صراخ «فادي القنبر» لا يسمعه الساقطون..!!

الرئيسية » حصاد الفكر » صراخ «فادي القنبر» لا يسمعه الساقطون..!!
1483932173711

من خلال أصحاب التمنيات والنوايا الحسنة وصلواتهم وأحلامهم وظنونهم الذين ظنوا منذ اتفاق أوسلو عام 1993م بأن «إسرائيل» ستنسحب من الأراضي العربية المحتلة، وتناسوا أن الطريق إلى جهنم مليء بالنوايا الحسنة..!!

ومن خلال الذين راهنوا على قرارات هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والشرعية الدولية في إنهاء الاحتلال البغيض لأرضنا..!!

ومن خلال الذين ساوموا وتراجعوا ولهثوا وتهافتوا وراء الحلول، وعاشوا الأحلام الوردية بالاستقرار والخلاص..!!

ومن خلال الذين يعتقدون بضرورة الخنوع والاستسلام لإرادة المحتل من أصحاب شعار «التنسيق الأمني المقدس» لتحقيق حياة أفضل لشعبنا..!!

من خلال تمنيات وأحلام وتنازلات ومنطق أولئك وهؤلاء من أبناء جلدتنا انطلق المجاهد البطل فادي أحمد حمدان القنبر بشاحنته في مدينة القدس ليدوس على جماجم قتلة أطفالنا ونساءنا وشبابنا وشيوخنا صارخاً في سماء المدينة المقدسة بنداء «الله أكبر» ويقتل أربعة جنود «إسرائيليين»، ويصيب ما لا يقل عن 15 آخرين، ويهرب جنود العدو من أمامه كالجرذان المذعورة..!!

ورغم إدراك فادي بأن صراخ الشرفاء لا يسمعه الأعداء والساقطون والمتساقطون إلا أنه رفع صوته عالياً ليثبت للأعداء بأن جميع قوانينهم العنصرية بمنع الأذان لن تستطيع أن تمنع مجاهداً ينادي الله أكبر... الله أكبر... حيً على الجهاد..!!

ولن يستطيع هذا العدو أن ينجو من لعنة الدماء التي يسفكها، وسيكتشف وهو يولغ في سفك هذه الدماء، أنه كالقط الأجرب الذي يلحس مبرد الحديد، وأنه يغرق في دمائه..!!

لقد اختار «أسد جبل المكبر» المجاهد البطل فادي القنبر بين التساقط.. أو السقوط شهيداً..!!

وقد اختار..!!

عندما اختار المجاهد فادي القنبر طريق الجهاد ضد عدو مغتصب دنس الأرض وانتهك الحرمات وقتل الأطفال والنساء والشيوخ والشباب في حملات قتل منظمة، فقد اختار طريق الشهادة..!!

ولأننا أمة من الشهداء، وشعب الشهداء، وكل فلسطيني هو مشروع شهيد....

علينا أن ندرك أن كل الشعب الفلسطيني مطلوب للقتل عند «الإسرائيليين»..!!

على الجميع أن يفهم أنه مطلوب للعدو..!!

أطفالنا.. نساءنا.. شبابنا.. شيوخنا.. قادتنا..!!

حتى الهواء الفلسطيني مطلوب لعصابات القتلة..!!

لقد أثبت الشهيد المجاهد «فادي القنبر» بدمائه الطاهرة أننا أمة نصفها من الشهداء والنصف الآخر من الأبطال، وأن الشعب الذي يزرع أرضه بالتضحية لا بد وأن يحصد النصر.

لقد أدرك «أسد جبل المكبر» بأن دمائه الزكية التي سالت على أرض فلسطين ستضيف خطوات واثقة على الدرب السائر في اتجاه العزة والكرامة والإباء.. الدرب الوحيد إلى فلسطين.. درب الشهادة والتضحية والفداء.

شهيدنا المجاهد «فادي القنبر»:

لقد عرفت مبكراً أن العدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة واحدة وهي لغة القتل فخاطبته باللغة التي يفهمها، وبالأسلوب نفسه الذي ابتدعه وأدخله إلى المنطقة، وأثبت للعدو أن هذا الأسلوب ليس حكراً عليه فقط..!!

