ليس متأخرا أن تفعل!

الرئيسية » خواطر تربوية » ليس متأخرا أن تفعل!
cover-letter-writing-service-background

لم يكن حديث النبي عليه الصلاة والسلام ﻷصحابه عبثاً إذ قال (إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا ) (حديث صحيح، رواه البخاري في الأدب المفرد)، فمهما ظننت الوقت بات متأخراً لفعل شيء فلن يكون متأخراً كقيام الساعة. ومع ذلك جاءت وصية النبي أنه حتى ولو كان وقت قيام الساعة وبيدك فسيلة تستطيع غرسها فلتفعل! إشارة إلى أن الوقت لن يكون متأخراً أبداً طالما يمكنك فعل شيء  .

وصية من ذهب، لو عملنا بها لما تقاعسنا عن اﻹنجاز، ولما انثنينا عن الكثير مما نود فعله لمجرد أن الوقت داهمنا، أو أن الوقت مضى أو انتهى.

من هنا أردت أن أكتب اﻵن ونحن في منتصف شهر كانون الثاني/ يناير من العام الجديد، أردت أن أكتب لي ولكل الذين لم يمنحوا أنفسهم وقتاً بعد لتخيل عامهم الجديد، والتخطيط له، أو الذين داهمهم العام الجديد على حين غرة من انشغالاتهم بعمل أو دراسة أو سفر وغيره، على أية حال لكل الذين لم يستقبلوا عامهم الجديد كما يليق بمن يحمل هماً و هدفاً ورسالة وحلماً في هذا الكوكب.

ليس متأخراً أبداً أن نكتب ونتصور ونتخيل عامنا الجديد، فالتخطيط الجيد العميق العقلاني المنطقي يحتاج لوقت متأن وتفكير عميق

أجل ليس متأخراً أبداً أن نكتب ونتصور ونتخيل عامنا الجديد، فالتخطيط الجيد العميق العقلاني المنطقي يحتاج لوقت متأن وتفكير عميق، نكتب ونفكر ونسافر بأحلامنا نتخيل أنفسنا كما نحب أن نكون بعد عام، نفكر أكثر عن ما هو متاح بين أيدينا وما سيكون متاحاً، ما سيواجهنا من تحديات وكيف نحلها؟! هل سيكون الهدف منطقياً وممكناً؟ كم من الوقت نحتاج؟ ما هي الوسائل المتبعه؟ خطة أ، خطة ب، إلى آخره من الأسئلة التي نطرحها لنكون واقعيين ومبدعين وصادقين في أحلامنا وأهدافنا، فكيف يكون ذلك؟ أشارككم بعض ما فكرت به ﻷضع خطتي التي لا زلت أفكر بها حتى اللحظة..

أولاً: فكر كثيراً قبل أن تكتب أهدافك للعام الجديد، فكر وأنت في العمل وفي وقت الفراغ وفي المواصلات أو وأنت تقود السيارة وأنت في المطبخ، فكر في كل وقت يتاح لك، واكتب ملاحظاتك على دفتر صغير أو ورقة أو هاتفك، المهم اكتب فلا أحد يدري متى وكيف تولد الفكرة ومتى وكيف تضيع!

اجلس بعض الوقت مع نفسك أيضاً، راجع ما حققته من خطة العام الماضي، لم تكن لديك خطة؟ لا بأس، راجع ما حققته بشكل عام، راجع أحلامك ورغباتك، اكتبها كلها هكذا:

  • حان وقت تغيير الوظيفة لوظيفة أخرى لقتل الروتين وتعلم الجديد.
  • أكتب روايتي اﻷولى.
  • أدرس الماجستير.
  • أتعلم تجويد القرآن.
  • أشتري سيارة.
  • أنجب طفلي الثاني.
  • أتعلم العزف على البيانو.
  • أتعلم اللغة العبرية.

وهكذا.. اكتب كل ما يخطر ببالك من أحلام ورغبات.

ثانيا: ابدأ بدراسة اﻷولوية، الوقت، الإمكانية، كيف؟! ادرس كل هدف على حدة، هل الوقت مناسب اﻵن؟ هل من الممكن تحقيقه الآن؟!

