اختتمت فعاليات المؤتمر الأوَّل لرابطة "برلمانيون لأجل القدس"، الذي انعقد يومي الثلاثاء والأربعاء التاسع والعشرين والثلاثين من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2016م، في مدينة إسطنبول التركية، بحضور الرئيس أردوغان، وتحت رعاية رئيس البرلمان التركي، إسماعيل كهرمان، ومشاركة لفيف من رؤساء البرلمانات والنواب والوزراء والسفراء والشخصيات العامَّة من أكثر من أربعين دولة.
وأوصى أكثر من 400 نائب حضر المؤتمر بتشكيل لجان متخصّصة في القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وذلك من أجل كشف جرائم الاحتلال أمام المحافل الدولية وملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة أمام المحكمة الجنائية الدولية ومحاكم الدول التي يسمح قضاؤها بذلك، وخاصة الجرائم التي ترتكب يومياً في المسجد الأقصى المبارك والقدس.
ودان المؤتمرون الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة والاعتداءات الوحشية التي تعرّض لها أهالي القطاع وخاصة اعتداء 2014 الذي راح ضحيته 2147 من المدنيين العزل منهم 530 طفلاً، و302 امرأة. وطالبوا المنظمات الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي لبحث الوضع الكارثي الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في القطاع والعمل على رفع الحصار الجائر المفروض عليه منذ قرابة عشرة أعوام.
وطالب المؤتمر الحكومات العربية والإسلامية بإدراج قضية القدس والأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية والمسيحية كمقدسات محتلة ضمن المناهج التعليمية في الوطن العربي والإسلامي. كما طالب البرلمانات العربية والإسلامية لسنّ قوانين تؤكد على الهوية الحضارية والدينية لمدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك.
ودعا المؤتمر جميع الدول إلى استمرار الدعم اللازم لتأمين الاحتياجات الضرورية للشعب الفلسطيني وخاصة البنية التحتية والصحة والتعليم. كما دعا منظمة التعاون الإسلامي ولجنة القدس ومنظمة اليونسكو إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية التراث التاريخي للقدس وعموم فلسطين.
أردوغان: حماية القدس مهمَّة مشتركة لكافة المسلمين
وفي افتتاح المؤتمر، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "إنه من مدينة إسطنبول العريقة شقيقة القدس، أوجه التحية للمظلومين كافة، وشباب فلسطين الأبطال، والشعب في رام الله ونابلس وغزة وكافة المدن، وكذلك النساء الفلسطينيات والفتيات، واللاجئين الفلسطينيين كافة، وكل من يدافع عن القضية الفلسطينية".
وشدَّد على أنَّ الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى واجب، قائلاً: "أنتم تعيشون الانتهاكات التي مورست في فلسطين لقرابة نصف قرن من الزمن، وأنتم متواجدون هنا، وأتيتم إلى إسطنبول باحثين عن التضامن مع القدس وفلسطين، وأنا سعيد جداً أن أستضيفكم هنا في بلدي".
وأكّد أردوغان أنَّ "الدفاع عن المسجد الأقصى الذي يعدّ أولى القبلتين، ليس مهمة الأطفال الفلسطينيين الذين لا يملكون أسلحة سوى قبضاتهم وأحجار يحملونها بأيديهم فقط وإنَّما تبني القضية الفلسطينية، وحماية القدس هي قضية ومهمة مشتركة لكافة المسلمين".
يذكر أنَّ رابطة "برلمانيون لأجل القدس"، قد تأسّست تلبية لنداءات نواب من أنحاء العالم، من أجل تنسيق الجهود للتصدي لسياسات الاحتلال الصهيوني تجاه مدينة القدس وعموم فلسطين أرضاً، وشعباً وحضارة، وتحمّل المسؤولية النيابية إزاء هذه القضية الكبرى ومعاناة زملائهم النواب الفلسطينيين.