أصدرت شخصيات وهيئات ومنظمات إسلامية بيان نعي للشيخ نادر العمراني، الذي اغتيل بعد أكثر شهر من اختطافه عند دخوله المسجد لأداء صلاة الفجر في العاصمة الليبية طرابلس.
وقالت دار الإفتاء الليبية، في بيان تأبينِ الشيخ العمراني – أحد أبرز أعضائها-: "بقلوبٍ ملؤُها اللوعةُ والحزنُ، والرّضى بقضاءِ الله؛ علمتْ دارُ الإفتاءِ ومجلسُ البحوثِ - مِن خلالِ تواصلِها مع الجهاتِ المختصةِ - تأكيدَ مقتلِ فقيدِ السنةِ ومعاهدِها، وفقيدِ العلمِ والوطن، فضيلة الشيخ الدكتور نادر السنوسي العمراني، عضو مجلس البحوث والدراسات الشرعية التابع لدارِ الإفتاء، ومقرره، والأمين العامّ لهيئة علماء ليبيا، ونائب رئيس رابطة علماء المغرب العربيّ، وعضو الرابطة العالمية للاحتسابِ".
وأضاف البيان: "لقد دفعَ الشيخ نادر - رحمه الله - حياتَه ثمنًا لمجاهرتِه بالحقّ، وصلابتِهِ في الدينِ، وتبليغِ رسالاتِ ربّه، لا يخافُ فيهِ لومةَ لائمٍ، قال تعالى: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا). قتلوهُ على السّنَّةِ، نحسبُهُ كذلكَ، فكانَ قتلُهُ خيرًا له، وغدرُهُم شرًّا عليهِم".
وقال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيان له: "وقد فقدتْ ليبيا والأمّة الإسلامية واحدًا من دعاتها وعلمائها، نرجو من الله العلي القدير أن يغفر له، ويرحمه رحمة واسعة، ويعفو عنه، ويجزيه خير الجزاء، ويكرم نزله، ويوسع مثواه، ويدخله جنة الفردوس، وأن يلهم ذويه، وأهله، ومحبيه، وزملاءه، وتلاميذه الصبر والسلوان. إنَّه نعم المولى ونعم المجيب".
بدورها، قالت الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين: " إنَّ الرابطة إذ تستنكر هذه الجريمة العظمى في حق هذا العالِم الجليل المعروف بفضله وعلمه واعتداله ؛ لتدعو لإقامة القصاص على القتلة المجرمين ،كما تحث على السعي في معاقبة كل من أعانهم أو حرضهم بقول أو فعل ، قال الله تعالى: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا). وأضاف بيانها: "رحم الله تعالى فضيلة الشيخ الدكتور نادر العمراني، وأسكنه فسيح جناته وأعلى درجته في عليين، وجبر مصاب الأمة فيه، وإنا لله وإنا إليه راجعون".
وقد نعى ثلة من علماء الأمَّة الشيخ نادر العمراني، بينهم الشيخ محمَّد العريفي، حيث قال في تغريدة له: "التقيته بمجالس العلم مراراً، فرأيت عالماً فاضلاً مؤصّلاً، حريصاً على جمع الكلمة والنصح للخلق، والرفق حتى بالمخالف".
وكتب الأستاذ الدكتور ناصر العمر يقول: "رحم الله الشيخ نادر العمراني وغفر له، إذ اغتالته الأيدي الآثمة، تقبله الله في الشهداء، وجبر مصاب أهله ومحبيه".
وقال الدكتور محمد البراك: "اغتيال الشيخ نادر العمراني وهو ذاهب ليصلي الفجر والنبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ((إني نهيت عن قتل المصلين))، رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته وأتعس الله قاتله".
من جهته، قال الشيخ عبد الوهاب الطريري: "إنّا لله وإنّا إليه راجعون، اغتيال الشيخ نادر العمراني. رحم الله الشيخ نادر وغفر له، وأعلى درجته في منازل الشهداء، وأعظم أجر أهله وأحسن عزاءهم".
وغرّد الكاتب جمال سلطان بقوله: "فجيعتي كبيرة في اغتيال الشيخ نادرالعمراني والوحشية التي تمَّت بها على يد مجرمين ، نشهدك يا ربنا أنه كان ناصحاً لدينك وأمته فاقبله في الصالحين".
من هو الشيخ الدكتور نادر العمراني ؟
•ولد في الأول من شوال من عام 1392هـ الموافق الثامن من نوفمبر 1972م بطرابلس.
•نال الدرجة الدقيقة (الدكتوراه) من قسم الدراسات الإسلامية بجامعة طرابلس في 7/1/2010م بإشراف فضيلة الشيخ أ.د. الصادق بن عبد الرحمن الغرياني، مع التوصية بالطبع والتداول بين الجامعات، وكانت الأطروحة بعنوان: " علوم الحديث عند ابن عبد البر من خلال كتابه التمهيد".
•تولى وظيفة الرقابة الشرعية على عدة مؤسسات مالية، منها: عضو هيئة الرقابة الشرعية بمصرف شمال أفريقيا من 2010م-2012م. وعضو هيئة الرقابة الشرعية بالمصرف الأهلي المتحد 2013م. ورئيس اللجنة الشرعية لمصرف الادخار والاستثمار العقاري 2013م. وعضو هيئة الرقابة الشرعية في شركة التكافل للتأمين الإسلامي منذ 2010م. وإدارة فرع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بطرابلس سنة 2012م.
•عضو في عدة هيئات شرعية، أبرزها: عضو مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء الليبية، والأمين العام لهيئة علماء ليبيا. ونائب رئيس رابطة علماء المغرب العربي. وعضو رابطة علماء المسلمين. ورئيس اللجنة العلمية بالجمعية الليبية للمالية الإسلامية. وعضو في هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (AAIOFI).
•له عدة مؤلفات، منها: قرائن الترجيح في المحفوظ والشاذ وفي زيادة الثقة عند ابن حجر من خلال فتح الباري. وعلوم الحديث عند ابن عبد البر من خلال كتابه التمهيد. والنصوص الشرعية بين جمود الظاهرية وخيالات المتعمقة. وجهود المحدثين في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم. والأخذ بالقول الضعيف في المعاملات المالية المعاصرة. وأثر المعايير الشرعية في كفاءة التدقيق الشرعي.