اجتمع الآلاف من فلسطينيي الخارج يوم أمس السبت في مدينة إسطنبول التركية، جاؤوا من أكثر من 50 دولة حول العالم، يحملون في قلوبهم حبّ فلسطين، ويتطلعون إلى تفعيل دورهم في القرار الوطني الفلسطيني والمشاركة الفاعلة في مشروع الدفاع عن الثوابت والمقدسات والتحرير و#العودة إلى الديار التي هجّروا منها.
وكان من الشخصيات المشاركة في افتتاح المؤتمر، سليمان أبو ستة رئيس هيئة أرض فلسطين، ومنير شفيق الرئيس السابق لمركز التخطيط في منظمة التحرير، وربحي حلوم النائب السابق لرئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومحسن صالح رئيس مركز الزيتونة للأبحاث، ونائلة الوعري رئيس جمعية نساء من أجل القدس، والإعلامي أحمد الشيخ، والإعلاميات روان الضامن وإيمان عياد وسلمى الجمل، والناشط والسياسي جبرائيل فرانسيسكو من الأكوادور، وغيرهم من الشخصيات الفلسطينية.
كان مشهداً مهيباً لتلك الجموع الغفيرة التي أمّت قاعة حفل افتتاح المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، وهي تلوّح بالعلم الفلسطيني، وتشهد على محياها ابتسامة المتفائل بعهد جديد، ونظرة المشتاق لمعانقة الأرض والسجود على ثرى الأقصى، والأمل يحدوهم لأخذ زمام المبادرة لإطلاق مسارات إستراتيجية نضالية جديدة، ومشروعات وطنية جامعة، وجهود تخصّصية جامعة، والاستفادة من الطاقات والإبداعات في كل المجالات للشعب الفلسطيني في الخارج لخدمة القضية والمشروع الوطني..
لقد كان مشهداً مهيباً وأنت ترى طيفاً واسعاً من أبناء الشعب الفلسطيني في الخارج، على مختلف الشرائح والأعمار والأجناس، الآباء والأمهات والأحفاد، الأطفال والشباب، الرّجال والنساء، لكنَّ الذي يجمعهم واحد، هو حبّ فلسطين، وخدمة فلسطين، والعمل على انتزاع الحقوق وتحرير الأرض والمقدسات والعودة إلى الديار.
أبو محفوظ: لحظة تاريخية للمؤتمر
في كلمة الافتتاح، قال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، المهندس هشام أبو محفوظ، إنَّ "المؤتمر يلتئم في لحظة تاريخية دقيقة يمر بها الشعب الفلسطيني بعد مرور مائة عام على وعد بلفور المشؤوم". وأكَّد على أنَّ المؤتمر حريصٌ على تحرير المقدسات، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس.
وقال :"جئنا من منافي الأرض لنرسم حبّ فلسطين ونجسد تماسك الشعب الفلسطيني في الخارج والداخل". وأضاف أبو محفوظ: "لا وصاية لأحد على الشعب الفلسطيني، وليس مقبولا تعطيل طاقات الشعب الفلسطيني في الخارج، وانه يجب وضع حد للانقسام وطي هذه الصفحة المظلمة".
القاسم: أوسلو أكثر المصائب
طالب رئيس المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج، الدكتور أنيس القاسم، باسترداد حق الشعب الفلسطيني من منظمة التحرير الفلسطينية، مؤكّداً أنَّ القيادة لا تمتلك أن تستثني فلسطينياً واحداً من الخيمة الفلسطينية.
وقال القاسم: إنَّ قيادة #أوسلو وضعت الشعب الفلسطيني على قارعة الطريق، وأنه يجب العمل على تدميرها. وأضاف "لقد مرَّت علينا مآسي كثيرة لكن أكثر المصائب سمّا هي أوسلو التي حولت الثورة الفلسطينية إلى خادم للاحتلال".
أبو ستة: لا شرعية إلاّ بثقة الشعب
وقال رئيس الهيئة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، سلمان أبو ستة :إنَّنا في تحدّ كبير هو أن يكون لنا قيادة تخدم الشعب الفلسطيني بأخلاق منتخبة من الشعب الفلسطيني، وانه ليس لأيّ قائد أيّ قوة أو شرعية إلاّ بثقة الشعب.
وأوضح أبو ستة أنَّ "أعظم إنجاز للشعب الفلسطيني هو تأسيس المجلس الوطني الفلسطيني، متسائلاً في الوقت ذاته أين هو المجلس الآن، وأين الدور الذي يضطلع به الآن؟".
وأكّد أبو ستة أنَّ "كارثة أوسلو أسوا من وعد بلفور المشؤوم، مبيّناً أنَّ أوسلو حذفت أربعة أخماس الشعب الفلسطيني، بينما أبقت الخمس الأخير من الشعب تحت الاحتلال الإسرائيلي".
شفيق: القَسَم على تحرير فلسطين
من جهته، أكَّد المفكر الفلسطيني منير شفيق،على أنَّ مؤتمر اليوم "جاء للقَسم على تحرير #فلسطين من البحر إلى النهر، لأنَّ فلسطين وطن لشعبها أنفسهم، وحتى لو شاءت الأقدار أن يحملوا جنسيات بلاد أخرى".