تعتبر الغيرة فطرة وغريزة داخلية بين الناس، فالرجل يغار على المرأة، والمرأة تغار من المرأة، والمرأة تغار على الرجل. وغيرة المرأة طبيعية وفطرة تنبع من داخلها؛ لأن الله خلقها تميل إلى الجنس الآخر، وهو "الزوج" ولكن بالحدود الطبيعية المعقولة.
فما المقصود بالغيرة؟
الغيرة شعور وإحساس داخلي مثلها مثل الحب، والخوف، وهي من الصفات المتميزة التي فطرت عليها المرأة ، وتحاول أن تجعل نفسها المرأة الوحيدة والمتميزة في حياته.وغيرة الزوجة على زوجها تدل على مدى حبها له، وترجمة عاطفية وشعورية تجاهه. فتوصل له رسالة دون ذكرها، وتحسسه بطريقة غير مباشرة باهتمامها به وحرصها عليه.
خلقت الغيرة في النساء وهن يعترفن بذلك كزوجات، أنهن يغرن لأن إحداهن قد تملك أمراً لا تملكه غيرها.
وفي بعض الحالات يولّد ذلك الحقد من داخل قلوب بعض الزوجات، حيث يقوم البعض منهمن بالحديث بشكل سيء عن بعض النساء، وإبراز العيوب والمشاكل ومظاهر النقص؛ حتى لا يميل زوجها لغيرها، وهو ما يعرفونه علماء النفس بعملية "الإسقاط".
في بعض الحالات تولّد الغيرة الحقد من داخل قلوب بعض الزوجات، حيث يقوم البعض منهن بالحديث بشكل سيء عن بعض النساء، وإبراز العيوب والمشاكل ومظاهر النقص؛ حتى لا يميل زوجها لغيرها
وفي ذات الصدد، فإن الرجل يحب المرأة التي تغار عليه؛ لتشعر زوجها برجولته، ولأنها تعطي له معاني ولمسات في حياته الزوجية ، وتتحول الغيرة على أنها حب وكسر روتين يومي بينهم، ولكن (عندما تزيد عن حدها ... .تقلب ضدها)، وهذا يكون عندما تتحول الغيرة إلى شكوك وعدم ثقة، بحيث ينتج عنها دماراً وتفككاً أسرياً، أو كما قيل فإنها مفتاح الطلاق، فتدمر بيتها بشكوكها وكثرة تفاصيلها وأسئلتها الكثيرة؟
وهناك بعض العلامات التي تظهر على الزوجة عندما تغار على زوجها وهي:
1ـ عدم الثقة فيه وتبدأ بأسئلتها الكثيرة والتفاصيل الصغيرة والكبيرة وشكوكها الموجودة في داخلها ومن أين وكيف ومتى؟ وحتى وإن عرفت أن زوجها قابل امرأة غيرها، تثور على زوجها وتغضب، وتكثر أسئلتها، وفي هذا الوقت يجب على زوجها أن يتفهم لها ويستمع إليها و يساندها ويقول لها كلمات تهدئ من بالها وأنه لا يوجد في حياته أفضل منها.
2- كثرة اتصالات الزوجة على زوجها إذا كان الزوج خارج المنزل، فتتصل باستمرار حتى لو كان أمراً غير مهم، وهي تتصل فقط لتقول له عبارات عاطفية لتجذبه نحوها ولا يميل إلى غيرها، أو تتأكد من مكانه وأنه ليس مع أحد آخر.
3ـ مراقبة شبكات تواصله الاجتماعية، وبالإضافة إلى الموبايل، والتصنت على اتصالاته الهاتفية، خاصة إذا تحدث مع فتيات أو زميلات له.
كيف تتصرفين مع الغيرة؟
الزوجة الحكيمة هي من تضع حداً لغيرتها، ولا تسمح لثقتها أو لنفسيتها أن تتدمر، فتثق بزوجها وتحسن معاملته حتى تسير حياتهما بحب وطمأنينة
قبل كل شيء، احرصي أيتها الزوجة كل الحرص على علاقتكما، وعلى حبكما، وخوفاً من أن تفقدي زوجك في لحظات الغضب والريبة والشكوك. فالزوجة الحكيمة هي من تضع حداً لغيرتها، ولا تسمح لثقتها أو لنفسيتها أن تتدمر، فتثق بزوجها وتحسن معاملته حتى تسير حياتهما بحب وطمأنينة، وإليك بعض المقترحات لهذه المشكلة وكيف تتصرفين...؟
1ـ الثقة بنفسك كزوجة وأيضا الثقة بزوجك: لابد استمرارية الثقة المتبادلة بين الزوجين والمصارحة بينهما، واختيار الوقت المناسب للمصارحة والمعاتبة ؛ ليزيد الارتباط بينهما ويقوى الحب الصادق والاحترام.
2- الوضوح: لا تدعي نفسك أن تقع فريسة لتفسير المواقف وسوء النوايا، كل ما عليك هو أن تستوضحي من زوجك بأسلوب لطيف عن بعض القضايا التي تثير ريبتك، وستجدين التفسير الشافي خصوصاً إذا كان من عادته أن لا يحدث معه مثل هذه المواقف.
لا تدعي نفسك أن تقع فريسة لتفسير المواقف وسوء النوايا، كل ما عليك هو أن تستوضحي من زوجك بأسلوب لطيف عن بعض القضايا التي تثير ريبتك
3ـ التفهم لطبيعة حياة زوجك: على الزوجة أن تتفهم عمل زوجها سواء كان في العمل أو في العلاقات أو في مجالات حياته ، فهناك إناث يكونون ضمن الفريق في العمل، وعلى الرجل أن يعي أن تكون العلاقة واضحة في حدودها؛ حتى لا يقع الزوج في سوء تفاهم مع زوجته وتكون الأمورواضحة وسليمة بينه وبين زملاء العمل.
4- معالجة جوانب التقصير في ذاتك: فقد يحدث أنك لم تلاحظي أن هناك تقصيراً منك في تعاملك مع زوجك، أو أنك تهملين بعض جوانب شخصيتك، وما عليك إلا أن تسدي هذه الثغرات، بالاهتمام بنفسك، وبزوجك، أو تنمية بعض المهارات لديك التي ترين أن زوجك يرغبها فيك.
5- استشارة أهل الخبرة والثقة: في حال لم يقدم الزوج أية تفسيرات مقبولة للقضايا التي تثير الغيرة، وعدم التهور في التصرف، أو تدمير العلاقة الزوجية لمجرد بعض المواقف، عليك أن تسألي من تثقين في رأيه، ولا يعهد عنه التهور واللاعقلانية في الحكم، فربما تجدين بعض الحلول والأفكار الغائبة عن بالك .