شهيدنا البطل يا أسد جبل المكبر:

لقد أعدت لنا بعملك البطولي سيرة أبطال شهداء وأسرى «انتفاضة السكاكين» مصباح أبو صبيح ومهند الحلبي وبهاء عليان وعلاء أبو جمل وإياد العواودة وأحمد الخروبي ومهند العقبي وفادي علون وأحمد كميل وثائر أبو غزالة ومحمود غنيمات ونشأت ملحم وقاسم سباعنة ومحمود نزال واحمد أبو الرب وإيهاب حنني وخالد ومحمد مخامرة ومئات من الشهداء والشهيدات والأسرى..!!

لقد كشفت دماء شهيدنا المجاهد «فادي القنبر» ــ ومن قبله دماء محمد أبو خضير ويوسف الرموني وشهداء عمليات الدهس والقتل للصهاينة في مدينة القدس الأبطال غسان وعدي أبو جمل وعبد الرحمن الشلودي ومعتز حجازي وإبراهيم العكاري ومحمد الجعابيص وحسام دويات وغسان أبو طير ــ كشفت الشرعية الدولية العوراء التي لا ترى إلا بعين واحدة لصالح العدو الصهيوني..!!

وأن دماء الشهداء التي سالت ولا تزال على ثرى فلسطين الطاهر يومياً لهي دليل واضح على مدى العجز العربي والإسلامي، وعلى الظلم الذي يعانيه الشعب الفلسطيني من ذوي القربى، والانحياز الصارخ للدول ــ التي تتشدق يوميًا بحقوق الانسان والحيوان ــ مع العدوان والطغيان ضد الفلسطينيين..!!

وإن هؤلاء الأبطال ليسوا كارهين للحياة، ولكنهم كارهون للظلم..!!

وليسوا راغبين في القتل، ولكنهم هم القتلى وقد اغتالهم الإجرام والظلم والغطرسة والاضطهاد «الإسرائيلي»..!!

هكذا وبكل بساطة فهم المجاهد «فادي القنبر» انتفاضة السكاكين، وهكذا يفهمها أبناء شعبنا، وهكذا نفهم حقنا الكامل بالتراب الفلسطيني والعربي، من خلال الصمود والنَفَس الطويل والكفاح المسلح وحرب الشعب التي تجلت بأبهى صورها في عمليات الدهس والطعن بالسكاكين لتعطي المضمون الحقيقي لمعنى الانتفاضة ومفهومها الحقيقي.

ومع ذلك يجب علينا الاعتراف بأن التخاذل الذي أبداه البعض من أبناء جلدتنا تجاه أعدائنا الذين يفاخرون بأنهم أصاحب فكرة إغراق قطاع غزة بمياه البحر، وأن أجهزتهم الأمنية نجحت منذ بداية «انتفاضة السكاكين» في أكتوبر 2015م في إحباط أكثر من 200 عملية ضدّ الاحتلال، واعتقال 100 ناشط فلسطيني وداهمت عشرات المنازل وصادرت كميات كبيرة من الأسلحة خلال ثلاثة شهور، وقامت باعتقال المجاهدين والأسرى الذين أطلق العدو سراحهم هو الذي جعل هذا العدو يتجاسر على محاولاته المتكررة لإلغائنا وإبادتنا..!!

نقول لهؤلاء إن عزاؤنا الوحيد أمام كل مظاهر العجز والتخاذل والاستسلام، وجود هذا الزخم الجهادي في صدور أبناء شعبنا الفلسطيني، وهذا الكم الهائل من أبطال «انتفاضة السكاكين» قافلة بعد قافلة، وجيلا بعد جيل الذين يوجهون بنادقهم وسكاكينهم دوماً صوب العدو الصهيوني.

هذه البنادق والسكاكين التي لن تسقط من أيديهم إلا على أشلائهم وجثثهم...

هذه البنادق والسكاكين التي من حقها وحدها أن تقود وأن تنظر وأن تخطط وأن تناضل للنصر، دون أن تلتفت للمعادلات والتسويات والتراجعات.. ومن غير أن تأذن لأحد، أو تسمح لطامح أو ضعيف أو متخاذل في القضاء على الحلم الفلسطيني المتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

معلومات الموضوع

مراجع ومصادر

  • شبكة فلسطين للحوار
اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

قراءة سياسية في عبادة الصيام

عندما نضع الصيام في سياق العبادة في الإسلام نجد أن العبادة وسيلة تحقق غايات عليا …