رواية (المشنقة)..تكشفُ مستنقعَ التخابرِ مع العدو

الرئيسية » كتاب ومؤلف » رواية (المشنقة)..تكشفُ مستنقعَ التخابرِ مع العدو

تعود بداية المقاومة الفلسطينية للوجود الصهيوني إلى أكثر من مائة عام، وتعدّدت من ذلك الحين أشكالها، وتنوّعت واتخذت مسارات عديدة، العسكرية منها والاقتصادية والسياسية، ولعلّ من أبرز مظاهر المقاومة التي كان لها المساهمة في تعزيز الصمود والتصدّي للمحتل الصهيوني، هو الأدب المقاوم، حيث قدّمت المقاومة الفلسطينية على صعيد الأدب نماذج مشرّفة في مختلف مجالاته النثرية والشعرية، ولا يزال الأدب المقاوم يمارس دوره الجهادي في حماية الهوية الفلسطينية وتعزيز الانتماء وترسيخ ثقافة المقاومة والدفاع عن الحقوق والمقدسات.

وحديثنا اليوم في (بصائر) عن إصدار جديد من إصدارات الأدب المقاوم، يتميّز بأمرين اثنين، الأوّل: يتمثل في عنوان الكتاب - الرّواية - وهو (المشنقة)، التي تحاول الكشف عن مستنقع وقع فيه بعض أبناء الشعب الفلسطيني؛ وهو "التخابر" مع الاحتلال الصهيوني". وتسعى إلى تحصين الفرد والمجتمع من الوقوع فريسة سهلة في أيدي المخابرات الصهيونية.

والأمر الثاني الذي يتميّز به حديثنا، هو مؤلفُ هذه الرّواية، الدكتور محمود الزهّار، القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الذي تعرّض للاعتقال من الاحتلال الصهيوني والسلطة الفلسطينية، كما تعرّض لمحاولات اغتيال، واستشهاد نجله البكر (خالد)... فإلى التفاصيل:

مع الكتاب:

أقيم في مدينة غزّة حفل إشهار وتوقيع رواية "المشنقة" للدكتور محمود الزهّار، من تنظيم الدائرة الثقافية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ووسط حضور لفيف من الأدباء والمختصين.

الدكتور محمود الزهّار - مؤلف الرواية - أكَّد خلال كلمته في الحفل على أنَّ "الهدف من راويته أن يضع بيد أبناء شعبنا ورقة تقول له: إياكم أن تسقطوا في هذا المستنقع (التخابر مع الاحتلال)".

وأضاف بالقول: "أتشرّف أن تكون رواياتي هي من أدب المقاومة التي هي تحصين للفرد والمجتمع، وإن لم تكن كذلك فهو ملهاة". ودعا الزهّار إلى تحصين الإنسان الفلسطيني، قائلاً: "علينا أن نأخذ جرعة نحمي بها أنفسنا وأبناءنا من المرض الخبيث الذي يشوّه حياتنا".

ونبَّه إلى أنَّ المتخابر مع الاحتلال الذي كان محور روايته كان سبباً في اغتيال القادة في حركة حماس الدكتور عبد العزيز الرنتيسي والمهندس إسماعيل أبوشنب، الذين عاش معهم شتى المراحل.

مشعل: الرّواية جزءٌ من ثقافة التحصين لأبنائنا

وأكّد مشعل في كلمة هاتفية خلال حفل إشهار رواية "المشنقة"، على ضرورة تطوير مساحة العمل الوطني على الأرض، والتواصل في ميادين المقاومة بالسلاح والنضال وإبداعنا الأدبي والتصنيعي.

وأثنى مشعل على رواية الزهَّار، مشيراً إلى أنها إسهام يضاف إلى إسهامات الدكتور محمود الزهّار المتعدّدة التي تصبّ جميعاً في خدمة المشروع الوطني باستعادة الأرض ومقاومة الأعداء واستعادة كل فلسطين؛ وعلى رأسها القدس وحق العودة والأسرى ومواجهة الاستيطان وكسر الحصار عن غزّة والتغلب على كل المعوقات.

وقال: "عدونا متفوق عسكرياً.. إلاّ أنّنا تفوّقنا عليه بأخلاقنا وعدالة قضيتنا وإبداعنا، وهذا الإنسان الفلسطيني قدّم صورة لإبداعه وصموده وتفوقه العلمي". ودعا مشعل إلى التغلّب على الطريقة الصهيونية الماكرة في اصطياد أبناء شعبنا، مبيّناً أنَّ موضوع الرّواية جزء من بناء المجتمع وبناء ثقافة التحصين والحماية وهي السياج لأبنائنا وبناتنا وجيلنا الصاعد، على حدّ قوله.

من الرّواية..

"لم يُقَم للجاسوس بيت عزاء، فمن سيأتي ليُعَزّي؟ ومن سيجلس في بيت العزاء ليستقبل المُعَزّين؟
ذهب إلى المقبرة اثنان فقط، أحد الجيران، وأبوه الذي تحوّل وجهه أسود من العار والخزي، والمذلة التي أصابته، اثنان وعامل في المقبرة، الذي يدفن الموتى!
لا أحدَ من البشر يعرف ماذا يظنُّ عاملُ المقبرة، وهو يدّسه في التراب، فبدأت تتكشف حقيقة هذه الجثّة، إنَّ غياب المشيّعين بهذه الطريقة له معنى واحد .. إنَّه لا يستحق!
أهالوا عليه التراب، ولم يترحّم عليه أحد، حتّى أبوه!
تركوه في قبره وحيداً، لا أحد من الجواسيس معه، ولا أحد من ضباط المخابرات اليهودية ينفعه!".

مع المؤلف:

محمود خالد الزهّار.

ولد في مدينة غزة في حي الزيتون عام 1945م.

حصل على البكالوريس في الطب من جامعة عين شمس في القاهرة، عام 1971. ثمَّ حصل على الماجستير في الجراحة العامة والغدة الدرقية، عام 1976م.

اعتقله الاحتلال الصهيوني، لمدة ستة أشهر، عام 1988م، كما اعتقل بضعة شهور في سجون السلطة الفلسطينية عام 1996م، تعرَّض خلالها للتعذيب الشديد.

أبعد إلى مرج الزهور على الحدود اللبنانية عام 1992م، مع ثلة من قادة حماس، حيث قضى عاماً كاملاً في الإبعاد.

تعرّض لمحاولة اغتيال بتاريخ 10 أيلول (سبتمبر) 2003م، حيث ألقت طائرة (إف 16) قنبلة على منزله الكائن في حي الرمال بمدينة غزة، نجم عنها إصابته بجروح طفيفة، واستشهاد نجله البكر خالد، ومرافقه شحدة يوسف الديري، وإصابة زوجته وابنته، وهدم منزله كاملاً.

انتخب في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عن قائمة حركة حماس عام 2006م.

اختير كوزير خارجية في الحكومة الفلسطينية العاشرة (حكومة حماس) برئاسة إسماعيل هنية.

له عدة مؤلفات منها:
إشكالية مجتمعنا المعاصر – (دراسة قرآنية).
(لا مكان تحت الشمس) رداً على كتاب لبنيامين نتنياهو.
إشكاليات الخطاب الإسلامي المعاصر.
رواية (على الرصيف).
كتاب المواجهة الإعلامية.
رواية "العصف المأكول".

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

تراث القدس.. سلوة النفس

يعد هذا الكتاب القيّم تراثًا مقدسيًّا فلسطينيًّا مبسّطًا - إلى حد ما - ومجمّعًا بطريقة …