لغة الضّاد في اليوم العالمي للّغة الأم

الرئيسية » بصائر من واقعنا » لغة الضّاد في اليوم العالمي للّغة الأم

يحتفل العالم اليوم بتاريخ 21 شباط (فبراير) باللغة الأم، فقد خصّصت منظمة الثقافة والتربية والعلوم (اليونسكو) هذا التاريخ سعياً منها لإبراز أهمية التنوع اللغوي في العالم، في عصر هيمنت فيه ظاهرة العولمة، وتعزيز التعدّد اللغوي والثقافي، وحماية مقومات هوية شعوب الكرة الأرضية، ومن أبرزها اللغة.

لغة الضَّاد .. لسان الوحي

تتميّز لغتنا العربية بأنّها لغة الوحي، قال الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}. وقال سبحانه: {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}. وقال عزّ وجل: {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}.
وقد نصّ العلماء على أهمية ووجوب تعلّم اللغة العربية؛ لأنه السبيل إلى فهم القرآن الكريم والسنة النبوية وسائر العلوم الشرعية، قال الأزهري: " إنَّ تعلّم العربية التي يُتوصَّل بها إلى تعلّم ما به تجري الصلاة من تنزيل وذكر، فرضٌ على عامَّةِ المسلمين". ويؤكّد الأزهري "أنَّ من جهل سِعة لسان العرب وكثرة ألفاظها، وافتِنانها في مذاهبها ، جهل جُمَل علم الكتاب".
ويقول الثعالبي في كتابه (فقه اللغة): "من أحبَّ الله تعالى أحبّ رسوله محمَّداً صلّى الله عليه وسلّم، ومن أحبَّ الرَّسول العربيّ أحبّ العرب، ومن أحبّ العرب أحبّ العربية التي نزل بها أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب، ومن أحبّ العربية عني بها وثابر عليها وصرف همّته إليها، ومن هداه الله للإسلام وشرح صدره للإيمان اعتقد أنَّ محمَّداً صلّى الله عليه وسلم خير الرّسل، والإسلام خير الملل، والعرب خير الأمم، والعربية خير اللغات والألسنة، والإقبال على تفهمها من الديانة؛ إذ هي أداة التعلم ومفتاح التفقه في الدين".
وفي الوصايا العشر للإمام الشهيد حسن البنا يقول: "اجتهد أن تتكلّم العربية الفصحى، فإنَّ ذلك من شعائر الإسلام".

عدوانٌ على العربية

يسعى أعداء الأمَّة قديماً وحديثاً إلى إقصاء لغة القرآن عن الحياة، وإبعاد الأمَّة عن لغتها كنوع من محو شخصية الأمَّة، وفصل ماضيها عن حاضرها ومستقبلها، وجزء من الحرب على الإسلام والقرآن، ويؤكّد الدكتور عبد الرّحمن رأفت الباشا في كتابه (العدوان على العربية عدوان على الإسلام)، على أنَّ أعداء الإسلام عرفوا أثر اللغة في بناء حياة العرب والمسلمين، وقيمتها في حفظ الإسلام، وفهم القرآن، فجنّدوا لحربها طائفة كبيرة من دهاقينهم واندفع وراء هؤلاء نفر من أبناء أمتنا -عن علم أو عن غير علم- يؤيدونهم في دعوتهم، ويظاهرونهم في ربهم، ويدعون للأخذ بخططهم ومشروعاتهم.
لكنَّ إرادة الله سبحانه أقوى؛ فارتباط اللغة العربية بالقرآن جعلها محفوظة بحفظه، وباقية ببقائه، قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذكر وَإنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}. قال الإمام الطبري:" لحافظون من أن يزاد فيه باطل مَّا ليس منه، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه".

قصة الاحتفال

يذكر أنَّ منظمة الثقافة والتربية والعلوم (اليونسكو) حدَّدت تاريخ 21 فبراير/شباط من كل عام يوما عالمياً للاحتفال باللغة الأم، ويرمز الاختيار لهذا التاريخ من كل عام إلى اليوم الذي فتحت فيه الشرطة في دكا عاصمة بنغلاديش النار على تلاميذ خرجوا متظاهرين للمطالبة بالاعتراف بلغتهم الأم -البنغالية- لغة رسمية في باكستان بشطريها الغربي والشرقي آنذاك.
وتعود تلك الأحداث إلى عام 1948، عندما قام مؤسس جمهورية باكستان محمد علي جناح بإعلان فرض "الأوردية "لغة وطنية وحيدة، يتم التداول بها على الأراضي الباكستانية باعتبارها اللغة الجامعة لأغلب العرقيات في باكستان.
ويتحدث باللغة العربية أكثر من 422 مليون نسمة، وتتوقع الإحصاءات أن يتحدّث باللغة العربية عام 2050 نحو 647 مليون نسمة كلغة أولى.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

انتخابات تركيا والإسلاميون الذين كُتبت عليهم الفُرقةُ

عندما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف الذي رواه مسلم "إن …