يميل بعض الآباء إلى تجاهل بعض السلوكيات الخاطئة التي يقوم بها أطفالهم ظنا منهم أنها لن تضر بالطفل أو بمسيرة تربيتهم له، أو اعتقادا منهم أنها عرض طارئ سيختفي حالما يكبر الطفل، ولكن تجاهلها قد يؤدي إلى نتائج تربوية لا يحمد عقباها فيما بعد.
ما هي تلك السلوكيات وكيف يمكن التعامل معها؟ لنكتشف ذلك في النقاط التالية:
1. مقاطعتك أثناء حديثك مع الآخرين:
قد يكون طفلك شديد الحماس لإخبارك بأمر ما أو طرح سؤال أثناء حديثك مع شخص آخر والسماح له بمقاطعتك لن يعلمه احترام الناس ومراعاة مشاعرهم، أو ضبط نفسه عندما تكون منشغلا عنه، وسيعتقد أن من حقه أن يلفت انتباه الآخرين وقتما شاء ولن يكون باستطاعته تقبل فكرة أن الآخرين منشغلون عنه.
كيف يمكن التعامل مع ذلك؟
أخبر طفلك أنك ستنصت باهتمام إلى كل ما يريده حالما تنهي محادثتك مع الآخرين وأنه لن يحصل على ما يريده إذا ما قام بمقاطعتك
عندما تكون على وشك إجراء اتصال أو استقبال صديق أخبر طفلك أنك ترغب ببعض الخصوصية وأنك لا تريد أن يقاطعك لأي سبب غير مهم، ثم اشغله بنشاط ما أو امنحه إحدى لعبه المفضلة لكي يلعب بها، وإذا ما حاول أن يجلس بين ذراعيك أثناء المحادثة أشر إلى الكرسي واطلب منه أن يجلس بهدوء حتى تنتهي من الحديث، أخبره أنك ستنصت باهتمام إلى كل ما يريده حالما تنهي محادثتك مع الآخرين وأنه لن يحصل على ما يريده إذا ما قام بمقاطعتك.
2. اللعب بعنف:
يعرف كل أب أنه يجب أن يتدخل عندما يقوم طفله بضرب زميل له في اللعب، وبنفس أهمية تلك الخطوة يجب ألا يغفل الأب عن الأعمال العدوانية التي يقوم بها طفله مثل التدافع مع أخوته؛ لأن السلوك العنيف سيصبح عادة راسخة في سن الثامنة، وعندما يرفض الأب أي سلوك عدواني فإنه يرسل رسالة بذلك إلى طفله مفادها أن: "إيذاء الآخرين أمر غير مقبول".
كيف يمكن التعامل مع ذلك؟
عندما يرفض الأب أي سلوك عدواني فإنه يرسل رسالة بذلك إلى طفله مفادها أن: "إيذاء الآخرين أمر غير مقبول"
قم بمجابهة سلوك طفلك العدواني، تحدث معه على انفراد وأخبره أن ذلك أمر مرفوض، واسأله عن شعوره إذا ما تمت معاملته هو بالطريقة ذاتها، دعه يعلم أنك لن تسمح له بأن يلحق الضرر بأي شخص، وعلمه كيف يتصرف وماذا يقول عندما يكون غاضبا.
3. التظاهر بأنه لا يسمعك:
عندما تطلب من الطفل مرتين وثلاث أو حتى أربع مرات أن يقوم بعمل يرفض القيام به، مثل التقاط لعبه فإنه يرسل رسالة تقول: أنه لا بأس في أن يتجاهلك، وأن الكرة في ملعبه الآن، تنبيه طفلك مرة بعد مرة دون أن يلقي بالا سيجعله يركّز كل مرة على التنبيهات بدل التركيز على ما تقوله وتطلبه منه، إن تجاهل ذلك سيجعل طفلك في الغالب ميالا للتحدي وحب السيطرة.
كيف يمكن التعامل مع ذلك؟
بدل التحدث مع طفلك على بعد مسافة اقترب منه، تبادل معه التواصل البصري واطلب منه بوضوح ما تريد أن يقوم به، ضع يدك على كتفه لتثير انتباهه، خاطبه باسمه أيضا، ويمكنك أن توقف تشغيل صوت التلفزيون أو إغلاقه لتحصل على مزيد من الانتباه.
تمرين مهم للتخلص من عادة الاستماع الانتقائي لدى طفلك:
عندما بدأ أحد الصبية بممارسة "الاستماع الانتقائي" أخبره والده أنه إذا كان عليه أن يطلب منه أن يفعل شيئا ما أكثر من مرة في اليوم (مثل أن يأتي لتناول العشاء أو الذهاب للاستحمام.. إلخ) فإنه لن يسمح له بمشاهدة التلفزيون سوى مرة واحدة فقط في اليوم، وإذا كان عليه أن يطلب الأمر مرتين فسيفقد فرصتين لمشاهدة التلفزيون في اليوم، وكان على الوالد ألا يستسلم لأنه إذا فعل فإن "الاستماع الانتقائي" الذي يمارسه طفله سيستمر، وتقول الأم أن خطتهم تلك من الواضح أنها كانت ناجحة في التعامل مع هذا السلوك.
