تمرّ اليوم الذكرى السَّابعة والأربعون لجريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك، ولا يزال المسجد يتعرَّض إلى انتهاكات وجرائم يومية من جيش الاحتلال الصهيوني في مخطط ممنهج لتقسيمه زمانياً ومكانياً، وتدنيس لباحاته واقتحامات استفزازية للجماعات اليهودية المتطرّفة، التي تسعى لإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه.
وعلى الرّغم من كل الجرائم والانتهاكات والمخططات التهويدية، إلاَّ أنَّ الشعب الفلسطيني مصمّم على الدّفاع عن المسجد الأقصى المبارك وحمايته من كل تلك الأخطار؛ عبر الرّباط فيه، وشدّ الرّحال إليه، وإفشال مخططات التهويد والتقسيم.
مؤسسة القدس تحذّر من خطر التقسيم..
قالت مؤسسة القدس الدولية في بيان لها : إنَّ تهديدات أبعد خطراً من الحريق تحيط بالمسجد الأقصى، أبرزها التقسيم وفرض إرادة الاحتلال الصهيوني المباشرة عليه. مشيرة إلى "حرب وجودية تبتغي طمس الهوية العربية الإسلامية وفرض هوية يهودية صهيونية مكانها".
وتابعت المؤسسة في البيان الذي وصل (بصائر) نسخة منه أنَّ "الرؤية الصهيونية تجاه المسجد الأقصى المبارك تتجلى في محاولة فرض التقسيم الزّماني التام، وفرض المساواة بين المسلمين والمتطرفين اليهود في أوقات دخول المسجد والأعياد الأسبوعية والسنوية، ومحاولة فرض دور إسرائيلي مباشر في المسجد الأقصى المبارك بالضغط على الأوقاف الأردنية لقبوله أو فرضه عليها فرضا".
وتطلق حملة إعلامية..
بمناسبة الذكرى الـ47 لإحراق المسجد الأقصى المبارك، ورفضًا لاعتداءات الاحتلال الصهيوني بحق الأقصى والمرابطين داخل أسواره، أعلنت مؤسسة القدس الدولية عن إطلاق حملة إعلامية متكاملة على مدار أسبوعين متواصلين تبدأ من يوم الاثنين 15/8/2016 حتّى مساء يوم الثلاثاء 30/8/2016.
وتهدف الحملة لخلق حراك جماهيري متفاعل ومساند لمسرى الحبيب صلى الله عليه وسلم وفضح مشاريع الاحتلال ومخططاته التهويدية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على اعتداءات الاحتلال المستمرة بحق المسجد الأقصى المبارك ورواده وحراسه.
ودعت مؤسسة القدس الدولية الإعلاميين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي للتغريد على هاشتاغ #إحراق_الأقصى ونشر انتهاكات الاحتلال الصهيوني المستمرة والمتواصلة بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وعلى رأسهم انتهاكات الاحتلال وتدنيسه للمسجد الأقصى المبارك.
"كيوبرس" يوثّق الجرائم ضد الأقصى
في الذكرى الـ47، أصدر المركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى (كيوبرس) تقريراً سلّط الضوء فيه على أهم وأبرز المخاطر والجرائم التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني منذ احتلال المسجد الأقصى في حزيران/ يونيو من العام 1967م.
وذكر التقرير أنَّ نحو 80 ألف مستوطن وعنصر احتلال اقتحموا ودنسوا الأقصى منذ العام 2009، فيما نفذ الاحتلال نحو 50 حفرية أسفل ومحيط المسجد، وطوقه بنحو 102 كنيس يهودي، وشكلت هذه الاقتحامات والحفريات والتهويد، ثالوثا إحتلاليا يستهدف المسجد الأقصى.
وقال المركز: "وإن كانت جريمة حريق المسجد الأقصى تمثل أبرز حدث يدل على نوايا ومخططات الاحتلال لهدم وتدمير المسجد وبناء هيكل مزعوم على أنقاضه، بعد أن وقع تحت الاحتلال والأسر الإسرائيلي في 7 حزيران/ يونيو 1967، فإن حريق المسجد الأقصى لم يتوقف ولو لدقيقة واحدة، فالنيران ما زالت مشتعلة فيه منذ 47 عاماً، عبر ألسنة النيران الثلاثة العملاقة (الاقتحامات والتدنيسات، والحفريات والأنفاق، التهويد والاستيطان) والتي تشكل ثالوثاً خطيرا يستهدف المسجد الأقصى على مدار الساعة".
الجريمة لن تسقط بالتقادم..
في 21 آب/ أغسطس من العام 1969، أقدم اليهودي الأسترالي الجنسية مايكل دينيس على إشعال النار عمداً في المسجد الأقصى، فالتهمت أجزاءً مهمة منه، وتسبّبت هذه الجريمة بإحراق منبر نور الدين زنكي الذي صنعه ليضعه بالمسجد بعد تحريره، لكنّه مات قبل ذلك ووضعه صلاح الدين الأيوبي، الذي كان يعدُّ رمزاً للتحرير والنصر على الصليبيين.
وأتت النيران على أكثر من ثلث مساحة المسجد، وأحدثت ضرراً كبيراً في بناء المسجد الأقصى وأعمدته وأقواسه وزخرفته القديمة، وسقط سقف المسجد على الأرض نتيجة الاحتراق، وسقط عمودان رئيسان مع القوس الحامل للقبة، كما تضرَّرت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والمحراب والجدران الجنوبية، وتحطم 48 شباكًا من شبابيك المسجد المصنوعة من الجبس والزجّاج الملون، واحترق السجّاد وكثير من الزخارف والآيات القرآنية.
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- المركز الإعلامي لشؤون القدس والأقصى