خمس نصائح تكسب الزوجين ذكاءً عاطفياً؟

الرئيسية » بأقلامكم » خمس نصائح تكسب الزوجين ذكاءً عاطفياً؟
Person Marking in a Checkbox 5722106

لا تخلو أيّة أسرة أو أيّة علاقة زوجية من المشاكل، مهما كانت العلاقة قوية ومتينة ويسودها جو من الحب والتفاهم.

ووجود المشاكل الزوجية لا يعتبر مؤشراً على سوء العلاقة بل يمكن أن نعتبرها ظاهرة طبيعية لا تدعو للقلق خصوصاً إذا كانت بمعدلاتها الأدنى، طالما أن الزوجين لديهما القدرة على حل هذه المشاكل باتباع الطرق والأصول الصحيحة، دون أن تتوتر العلاقة بينهما أو تتأزم المشاكل وتتفاقم.

إن واحداً من أسباب كثرة المشاكل الزوجية هي افتقادنا للقدرة للتعبير عن مشاعرنا، ويرجع ذلك بشكل أساس لافتقادنا إلى ذكائنا العاطفي من خلال المهارات التي لا نتعلمها بل تجري معنا في أوقات ولحظات نمر بها من خلال الأيام التي نعيشها، والمواقف السابقة التي نلمسها دون تفكير مسبق لها والتي تتحكم في كثير من أمور حياتنا.

هناك من الزوجين الذين يتملكون القدرة على فهم مشاعرهم وثقتهم، وهم الزوجان الأكثر قدرة على إدارة مجريات حياتهما، ولديهما ثقة في قرارتهما.

والأصل أن المواقف الحياتية التي تحدث بين الزوجين تعطيهما دروساً من خلالها يعرفون جيداً آلية حل مشاكلهما عن طريق التحكم بمشاعرهما، واستخدام النقاش، بردود فعلٍ مختلفة مع خبرة الأيام بدلاً من الصراخ والصوت المرتفع.

ويعتبر الذكاء العاطفي أساس النجاح في الحياة، وهو يعرف بأنه مقدرة الشخص على إداراة عواطفه والتحكم فيها وانتقاء الأفضل منها والتي تتناسب مع الموقف التي يتعرض له الإنسان.

"دانيال جولمان" أستاذ جامعة "هارفرد" يبين في كتابه "الذكاء العاطفي" أن نجاح الإنسان في حياته يعتمد على استخدامه لعواطفه بطريقة صحيحة، وبتعامله الإيجابي مع الزوجة أو بتعاملها الإيجابي مع الزوج، إذ إن مفاتيح الذكاء العاطفي ضمان لحياة زوجية سعيدة... ولكن ما هي الخطوات اللازمة لحياة زوجية سعيدة باستخدام الذكاء العاطفي؟

يستلزم علينا النظر لنقطتين غايتان في الأهمية قبل الحديث عن الخطوات، أولهما الثقة والحرية والاحترام المتبادل باستخدام عواطفنا، وليس أخطر على السعادة من أن يعيش الزوجان في قائمة من الشكوك المستمرة، أو في محيط خانق من الضغط المتوالي، فالثقة لا تتولد إلا بالثقة، والريبة لا تنتج إلا مجتمعاً أسرياً متفككاً، وبذلك تكون الحياة الزوجية غاية في السعادة إن تحققت.

وثانيهما مراعاة الاحتياجات الشخصية لكلا الزوجين، بمعرفة نمط التفكير، ومتطلبات الحياة، والظروف التي نمر بها مهمة للغاية؛ حتى نبني عليها نظام حياتنا بأريحية أكثر، وأفق أكثر انفتاحاً، ولنتذكر أن العصر الذي نعيشه اليوم عصر المشاكل النفسية بسبب عجزنا عن تحقيق الرغبات بكل أنواعها مادية أو معنوية أو جنسية.

وحتى ينعم الزوجان بذكاء عاطفي، ينعكس بشكل إيجابي على أسرتهما، فإنني أقدم لهما نصائح خمسة مهمة:

1- الوعي الذاتي: لا شك أن مفتاح سعادتنا العاطفية تكمن في وعينا الذاتي وهي القدرة على فهم النفس، ورصد الذات، والقدرة على تفهم شعورنا الشخصي لكل منا، والإحساس باللحظات سواء كانت سعيدة أو حزينة، ومعرفة الأشياء التي تحفزنا، وكيفية تأثيرها فيما بيننا كزوجين. والزوجان بحاجة ليعرفوا أوجه القوة ليعززوها وأوجه الضعف ليخفوها، والموضوعية في تقييم القدرات.

2- التنظيم الذاتي: وقد استلهم تعريف التنظيم الذاتي من أرسطو الذي لخص كون الناس يعيشون في انسجام مع ذواتهم فيحققون السعادة والتفاؤل، وهنا تبرز أهميتها كون العلاقة الزوجية ليست علاقة عادية أو مؤقتة، بل هي علاقة تحكمها العديد من العوامل: كالود والرحمة، والتحاور والتفاهم، والمسؤولية، والإرشاد والتناصح، والتسامح والعفو وهو بدوره بلسم لتحقيق الذات. لذا هي تقوم على التحكم في ردود الفعل خصوصاً عند الاختلاف والمشاكل.

3- التحفيز: ويكون من خلال تشجيع كلٍ من الزوجين للآخر على الثقة بنفسه من أجل توافق أفضل في حياتهما، وتعدد الأسباب في البحث عن المحفز ولكن الهدف والنتيجة واحدة وهي تحقيق نجاحهم وسعادتهم، ويكون التحفيز بين بعضهما من خلال علاقتهما الحميمية وتوافقهما وتواصلهما مع بعضهم ليتمتعا بحياة زوجية ناجحة.

4- التقمص العاطفي: تتحلى الناس بمقدرة تقمصهم العاطفي لبعضهم وخاصة الزوجين ولقد نصحنا الرسول الكريم بمشاطرة الآخرين مشاعرهم، وإظهار المودة والحنان، فعلى الزوجين امتلاك هذا الحس، بحيث يجعل كل منهما في موقف الآخر.

5- المهارات الاجتماعية: إن قدرتنا على إدارة العلاقات الاجتماعية بصورة فعَّالة يعني بالضرورة قدرتنا على تقليص حجم الإشكاليات اليومية، فمثلاً إن أكثر ما يهم كلا الزوجين قيمتهما المعنوية، بحيث يقوم كل منها بتقديره أمام الناس، وإظهار كافة الصور التي تدل على التقدير والمكانة.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
باحثة فلسطينية ومختصة في الإرشاد الأسري، حاصلة على درجة الماجستير في الإرشاد النفسي والأسري، وتعمل كمدربة ومرشدة اجتماعية ونفسية في غزة.

شاهد أيضاً

بين عقيدة الإسلام و”عقيدة الواقعية

للإسلام تفسيرٌ للواقع وتعاملٌ معه بناءً على علم الله به ومشيئته فيه، كما يثبتهما الوحي. …