4. الحصول على الأشياء دون طلب الإذن:
من المهم بالتأكيد أن يحصل الطفل على قليل من الحلوى أو على بعض المرح ولكن السماح له بالتحكم في النشاطات التي يقوم بها والتي يجب أن تُنظم من طرف الآباء لن يعلمه الانضباط واتباع القواعد، قد تعتقد أنه من اللطيف أن تشاهد طفلك ذو السنتين وهو يمشي باتجاه الدرج ليحصل على بعض الحلوى ولكن انتظر لترى نتائج ذلك عندما يبلغ طفلك سن الثامنة ويذهب لزيارة أحد أصدقائه دون أن يطلب الإذن منك.
كيف يمكن التعامل مع ذلك؟
ضع قواعد في البيت وتحاور مع طفلك بشأنها دائما، مثلا أخبره أنه إذا أراد الحصول على الحلوى يجب أن يطلب الإذن لأن هذه هي "القواعد"، وإذا ما قام الطفل بتشغيل جهاز التلفزيون فاطلب منه أن يقوم بإيقافه وأن يطلب منك الإذن قبل أن يفعل ذلك، تحدث معه عن القواعد والضوابط بجدية كي تساعده على استيعاب ذلك.
5. التصرف بقلة تهذيب:
يعتقد بعض الآباء أن أطفالهم لن يتصرفوا بطريقة فجة إلا عندما يبلغون سن المراهقة ولكن غالبا يبدأ الطفل التصرف بسوء أدب في سن ما قبل المدرسة من أجل اختبار رد فعل آبائهم وقد يتجاهل الأب ذلك التصرف معتقدا أنه مرحلة عابرة ولكن إذا لم يواجه الأمر فور ظهوره سيجد نفسه أمام طفل يقلل من احترام الآخرين ولديه صعوبة في الحصول والحفاظ على الأصدقاء والعلاقات الاجتماعية.
كيف يمكن التعامل مع ذلك؟
اجعل طفلك على بينة من سلوكه، عندما يُقدِم على تصرف سيء استخدم لغة الجسد ليعرف أن ما قام به لا يعجبك
اجعل طفلك على بينة من سلوكه، عندما يُقدِم على تصرف سيء استخدم لغة الجسد ليعرف أن ما قام به لا يعجبك، ليس لجعله يشعر بالسوء بل ليفهم أن ما قام به أمر خاطئ، إذا استمر سلوكه السيء توقّف عن التفاعل معه وأخبره أنك ستكون على استعداد لتستمع إليه حالما يبدأ التصرف أو الحديث بأدب.
6. المبالغة في قول الحقائق:
قد لا يبدو مهما بالنسبة لك أن يخبر ابنك صديقه أنه قام بترتيب غرفته كاملة مع أنه قام بطي غطاء السرير فقط، ولكن من المهم أن تقوم بمواجهة أي محاولة منه لنقل الحقيقة بشكل مبالغ فيه، سيصبح الكذب إحدى عاداته الراسخة إذا تعلم أنه طريقة سهلة لجعله يبدو أفضل في نظر الآخرين، أو لتجنب فعل شيء لا يريد القيام به، أو لتجنب مشاكل ناتجة عن شيء قام به فعلا.
كيف يمكن التعامل مع ذلك؟
عندما يكذب طفلك، ضع الأمور في نصابها الصحيح، دعه يعرف أنه إذا لم يقل الحقيقة فإن الآخرين لن يصدقوا ما يقوله أبدا، تحقق من دوافعه الحقيقية من الكذب وتأكد أنه لم يحقق أهدافه منه، عندما تسأله مثلا إن كان قد قام بفرش أسنانه ويخبرك أنه فعل ثم يتبين لك العكس؛ اطلب منه أن يذهب لكي يقوم بتنظيف أسنانه فورا.
يمكنك أن تقص عليه قصة الطفل الذي كان يدعي كل مرة أن الذئب قد جاء ليهاجمه لكي يسخر من سكان القرية الذين يأتون دوما لنجدته، وكيف أنهم لم يصدقوه في المرة التي هاجمه فيها الذئب فعلا فلم يساعده أحد وتمكن الذئب من أكله بسبب كذبه المستمر، إن تربية الطفل بالأسلوب القصصي يمكنها أن تساعده في فهم المشكل وإيجاد الحلول له.
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- مترجم بتصرف: http://www.parents.com/toddlers-preschoolers/development/behavioral/problems-you-shouldnt-ignore/