مثلاً، لو كان هدفك شراء سيارة فعليك دراسة الوضع المادي والتأكد من أنك قمت بتحقيق ما هو أولى وأهم وضروري أكثر، لو كان هدفك تغيير الوظيفة سيكون عليك التأكد من استعدادك النفسي والمادي والاجتماعي ربما لذلك، لو كان هدفك دراسة الماجستير سيكون عليك اجتياز امتحان اللغة الإنجليزية، هل فعلت؟ هل يمكنك؟ كم وقتا تحتاج؟، وهكذا..

حدد هدفين أو ثلاثة فقط لعام الجديد؛ لتكون منطقياً وعقلانياً ولتستطيع تحقيقها، فلو وضعت أكثر ستكثر المهمات وتزداد الصعوبة فتستثقل ثم تتعب ثم تغلب فلا تحقق شيئاً

ثالثاً: وهو رأي شخصي وقد يتفاوت من شخص ﻵخر نتيجة لتفاوت الظروف والقدرات، حدد هدفين أو ثلاثة أهداف فقط لعام الجديد، لماذا؟ لتكون منطقياً وعقلانياً، لتستطيع تحقيقها، لو وضعت أكثر ستكثر المهمات وتخفق ببعضها وتزداد الصعوبة فتستثقل ثم تتعب ثم تغلب فلا تحقق شيئاً، لذا كن واقعياً ولا تغالي.

رابعاً: إضافة لما سبق اكتب أهدافاً منطقية أيضاً، هدفاً تستطيعه، وحلماً ليس خيالاً؛ حتى لا تنكسر  !

خامساً: امنح أحلامك الوقت المناسب، حدد وقتاً لتحقيقها ولا تبخل عليها بالوقت، والأهداف واﻷحلام لا تتشابه في الوقت الذي تحتاجه، لذا امنح كل هدف ما يحتاجه من وقت.

سادساً: بعدما حددت هدفاً أو اثنين أو أكثر، وحددت وقتها، ادرس الوسائل التي تدعم، وتوقع التحديات، لماذا؟ حتى لا تؤكل أحلامك على حين غرة منك! توقع كل ما سيواجهك وضع خطة الحل، خطة أ، خطة ب، وهكذا، واكتب وسائلك التي بين يديك، والتي ستكون.

سابعاً: لا تصدق أن أحداً في هذا الكون لم يرحل بعض أهدافه من عام ﻵخر، إذا لم تستطع تحقيقها العام الماضي اكتبها للعام الحالي، لدي خمسة أهداف أكتبها منذ سبع سنين، حققت اثنين فقط، وما تبقى ينتظر دوره!

ثامناً: ابدأ فوراً ولا تتقاعس..

عليك أن تعرف أن درب أحلامك محفوف بالشوك لا بالورد، لكن إن آمنت بنفسك وسعيت ومشيت فوق الشوك ستنال الورد حتماً

أحلامك ليست جزءاً منك، أحلامك هي أنت، ما أنت لولا ما تحلم به وتصبو له  ؟! ما أنت! لن أقول لك لا تستسلم أو لا تتخلى، ﻷنه حتما ستمر بك أوقات يعاف قلبك أمنيته ويزهد بها، من التعب من الفشل من اليأس من أي شيء ثم يعود لشغفه، لا أمني أحد بجمال الدرب وسهولته أبدا، عليك أن تعرف أن درب أحلامك محفوف بالشوك لا بالورد، لكن إن آمنت بنفسك وسعيت ومشيت فوق الشوك ستنال الورد حتماً.

لا تستمع للمثبطين، لا تستمع للمثبطين، لا تستمع للمثبطين، حسناً أعلم أنك ستستمع، لا بأس، سيدخل كلامهم آذناك ولو حشوتها، لكن تعلم كيف تجعل من كلامهم دافعاً لك، كيف؟ مسؤوليتك أنت ﻷنك اﻷعرف بنفسك وظروفك.

تذكر دائما {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ} (النجم:39)، لن تنال إلا بالسعي، كم سيكون السعي؟ كيف سيكون السعي؟ هذا تحدده أنت بجهدك ومثابرتك، "فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل"!.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة في موقع "بصائر" اﻹلكتروني في الشؤون التربوية واﻷسرية ، وصحفية وكاتبة في صحيفة "السبيل" اليومية في الشأن السياسي والشبابي .

شاهد أيضاً

مسؤولية التعلم ولو في غياب “شخص” معلم

ربما من أوائل ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن العلاقة بين المعلم والمتعلم، قصيدة …