التَّعلُّم في المنزل: سلاحٌ ذو حدين!

الرئيسية » بصائر تربوية » التَّعلُّم في المنزل: سلاحٌ ذو حدين!
Distance-Learning28

في زمن صار فيه الاعتماد الأكبر على المهارات والمواهب، أكثر منه على الشهادات العلمية والخبرات المدرسية، بدأ الكثيرون يشككون في قدرة التعليم النظامي على تنشئة جيل واعٍ ومؤثر، وقادر على خوض مصاعب الحياة، بل والإسهام فيها بقدر. وليس التشكيك في القدرة فحسب، وإنما في الطريقة والمناهج التي تقررها تلك الأنظمة التعليمية، والقوانين التي تطبقها في مدارسها. وهنا يظهر دور التعليم المنزلي، ومميزاته التي يفتقدها التعليم النظامي. إلا أنه كما لنظام التعليم المدرسي مزايا وعيوب، فكذلك للتعلُّم في المنزل. وإليكم عرضًا لعدد منها:

أولا: المميزات:

1- تحديد المنهج، والمواد، والطريقة التي يتم تدريس الطفل من خلالها. وربَّما تكون هذه واحدة من أهم الأسباب التي تجعل أوليـــاء الأمور، يتجهون لتعليم أطفالهم من المنزل.

2- يُعتبَر مفيدًا جدَّا لذوي الاحتياجات الخاصة، أو الطلبة الذين يواجهون صعوبة في التعلم أو حتى التركيز. فالتعلَّم في المنزل يتيح فرصة أكبر للاهتمام والتركيز مع طالبٍ واحد، على عكس المدرسة، حيث يتوزع اهتمام المدرس على عدة طلبة في نفس الوقت.

التعلَّم في المنزل يتيح فرصة أكبر للاهتمام والتركيز مع طالبٍ واحد، على عكس المدرسة، حيث يتوزع اهتمام المدرس على عدة طلبة في نفس الوقت

3- يوجِّه التعليم المنزلي التركيز على نقاط قوة التلميذ وصقلها، وكذا نقاط الضعف، ومن ثمَّ الحرص على تقويتها . كما يعطي فرصة كبيرة لممارسة نشاطات أخرى تَصقُل من مهارات الطالب وتوسع أفقه.

4- يَمنح التعليم المنزليّ استقلاليَّة أكبر في التفكير. فدراسة أثبتت أنَّ طلبة الجامعة الذين تعلَّموا في المنزل، يُعتبرون أكثر اعتدادًا بالنَّفس، وأقلَّ تأثرًا بآراء الآخرين، حيث تعودوا على التفكير بأنفسهم.

5- بما أنَّ التدريس المنزلي مصمم في المقام الأول للتعليم الفردي، فإن نسبة الملل التي يعانيها الطالب ضعيفة إلى حد بعيد. ففي المنزل، يمكن للطالب تخطِّي الدروس والأجزاء التي تم استيعابها. على نقيض الوضع في المدرسة، حيث يلتزم المُدرَس بشرح كل الأجزاء. بل وإعادة بعضها في أحيان كثيرة، في حالة عدم استيعاب واحد أو أكثر من الطلبة لما تمَّ شرحه.

6- يجعل التعليم المنزلي الطَّلبة يتعلمون من أجل العلم لا من أجل الامتحانات وتحصيل الدرجات .

7- تُقوِّي الدِّراسة من المنزل الأواصر الأسرية إلى حد بعيد، بسبب العلاقة المستمرة والمتلازمة بين الطالب وأحد والديه أو كليهما.

8- يحظي المتعلِّم في المنزل على جدول أكثر مرونة مــن أقرانه الذين يذهبون إلى المدرسة.

9- يمكن ابتكار جوِّ ممتع ومسلٍّ لتعليم الطفل، قد لا يكون متاحًا في المدرسة حيث الطرق التقليدية والأكاديمية في الشرح.

10- حماية الطفل من العنف والمخدرات وأمور أخرى سلبية يتعرض لها عادة طلبة المدارس.

من جهة أخرى، فإن هناك جوانب سلبية للدراسة من المنزل وأبرزها:

غالبًا ما يَمنع التعليم المنزلي تواصل الطالب مع أنداد له، مما قد يؤدي لخلل في شخصية الطفل الاجتماعية، وقد يؤدي لإصابته بالانطواء أو الخوف المرضي

1- ضعف التواصل الاجتماعي، وربما غيابه بالكامل. حيث يقتصر تعامل الطفل على الوالدين وربما بعض الجيران والأقارب. فغالبًا ما يَمنع التعليم المنزلي تواصل الطالب مع أنداد له، مما قد يؤدي لخلل في شخصية الطفل الاجتماعية، وقد يؤدي لإصابته بالانطواء أو الخوف المرضي.

2- قد يحدُّ التعليم المنزل من تخريج طالب ذو فكر شامل ومتطور. فبعض الآباء قد يكون متحيِّزا في فكره، وهذا قد يتسبب في تنشئة طفل منغلق وضيق الأفق أو متعصِّب.

3- ليس كل الآباء مؤهلون للتدريس، وبالتالي قد يُحجِّم بعض الآباء من قدرة طفلهم العلمية والمعرفية والإبداعية على حد سواء.

4- بطبيعة الحال، يفتقد الأطفال الذين يتعلمون في بيوتهم روح التحدي والمنافسة بين أقرانهم، والتي تتواجد عادةً في فصول الدراسة .

5- يتطلب الأمر من الآباء قضاء الأربع وعشرين ساعة متواصلة مع أبنائهم. مما قد يعيقهم عن ممارسة حياتهم الشخصية بصورة طبيعية.

6- سينبغي على الآباء البحث عن المناهج والطرق المناسبة لتوصيل المعلومة لأطفالهم.

7- قد يترتب على التدريس في المنزل بعض الصعوبات المادية، حيث سيضطر وليّ الأمر قضاء معظم الوقت مع الطفل، وهذا من شأنه التأثير على ساعات عمله في وظيفته، وبالتالي الدخل الذي سيحصل عليه.

8- قلة التسهيلات والمرافق في المنزل، والموجودة بالفعل في المدرسة. فمثلًا يصعب توفير الأجهزة والأدوات المستخدمة في التجارب العلمية. وإذا ما تم توفيرها فلا شك ستكون التكاليف باهظة الثمن.

9- فقدان الصبر الذي قد يتعرض له الكثير من الآباء، خاصة والأطفال متواجدون في المنزل طول الوقت حتى في غير ساعات الدراسة. وبالتالي يحتاجون التوجيه ويتطلبون الاهتمام على مدار الساعة.

وفي الختام، فإن التعليم من المنزل كغيره من الوسائل والطرق التي بدأ اقتراحها حديثًا من أمثلة العمل في المنزل أو التعليم الذاتي عن طريق الإنترنت، حيث لهم من المميزات كما لهم من العيوب. وقد لا ينتصر بعضها على الآخر، غير أن الحكم والمعول في النهاية على من سينتهج هذه الوسائل أو تُطَبق عليه تلك الطرق، فما يصلح لإنسان قد لا يكون نافعًا بالضرورة لآخر، وكل أدرى بما يَصلح له .

معلومات الموضوع

مراجع ومصادر

  • مترجم بتصرف http://www.raisesmartkid.com/6-to-10-years-old/5-articles/50-benefits-of-homeschooling-how-it-could-make-kids-smarter
اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة ومترجمة من مصر، مهتمة بقضايا التعليم والأسرة والتطوير الذاتي

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …