أما آن لنا أن نتوحد على خيار المقاومة!!

الرئيسية » خواطر تربوية » أما آن لنا أن نتوحد على خيار المقاومة!!
4418-9

تابعت المؤتمر الصحفي الذي تم بين ترامب ونتنياهو، والذي اتسم بغزل واضح بين الطرفين، في سياسة لا أراها بالجديدة سوى في صراحتها، وعدم المواربة أو دغدغة المشاعر بالتصريحات الوهمية.

فمنذ توقيع اتفاقية أوسلو، بل من قبلها، والشعب الفلسطيني يستمع للتصريحات المختلفة، والوعود الكاذبة، والاتفاقيات التي بتنا لا نتذكر عددها، والتي تزامنت مع قتل للروح المقاومة داخل شعبنا الفلسطيني، وتسويق العدو الصهيوني على أنه طرف في عملية السلام، وليس عدواً مجرماً قتل وأزهق الأرواح والنفوس، واغتصب المقدسات، وشرد شعبنا في شتات الأرض.

في هذا المؤتمر الصحفي، يمكننا أن نعلن أن عملية "السلام" التي دافعت عنها السلطة باستماتة، وسخرت كل المحاولات بما فيها الاعتقال والقتل والتنسيق الأمني للمحافظة على الكيان الصهيوني، قد أصبحت شيئاً من الماضي، وأن السلطة قد أضاعت ما يقارب ثلاثة عقود من عمليات التيه والسير خلف سراب واهم اسمه "عملية السلام".

في وقتنا الحالي آن للسلطة أن تدرك أن لا قيمة للاتفاقيات والتفاهمات والقرارات، ولا جدوى من التفاوض تحت الطاولة أو فوق الطاولة، طالما أنك ضعيف هزيل، لا تملك مصدر قوة ولا ورقة ضغط تستطيع بها أن تجبر الاحتلال على التنازل أو الرضوخ لما تطلبه.
إن العالم اليوم بات يتبع لصاحب القوة، ويجيّر القوانين له، وينافق لأجله، ويجمل صورته أمام الناس ، وإلا ما تفسير أن تظهر دولة الاحتلال الصهيوني كدولة ديمقراطية نموذجية، وهي في كل يوم تنتهك حقوق الإنسان وتتجاوز القرارات الدولية التي لم تخرج من أدراج الأمم المتحدة حتى الآن!

إن علينا جميعاً أن ندرك أننا شعبٌ محتل، وأن صراعنا مع اليهود ليس صراعاً سياسياً أو اقتصادياً، وإنما هو صراع وجود، مع من شرّدوا أهلنا من ديارهم، وجلبوا المهجرين من بقاع الأرض المختلفة ليحلوا محلهم

إن علينا جميعاً أن ندرك أننا شعبٌ محتل، وأن صراعنا مع #اليهود ليس صراعاً سياسياً أو اقتصادياً، وإنما هو صراع وجود، مع من شرّدوا أهلنا من ديارهم، وجلبوا المهجرين من بقاع الأرض المختلفة ليحلوا محلهم، في مشهد مستمر يندى له الجبين الإنساني، ويسجل صفحة من صفحات كتاب العار في تاريخنا، بالإضافة لما يجري للمضطهدين في الدول الأخرى كسوريا وميانمار وغيرها.

ما المطلوب..

عقلية الغرب بشكل عام هي عقلية تسعى للمصلحة والمال، وترضخ للضغط والقوة ، ولو أردت أن تبحث عن سبب النفوذ اليهودي علماً أن تعدادهم بشكل عام على مستوى العالم لا يتجاوز 35 مليون نسمة، فإنك ستجد الأمر يتعلق بذات النوع من القوة، المال والإعلام وجماعات الضغط المنظمة التي تسعى للتأثير على العقلية السياسية في البلد المعني.

بمعنى آخر، فإن بضع عشرات من الملايين اليهود، استطاعوا أن يؤثروا على الآخرين بطريقة عجز عنها آلاف الملايين من المسلمين، وكل ذلك من خلال توفير مصادر القوة السابقة.

ومن تابع منكم وثائقيات قناة الجزيرة حول كيفية تغلغل الكيان الصهيوني داخل الأحزاب البريطانية، ومدى تأثيره على سياستها، وطريقة العمل المنظمة التي يقوم بها أفراد يهود بالتعاون مع بعض البريطانيين، فإنه لا يندهش من آلية التأثير على القرارات في الدول الأخرى.

