تكمن أهمية العملية الإدارية في المؤسسات كونها أحد أعمدة #النجاح، وركناً مهماً من أركان التغيير فيها، لذا كان لا بد من الالتفات إليها والاهتمام بها وإعطائها مكانة أساسية في المؤسسات على اختلاف أهدافها وتنوع مسؤولياتها.
ولا خلاف بأن العمل باتساع ميادينه وساحاته يحتاج إلى فكر فني يهتم بالتخطيط والتنظيم والتوجيه، ويُعنى بالمسائل الإدارية المختلفة ، والفكر الفني هو جزء أصيل من ديننا فهو ملمح مهم من ملامح سيرة النبي عليه الصلاة والسلام وهو جزء من التكليف الإلهي في كل ما طولب به، بل هو أداة من أدوات التغيير البشري في كل سير الأنبياء والسابقين.
وللعملية الإدارية خماسية لا بد أن يُعد لها بشكل جيد، كي يتم الاستفادة منها وتوظيفها بطريقة مُثلى وذلك لتحقيق النتائج المرجوة منها، وأولها #التخطيط وهو الركيزة الأولى في العمل الإداري بمختلف مجالاته وقطاعاته، يقوم عليه مجموعة من أصحاب الخبرات والتجارب الذين لديهم الباع الطويل في هذا المجال، مع الحرص على تمثيل كافة الوحدات في المؤسسة، وبالاستعانة بالخبراء والاختصاصيين إن أمكن يعملون بمجموعهم على رسم خطة محكمة شاملة متكاملة، تحقق الوحدة الموضوعية في العمل، وترسم الرؤية والأهداف، وتضع البرامج.
وثاني هذه الأركان الخمسة، التنظيم والمقصود به تلك العملية التوجيهية المستمرة للموارد البشرية، للوصول إلى أهداف مرسومة بأقلّ وقت وجهد وتكلفة ممكنة، ويأتي ثالثاً: التوظيف وهو الركن المعني باختيار الموارد البشرية وتدريبها وتطوير قدراتها، واستخراج الطاقات الكامنة وتوظيفها بالشكل المناسب، مع ضرورة وجود خطط لذلك وعلى رأسها خطة الإحلال الوظيفي على مستوى قادة المؤسسة وأفرادها.
يعتبر التوجيه الضابط لبوصلة الأفراد والعاملين نحو تحقيق الأهداف بكفاءة واقتدار، كما أنه يرتبط كثيراً بإدارة الصراع وحل الخلافات وصياغة الرأي العام داخل المؤسسة
رابعاً: التوجيه ويعتبر الركن الأهم حيث أنه يعني التحفيز، أو القيادة، أو الإرشاد، ونستطيع تعريفه بأنه العمل أثناء التنفيذ وذلك لمواجهة أي مشكلات وذلك من أجل ضمان سير العمل بالطريقة والمستوى المطلوب، وهو الضابط لبوصلة الأفراد والعاملين نحو تحقيق الأهداف بكفاءة واقتدار، ولا شك أيضا أن التوجيه يرتبط كثيراً بإدارة الصراع وحل الخلافات وصياغة الرأي العام داخل المؤسسة.
وأما آخر هذه الخماسية فهي #الرقابة: وتهدف إلى التأكد من أن كل شيء في المؤسسة يتم وفق الخطط الموضوعة، والتعليمات الصادرة، والمبادئ المعتمدة، وذلك بهدف كشف مواطن الضعف وتصحيحها.
هذه خماسية الإدارة بين يدك ونترك لك أن تبحر بها وتتعمق لتعمل على توظيفها في مؤسستك بما يتناسب مع حجم وأهداف المؤسسة خاصتك، وسنتدارس قبل أن نتركك بعض المظاهر الإدارية التي قد تواجهك في طريقك للتطوير والتغيير.
