للحياة وجه آخر وزوايا عديدة!

الرئيسية » بصائر تربوية » للحياة وجه آخر وزوايا عديدة!
infovict-life-style1

وقفة جديدة في فلسفة الحياة والسبر في أغوارها، ومحاولة للإبحار في لجج أمواجها، للوقوف على معانيها والاقتراب من اكتشاف لغزها، إنها الحياة! تلك التي نعيش، وتختلط في عقولنا التصورات حولها، وتتعدد المفاهيم فيها، هو حديثٌ متصل حول الزمن الصعب الذي نعيش، ومحاولةً لتفكيك خيوط ذاك اللغز المعقد؛ لأن فهم الحياة هو أولى خطوات العيش فيها بشكل فاعل ومقبول .

إذا ما راقبت الحياة من حولك فإنك سترى ولا بد أن هناك وجها آخر للحياة، لربما هو الضد والنقيض، وجه آخر يخفي حزناً قد أخفته ابتسامة، وآخر صلب قاسٍ يخبئ الطيبة والعطف والحنان، ولا يقتصر ذلك على البشر؛ فإن أَسَرتكَ الأبراج الشاهقة المرتفعة فإنني أدعوك أن تخفض النظر قليلا لترى تلك العشوائيات، ولئن أبهرتك أضواء الأحياء الفاخرة فتمهل حتى ترى أزقة المخيمات الضيقة، نعم فإنك إن فتشت في الثراء الفاحش من حولك ستجد زوايا يقبع في ظلها فقر مطقع، وإن هالك منظر الفساد والفحش فإن هناك التزام وأخلاق وقيم.

إن أَسَرتكَ الأبراج الشاهقة المرتفعة فإنني أدعوك أن تخفض النظر قليلا لترى تلك العشوائيات، ولئن أبهرتك أضواء الأحياء الفاخرة فتمهل حتى ترى أزقة المخيمات الضيقة

في كل منعطف من منعطفات الحياة وفي كل التفافة على منحنياتها هناك وجه آخر يستحق أن تلتفت إليه وزاوية معاكسة تستطيع أن تقلب نظرك فيها؛ كي تعلم وتدرك حكمة الله في قدره، ولتحمد الله على كل يوميات حياتك، فإن رأيت في حياتك وجه عبوس فلا تسخط ولا تعجز فهناك وجه آخر أكثر إشراقاً، وإن أدهشك الجدب والجفاف فكن على يقين أنك بت على مقربة من واحة غناء.

تلك هي قراءة في بعض تلك الوجوه أترك لك ولتجاربك التتمة، وأما عن الزوايا فهي فصل مهم من فصول حياتنا، نقترب بمعرفتها وفهمها وتحديد مقدارها من فهم لغز الحياة، ففي دروب الحياة المتعددة المتنوعة يحاول الواحد منّا جاهداً أن يرسم مسار حياته وأن يحدد أطر العلاقات والتفاعلات من خلال مقدار الزوايا التي يصنعها مع مختلف تلك الدروب، فبمقدار درجة الزوايا التي تصنعها أيها المرء ستقرر سعادتك وطريقة عيشك ومقدار دفعة الحياة بين جنبيك، وتالياً بعض الإشارات التي ستساعدك في تشكيل الزاوية المناسبة وكل أدرى "بزاويته".

الزوايا الحادة:

اصنع زاوية حادة بين طموحاتك ومقدار إنجازك، ولتكن زاوية تعلقك بالأشياء حادة كذلك ، وحافظ على درجة تقل عن التسعين بينك وبين مبادئك فلربما فاتك بعض الربح ولكن كن على يقين بأنك تربح ذاتك وآخرتك، ولا تجعل الزواية تزيد فيصبح الثبات أضعف، وزد من حدتها عند المقارنة بالآخرين عندها فقط يتولد الرضا في قلبك، وكن حاداً في أهدافك، واحرص على صواب فعلك والإخلاص به، وإياك إياك من المقادير الزائدة في العواطف والرغبات والانفعالات.

الزوايا المنفرجة:

لا مصلحة لك في أن تشكل زاوية مع اليأس والسلبية، وإياك أن تتقاطع في حياتك مع مسارات اللامبالاة أو المثالية، واحذف من قاموس حياتك سمة الإهمال والفوضى وعدم احترام الوقت

وهذه مطلوبة أيضاً في حياتك لكي يتحقق التوازن فيها، فاحرص على أن تكون درجة الزواية في علاقتك مع الله كبيرة وسر إلى الله بزاوية مستقيمة ، واجعل في وعيك انفراج وانفتاح وسعة، واصنع من الأمل فرصة للتغيير والنصر وطاقة هائلة في مواجهة الصعاب، وليكن مقدار زاوية الثقافة وسعة الاطلاع كبير، واصنع زاوية منفرجة مع اهتمامك بجسدك وبدنك وبناء ذاتك .

ولا مصلحة لك في أن تشكل زاوية مع اليأس والضجر والسلبية، وإياك أن تتقاطع في حياتك مع مسارات اللامبالاة أو المثالية، واحذف من قاموس حياتك سمة الإهمال والفوضى وعدم احترام الوقت.

إننا لا نملك أن نرفض الحياة بل علينا أن ندفع بكل ما نستطيع وأن نقدم أفضل ما لدينا، باعثين روح الأمل والرجاء من جديد في نفوسنا

الحياة صعبة وباتت تعقيداتها كثيرة لحد التشابك الذي لا فكاك منه، وأصبح محور الأحاديث حول واجبات الحياة وطبيعتها من حولنا والتي تتسم بتلك الفوضى والفساد والأمور الكثيرة التي نجد لها تفسيراً مباشراً إلا أننا نؤمن بأن لله سبحانه وتعالى في ذلك حكمة تعجز عقولنا عن إدراكها، ومع هذا كله فإننا لا نملك أن نرفض الحياة بل علينا أن ندفع بكل ما نستطيع وأن نقدم أفضل ما لدينا، باعثين روح الأمل والرجاء من جديد في نفوسنا، وعلينا أن نصنع أهدافاً تسمو على مطالب هذه الحياة لنكون قادرين على تحمل الصعاب والصبر على آلام الحياة.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
مدون أردني مهتم بالشأن التربوي

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …