ظاهرة خلع #الحجاب باتت من الظواهر المنتشرة لشديد الأسف في بعض من أنحاء العالم العربي والإسلامي. في بعض أواسط العمل، وكثير من فئات المجتمع قد يتجاوز العدد عشرات الحالات في السنة الواحدة! وإذا وقفنا على سبب كل حالة، فإننا لن ننتهي.
وليس الغرض من هذا المقال، الحد من هذه الظاهرة بالمعنى المباشر، وإنما تبيان أهم الأمور التي يجب أن تحرص كل امرأة مسلمة راشدة على معرفتها والإلمام بها، قبل ارتدائها للحجاب:
1- لماذا ترتدينه؟!
ربما يبدو هذا السؤال بدهيًّا للوهلة الأولى، ولكن بالنظر والتجربة، يتضح أن الكثير من الفتيات يقدمن على ارتداء الحجاب، كمن تبدل فستانًا ارتدته، أو تغير تسريحة شعر ! فكثيرات لا يدركن أو يستوعبن فرضية الحجاب، وصحيح أنه لا يصل لمنزلة فرضية الصلاة، أو الصيام مثلًا، ولكنه يظل فرضًا وواجبًا على المرأة المسلمة متى بلغت.
الكثيرات ممن خلعن الحجاب بعد سنين طويلة، قد تعاملن معه منذ البداية على أساس أنه "تجربة" جديدة، أو "مغامرة" مثيرة
ومُلاحظ كذلك أن الكثيرات ممن يخلعن الحجاب بعد سنين طويلة، تتجاوز العشر سنوات في بعض الأحيان، قد تعاملن معه منذ البداية على أساس أنه "تجربة" جديدة، أو "مغامرة" مثيرة. وبالتالي إذا نجحت التجربة، وسعِدَت بالمغامرة، استمرت في الأمر، وإلا فلا ضير من التخلي عن الأمر برمته! وهذا فكر خاطئ وملتوٍ وغير سوي. فالفروض لا مجال للتجارب فيها أوخوض المغامرات البتة!
2- قرار بلا رجعة!
هناك الكثيرات ممن يرتدينه لرغبة مفاجئة اجتاحتهم في التغيير، وقبل تفكير مليّ في الأمر، وأحيانًا تقليدًا للغير وتأثرًا بالصديقات. وكما أسلفنا الذكر فإن الفروض لا مجال فيها للتجربة، ووجب بناءً على ذلك دراسة الأمر على كافة الأوجه، ومعرفة التوابع.
من ناحية أخرى، فإن الكثيرات لا يدركن "لوازم" هذا الأمر، والواجبات الملحقة به. فالحجاب ليس مجرد غطاء للرأس. ورغم أن الكثيرات يعرفن ذلك، إلا أننا نجد انتشارًا واسعًا لحجاب "الموضة"، بما في ذلك الملابس الضيقة، أو الشفافة! وحتى "غطاء الرأس" ذاته يفتقد الكثير من الشروط الشرعية حيث تظهر بعض أساليب ربط الحجاب، الشعر والنَّحْر (أعلى الصدر) والأذنين! وعدد لا يمكن تجاهله ممن خلعن الحجاب، كان السبب الرئيسي وراء تخليهن عنه هو إيجاد صعوبة كبيرة في ارتداء الملابس الفضفاضة، وغيرها من المواصفات التي يسلتزمها الحجاب الشرعي.
3- المحجبة تمثل الإسلام، لا نفسها فحسب!
وهذه النقطة غائبة عن الكثيرات مع الأسف، فالمرأة المسلمة بحجابها لا تمثل عقيدتها والتزامها بالفرض فحسب، وإنما تمثل الإسلام . وهذا الأمر لا ينطبق على المرأة المسلمة في الغرب وحسب، وإنما كذلك على نساء العالم العربي.
النساء العاملات مثلًا في الشركات الأجنبية والخاصة، أو اللاتي يتعاملن مع غير المسلمين بشكل عام، يعكسن صورة الإسلام من خلال حجابهن، والتزامهن بشروطه، وأخلاقه. والكثيرات من المسلمات الجدد يؤكدن أن سبب إسلامهن كان حجاب المرأة المسلمة وأخلاقها في المقام الأول.
النساء العاملات مثلًا في الشركات الأجنبية والخاصة، أو اللاتي يتعاملن مع غير المسلمين بشكل عام، يعكسن صورة الإسلام من خلال حجابهن، والتزامهن بشروطه، وأخلاقه
كذلك فإنه بخلع الحجاب، توصل المرأة المسلمة صورة سلبية عنه، وهو أنه عبارة عن "شيء" غير أساسي، وأنه مثله مثل أي ثوب نبدله أو نغيره، والحقيقة عكس ذلك تمامًا. وبالتالي يفقد الحجاب "جوهريته" وأهميته جرَّاء تصرف "غير مسؤول" كهذا!
4- استيعاب من تُضلهم بغير علم!
يتأثر الناس بمن حولهم من البشر وهذا شيء فطري في الطبيعة الإنسانية. لذلك يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ} [النحل:25]. ومما نرى في العديد من التجارب، والقصص التي نقرأها، أو نسمعها، أو ربما نشهدها بأنفسنا، أن خلع فتاة واحدة فحسب للحجاب، من شأنه أن يشعل الفتيل، ويجر وراءه عددًا لا نهائيًّا من الفتيات اللاتي يقررن خلع الحجاب! لذا، من الضروري بمكان أن تدرك كل فتاة مسلمة، أقدمت أو على وشك الإقدام على هذه الخطوة ــ نسأل الله الثبات والسلامة لكل المسلمات المحجبات ــ إدراك أنها بهذه الخطوة لا تَغرَق في الوحل وحدها، وإنما تتسبب في إغراق غيرها سواء شاءت أو أبت.
قضية شائكة، وشعور مرير أن نلاحظ ذلك التزايد في التخلي عن فريضة جوهرية ومهمة للمرأة المسلمة كالحجاب. لاسيما في زمن كثرت فيه الفتن، وقل فيها الورع، وتزايدت المفاسد. ومن هذا المنطلق، أهيب بكل مسلمة توشك على خلع الحجاب، أو ارتدائه أن تفكر مليًّا في هذا الأمر قبل أن تخلعه أو ترتديه!