إننا نتعامل مع عدو لديه نقاط قوة واضحة، إلا أن نقطة ضعفه فيما يتعلق بقضيتنا تتمثل بكونه يحرص على الحياة، ويعجز عن المواجهة، فاليهود لا يتقنون إلا المكر والخديعة، لكنهم أجبن من أن يجابهوا صمود المظلوم، وغضبه

إننا نتعامل مع عدو لديه نقاط قوة واضحة، إلا أن نقطة ضعفه فيما يتعلق بقضيتنا تتمثل بكونه يحرص على الحياة، ويعجز عن المواجهة، فاليهود لا يتقنون إلا المكر والخديعة، لكنهم أجبن من أن يجابهوا صمود المظلوم، وغضبه، بل يستعدون لأن يرضخوا للقوي أياً كان، طالما أن مصالحهم بخير، وأن حياتهم التي يحرصون عليها لم تمس.

لذا، وبناء على ما سبق، فإننا يحق لنا أن نتساءل، ما هي مصادر القوة التي يمكن أن تجعل الآخرين يرضخوا لمطالبنا، ويستجيبوا لرغباتنا وتطلعاتنا؟

الجواب بسيط وسهل، إنها #المقاومة والصمود، وليست العبارة عن شعارات رنانة، أو إبر مخدرة، بل هي ثقافة وحياة، عليها أن تعيش في ذواتنا، وتكون منهج حياة لنا.

فالمقاومة لا تحصر فقط بحمل السلاح، وإن كان هو أبرزها، وخيارها الأول، بل كل مظاهر الصمود هي نوع من المقاومة ، ولا يمكن أن تنجح المقاومة المسلحة، دون وجود حاضنة تحتضن هذه المقاومة، وترسخ آثاره في النفوس، وإلا ذهبت التضحيات سدى وهدراً.

أولى هذه المظاهر تعزيز إيماننا بأن #فلسطين كل فلسطين لنا، ولا حل ولا قبول بأي حال بوجود المحتل على الأرض، وإن الاتفاقيات الموقعة هي اتفاقيات باطلة، تعطي للقاتل الأمان والحق في العيش على أرض ذلك اللاجئ الذي يكابده الشوق للعودة إلى بلده، ويعاني ظروفاً عصيبة بسبب لجوئه وبعده عن وطنه.

أما ثانيها فالتعامل مع هذا العدو على أنه قاتل مجرم، منتهك للمقدسات، ليس خصماً سياسياً، بل هو محتل يستحق العقاب، وهذا يعني أن علينا أن نرفض كل محاولات التطبيع معه، بما فيها التنسيق الأمني، والانفتاح الاقتصادي عليه .
والأمر الثالث، ترسيخ الصمود داخل فلسطين المحتلة، ودعم الصامدين، بالمال وغيره، فنحتاج إلى كل فلسطيني ليبقى في أرضه، وليكون شوكة في حلق المحتل، ويقوم الخارج بدعم وجوده بكل ما أمكن، فهم على خط المواجهة، وبهم تفشل مخططات الاحتلال وأعوانه.

أما الأمر الرابع، فهو الاستمرار بحملات #المقاطعة الاقتصادية المنظمة، التي أزعجت الصهاينة كثيراً، واضطرار ترامب للحديث عنها ما هو إلا بسبب التأثير الكبير لها، فلا بد من الاستمرار بضرب مصالحه الاقتصادية.

إن على جميع الفلسطينيين، أن يتوحدوا تحت راية واحدة، توجه بندقيتها نحو المحتل، ولا تعطيه أية صورة من صور الأمان على أرضنا، وإن المراوحة في نفس المكان من خلال التفاوض وانتظار الوعود هو خيانة للتضحيات وإنكار لمسيرة شعب عظيم قدم تضحيات جسام

والأمر الخامس، وهو التوحد على المقاومة المسلحة، تلك المقاومة التي تشعل الأرض لهيباً تحت أقدام العدو، فلا أمان له في أي مكان من فلسطين، ولابد أن تكون المقاومة مدروسة ممنهجة ذات تخطيط ومراحل، لتكون أكثر إيلاماً وذات نتائج أقوى ، بحيث تقودنا جميعاً إلى التحرر من دنس الاحتلال ورجسه، ولنا في التاريخ عبر ودروس كثيرة تثبت ذلك.

إن على جميع الفلسطينيين، أن يتوحدوا تحت راية واحدة، توجه بندقيتها نحو المحتل، ولا تعطيه أية صورة من صور الأمان على أرضنا، وإن المراوحة في نفس المكان من خلال التفاوض وانتظار الوعود هو خيانة للتضحيات وإنكار لمسيرة شعب عظيم قدم تضحيات جسام، في سبيل تحرير هذا الوطن من الاحتلال، وهو ما سيتحقق بإذن الله تعالى.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتب فلسطيني، متخصص في الشريعة الإسلامية والسياسة، مهتم بالإعلام والتربية والتعليم.

شاهد أيضاً

مسؤولية التعلم ولو في غياب “شخص” معلم

ربما من أوائل ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن العلاقة بين المعلم والمتعلم، قصيدة …