تهدف الرقابة إلى التأكد من أن كل شيء في المؤسسة يتم وفق الخطط الموضوعة، والتعليمات الصادرة، والمبادئ المعتمدة، وذلك بهدف كشف مواطن الضعف وتصحيحها
مظاهر إدارية.. احذرها:
1. #الكولسة: هي نوع من الدعاية غير السوية والتسويق غير المشروع لأمر ما ، حتى وإن كان خيرا في حقيقته، وهي تعني شروخا وتشققات في جدار المؤسسة تدريجيا حتى التمزق الكلي، وعليه بالمقابل فلا بد من إشاعة قدر من الحوار العلني والنقد الذاتي بدلاً من تلك التمتمات في الخفاء.
2. المصالح الفئوية: تعني تقديم الخاص على العام، وتحقيق رضا طرف ما على حساب آخر، والتي تعمل بدورها على ضياع الأهداف الكبرى وفقدان بوصلة التغيير والتطوير، فعلينا جميعا أن نركز على العام أكثر من الخاص، والالتفات على المصالح المشتركة التي تعطي الجميع مبرر العمل وتشعل في نفوسهم جذوة الإنتاج.
تعني المصالح الفئوية تقديم الخاص على العام، وتحقيق رضا طرف ما على حساب آخر، والتي تعمل بدورها على ضياع الأهداف الكبرى وفقدان بوصلة التغيير والتطوير
3. الإنتاجية مقابل الجودة: لعلنا نستطيع القول بأن هذا القانون هو " قانون الربح السريع"، يعمل به الطامعون بالربح الكبير، المتطلعون لاختصار الوقت وحرق المراحل، ولكنهم سريعاً ما يكتشفون أنهم إن استمروا بذلك فسيخسرون، فالجودة المنخفضة تعني سمعة سيئة لذلك المنتج فيقل تدريجاً انتشاره ورواجه بين الناس، فالتركيز على الجودة هي التي تحفظ سمعتنا، وتزيد من ربحنا وترفع من سقف الإنتاجية .
4. الشخصنة: وهي الهروب من مناقشة الفكرة بالحجة و الدليل إلى نقد الشخص صاحب الفكرة، وهذا المظهر يضر أيما ضرر بالمؤسسة فهو يعزز النمطية وغرس الرؤية الأحادية بالإضافة إلى تحقيق النظرة الإقصائية والفرقة والنزاع داخل المؤسسة مما ينعكس عليها سلباً.
وها هي مجموعة من الإشارات وجملةٌ منها ضعها أمام ناظريك عند إدارة مؤسستك وتطويرها وتحسين أدائها:-
- أن يتم انتقاء الأفراد واختيارهم للمشاركة في العمل بعد إخضاع المؤهلين منهم لبرنامج تطوير وتدريب حقيقي.
- أن يراعى عند انتقاء أفراد مؤسستك تنوع المهارات والميول لديهم.
لابد من زيادة مساحة القواسم المشتركة بين العاملين في المؤسسة، وذلك بضرورة الإجماع على الأهداف الكبرى وبعض الوسائل المستخدمة
- زيادة مساحة القواسم المشتركة بين العاملين في المؤسسة، وذلك بضرورة الإجماع على الأهداف الكبرى وبعض الوسائل المستخدمة.
- الحرص على تبادل الخبرات تدريجيًا من خلال الانخراط التدريجي في جو العمل مع وجود مراحل عمرية مختلفة في الوحدة الإدارية.
- تفعيل سياسة الرقابة الإدارية وعدم التهاون والتساهل في هذا الجانب، من منطلق التقويم لا التخوين.
- التوازن في توزيع الأدوار وتحمل المسؤوليات داخل الوحدة الإدارية ضمن المؤسسة.
- تحديد أولويات العمل العليا في كل مرحلة من المراحل.
- إيجاد صيغة من العقد الاجتماعي بين الفريق العامل يندرج تحتها الجميع وتخضع للمراقبة الإدارية .