم الأولى (قد يكون ذلك السلوك موروثا وقد يكون مكتسبا)، في العادة يكون العناد وسيلتهم لاختبار الحدود التي يمكن أن يصلوا إليها أو المسموح لهم بها من طرف الوالدين واختبار صبرهما، إذا اكتشفت أن طفلك أصبح عنيدا فاعلم أنك لا تقول له "لا" في الغالب، إذا تعوّد الطفل منك أن تكون متجاوبا مع كل ما يرغب به، فسيصعب عليه فيما بعد أن يتقبل رفضك لأمر ما.
في العادة يكون العناد وسيلة الأطفال لاختبار الحدود التي يمكن أن يصلوا إليها أو المسموح لهم بها من طرف الوالدين واختبار صبرهما
كيف ستتمكن من تعديل سلوكه؟
- استخدم معه التواصل الذكي وليس الجدال.
- بدل إعطائه الأوامر امنحه خيارات متعددة.
- علّمه من خلال التجارب؛ إذا أصر على لمس شيء فدعه يجرب مادام ذلك لا يضره.
- حاول أن ترى الأشياء من وجهة نظره.
- حاول أن تشيع أجواء سلمية ومرحة في البيت بدل جو مشحون بالتوتر والقلق.
- إذا كُنت غاضبا فلا تصرّ على رأي خاطئ؛ دع طفلك يتعلم منك حسن التصرف أثناء الغضب، تميّز بالمرونة لتحصد المرونة.
طفلٌ ضعيف الشخصية:
إذا اكتشفت أن شخصية طفلك ضعيفة فاعلم أنك تدافع عنه كثيراً إذا تعرض للأذى أو اعتُدي عليه من طرف رفاقه، كما أنك لا تسمح له بالاختلاط مع أترابه
إذا اكتشفت أن شخصية طفلك ضعيفة فاعلم أنك تدافع عنه كثيراً إذا تعرض للأذى أو اعتُدي عليه من طرف رفاقه، كما أنك لا تسمح له بالاختلاط مع أترابه، وعندما يشعر بالخوف فأنت لا تمنحه الأمان ولا تشجعه، وعادة يصبح الطفل ضعيف الشخصية إذا قام الأبوان أو أحدهما بتخويف الطفل وتهديده بشكل دائم وعندها لن يمتلك الطفل الشجاعة، وسيصبح حساسا وسرعان ما يبكي لأتفه الأسباب.
كيف ستتمكن من تعديل سلوكه؟
- توقّف عن تهديده وتخويفه، وعلى العكس إذا خاف من شيء ما (كالظلام مثلا) شجعه واسمح له بأن يجرب معك السير في مكان مظلم ليتأكد أنه لن يصيبه مكروه.
- امنح طفلك بعض المسؤوليات في البيت وخارجه، دعه يقوم ببعض الخيارات الهامة.
- اسمح له باللعب والاختلاط مع الأطفال.
- اصحبه إلى المناسبات العامة وزيارة الأقارب.
- علمه كيف يتعامل مع المواقف الصعبة وأثني عليه عندما يقدم على تصرف شجاع.
- لا تقم بتصنيفه (لا تقل له أنت جبان) ولا تسمح لأخوته أن يقوموا بتصنيفه.
- درّبه على التحدث عن احتياجاته ومشاعره والدفاع عن نفسه بإنصاف.
- امنحه فرص يومية للتفاعل مع الآخرين وعلمه كيف يكون حذرا لا خائفا من التعامل مع الغرباء.
- ادعمه بكلمات إيجابية (أنت شجاع، أنت مِقدام.. إلخ).
طفلٌ مدلل:
إذا اكتشفت أن طفلك أصبح مدللاً وكثير التذمر مع حدوث نوبات غضب إذا لم يتم تلبية مطالبه، فاعلم أنه كان يحصل على كل ما يريده دون شروط وأنك تفرط في تدليله
إذا اكتشفت أن طفلك أصبح مدللا وكثير التذمر مع حدوث نوبات غضب إذا لم يتم تلبية مطالبه، فاعلم أنه كان يحصل على كل ما يريده دون شروط وأنك تفرط في تدليله ومنحه الهدايا بدون أية مناسبات، معتقدا أنك تعوض عليه بذلك لأنك لا تمنحه وقتك بسبب ضغوط العمل، لذلك اعلم أن عدم حرمانه من أي شيء يطلبه أو يشتهيه دائما يأتي بنتائج تربوية عكسية.
كيف ستتمكن من تعديل سلوكه؟
- التزم بعدم تلبية كل رغباته حتى وإن كان في استطاعتك ذلك، فيجب أن يتعلم أنه لن يحصل على كل ما يريده في هذه الحياة وينبغي أن يتعامل مع هذا الواقع.
- علمه الانضباط باستخدام التعليمات لا التهديدات.
- امنحه ما يريده أحيانا لكن باعتدال وبشروط (مثلا نكافئه بمشاهدة برنامجه المفضل إذا قام بترتيب ألعابه).
- إذا دخل في نوبة غضب حاول تجاهله حتى ينتهي الأمر أو قم بتشتيت انتباهه من خلال القيام بنشاط مثير للاهتمام أمامه (أثناء غضبه وبكائه ابدأ باللعب مع أخوته لعبة مثيرة وحماسية).