ترددت كثيراً قبل كتابة هذا المقال أو هذه الرسائل وأصابتنى الحيرة، لكن غلبني الحب وعظمة التقدير والفخر بشبابنا وفي القلب منهم شباب الحركة الإسلامية في وطننا العربي المكلوم.
وقد تعمقت كثيراً في وضع الحركة الإسلامية في معظم البلدان وحقاً وصدقاً وجدت نماذج حقيق أن يفخر بها المرء، وأيضاً وجدت تيها وتشرذماً أصاب القلب بالمرض.
إن شبابنا هم مقلة العيون، وأمل النصر المرتقب والتمكين المنتظر لهذه الأمة، فهم جيل النصر القادم بإذن الله جل وعلا، شاء من شاء وأبى من أبى.
وكثيراً ما تجول بخاطري وتستدعي الذاكرة وتترد في أذني هذه الكلمات البسيطة شبابنا هيا إلى المعالي.
حقاً فهى ترجمة حقيقية للنهوض والتقدم ومعالي الأمور، والنداء موجه للفئة القادرة على ذلك، ومن ثم فهذه الفئة هي أولى الناس بالتوجيه والنصح والإرشاد، لذلك أكتب هذه الرسائل البسيطة متمنياً أن تصل لهم.
الرسالة الأولى: يا شباب الحركة الإسلامية افتخروا بإسلامكم ومنهجكم وفكرتكم الراقية، واستعينوا بالله واصبروا، وثقوا أن النصر مع الصبر وأن مع العسر يسراً وأن ظلمات الليل مهما طالت ستزول مع انبلاج الفجر، عندها تذهب الآلام وتحل الآمال بيوم جديد لنا لا علينا يضيف لصحائفنا خيراً ولحياتنا عملاً ولفكرتنا مشاعل النور والضياء، فلا تتكاسلوا فالعمل العمل.
عليكم الاعتصام بحبل ربكم والالتفاف حول قادتكم، وعدم التفريط في مبادئكم أو الانجرار لنزاعات ومناطق فكرية عازلة تقضي على الفهم وتذهب بالإخلاص ويحل مكانهم الخصام
الرسالة الثانية: يا شباب لا يخفى عليكم حجم التربص والكيد الذى يحاك بكم وبفكرتكم وقيادتكم، وحجم التآمر والمكر لكم بالليل والنهار، من أجل تفتيت صفكم ونشر النزاعات والخلافات بينكم، وانتشار التخوين والمزايدات في صفوفكم، والسعي الحثيث لاجتثاث فكرتكم، كل هذا تعلمونه جيداً والدواء المنجي لهذه المؤامرات هو الاعتصام بحبل ربكم والالتفاف حول قادتكم، وعدم التفريط في مبادئكم أو الانجرار لنزاعات ومناطق فكرية عازلة تقضي على الفهم وتذهب بالإخلاص ويحل مكانهم الخصام والبعاد.
يا شباب لا تستكينوا أو تستهينوا بإجرامهم، فهم بارعون في التشتيت ولا ييأسون في الوصول، المهم أن لا يجدوا البيئة النضرة لهذا السعي، فالله الله في فهمكم وعملكم والالتصاق بقادتكم لقطع الطريق على العابثين والمتآمرين.
الرسالة الثالثة: الإسلام دين الفهم والعمل، فلا تعملوا دون فهم ولا تخلصوا دون فهم، ففهم الأمور وأبعادها ومراميها هى السبيل لتكوين رؤية حضارية تتماشى مع الواقع وتنشر ثقافة الاستيعاب لكل من يفكر في الرحيل عن هذه المظلة، لذا عليكم بالقراءة ومعرفة سير الرواد والقادة واستحضار مواقف التضحية والثبات، فكلما كان الموج عاليا تكن أحد أسباب النجاة المهمة تتوقف على مهارة هذا السباح، فلو كان مخلصا دون فهم وعلم سيغرق، وتلك هي الرسالة، فاجتهدوا في فهم فكرتكم أكثر وأكثر فالعالم يتغير كل لحظة.
عليكم بالقراءة ومعرفة سير الرواد والقادة واستحضار مواقف التضحية والثبات
الرسالة الرابعة: يا شباب الحركة الإسلامية، إن جهاد النفس طوق نجاة للمرء، فمع اتساع بقعة الأفكار تتسع الأفهام والعقول، لكن هناك فرق بين الهدى والضلالة، فالبعض يتسع فهمه حتى يسير فهما منحرفا وهو يظن أنه مجدد وتنويري؛ وذلك لأن فهمه وعلمه أضله وحاد عن طريق ربه وصارت أطروحاته على غير مراد الله ورسوله وفهم سلف الأمة.
والآخر زاد فهمه واستنار عقله وفتح الله عليه فتوح العارفين؛ لأنه أخلص لربه وراعاه في خلواته وهنا يكمن التوفيق والنجاح. فكل إبداع وتطور وتقدم ونجاح في الحياة سببه الرئيس مراعاة الله ومراقبته في السر والعلن، خصوصاً مع هول المغريات وكمية الأموال التى تنفق لطمس هوية الشباب المسلم وفي القلب منهم شباب الحركة الإسلامية صاحب التاريخ المشرف من التضحيات.
الرسالة الخامسة: يا شباب الحركة الإسلامية المباركة، إن التاريخ لا يعود للوراء، وأن ما مضى مضى لكن لنا فيه تجارب وعظات وعبر، لنا في تاريخ القادة الكبار وحياتهم كل خير وفخر وثبات على الطريق، فالثبات الثبات على المنهج والفكرة والعمل الصالح، وكل هذا لن يتأتى إلا بدعاء صادق من قلب سليم، فألحوا على ربكم أن يرزقكم الثبات وحسن العمل والمنقلب الصادق، وتذكروا أننا جميعا على موعد بإذن الله تعالى في روضة المحبين عندها يزول الألم ويحتضن الأخ أخاه ويقول أتدري لماذا أدخلنا الله الجنة وأنجانا من النار؟ فيقول: لا. فيقول له: أتذكر يوم كنا نتجالس في الدنيا وندعوا الله أن يبعدنا عن النار ويدخلنا الجنة؟ فيقول: نعم. فيقول استجاب ربنا لنا! وهذه هى قمة الرسالة يا صاحب الرسالة لا تجزع من تقلب الدنيا وضيقها وتنكر القريب والبعيد لك سيزول الألم حتما فاستعن بالله ولا تعجز. فإن الصبر مع النصر وإن مع العسر يسراً.