4 خرافات عن مبدأ تأجيل الأعمال!

الرئيسية » بصائر تربوية » 4 خرافات عن مبدأ تأجيل الأعمال!
time122

كوننا ما زلنا نتحدث عن عام جديد، فبعضنا سيبدأ النظر في أهداف العام الماضي، ويرى ما تم تأجيله من أعمال وأهداف كان من الواجب تأديتها، ومن ثم يبدأ في تنفيذها العام الحالي. وكثيرون لشديد الأسف سيستمرون في تأجيل الأعمال، تمامًا كما فعلوا العام الماضي، والذي سبقه والذي سبقه، وربما سيستمرون في ذلك في ما تلا من أعوام!

وكحلٍّ لهذه المعضلة، وفي محاولة لمواجهة مبررات #التسويف و #التأجيل، نعرض لأهم أربعة أسباب لتأجيل الأعمال، رآها الباحثون والدارسون "واهية"، فآثروا تسميتها "خرافات".

1- أعمل بشكل أفضل تحت الضغط!

تجد من الناس من يقوم بتأجيل الكثير من الأعمال المهمة لآخر لحظة؛ بحجة أنهم ينجزون بشكل أفضل تحت الضغط!

فإن كان على أحدهم عمل تقرير معين وتسليمه خلال مدة محددة، تجده مشغولًا بأعمال جانبية أو غير مهمة كترتيب خزانة الملابس، أو تنظيف الثلاجة. ثم يبدأ في كتابة التقرير قبل الموعد المحدد بأمد قصير لنقل يومين أو ثلاثة؛ ظنًّا منه أنه بتأجيل العمل لآخر لحظة سيمكِّنه من أدائه بتركيز أكبر، وبشكل أسرع وأفضل!

لكن الأبحاث العلمية أثبتت العكس تمامًا. فتأجيل العمل إلى آخر لحظة يزيد من درجة التوتر ويقلل من نسبة التركيز والتفكير الإبداعي.

تأجيل العمل إلى آخر لحظة يزيد من درجة التوتر ويقلل من نسبة التركيز والتفكير الإبداعي

وتنصح الدراسات الشخص الذي يجد صعوبة في أداء #المهام في وقتها، ويميل إلى التأجيل أن يقوم بتحديد ما يسمى بـ "الموعد الافتراضي". فيحدد موعدا "وهميًّا" لتسليم أول ورقة من التقرير الذي عليه كتابته، ويلتزم بهذا الموعد. كما أن هناك طريقة أخرى فعالة، وهي تحديد "وقت افتراضي" لإنجاز المهمة، فيحدد مثلًا ثلاثين دقيقة يكتب فيها فقرة واحدة من التقرير المقرر. كما يمكنه أن يستخدم "مؤقِّت" ليعطيه الشعور بالجدية والرغبة بالبدء والإنجاز.

أما إذا استمر البعض غير مقتنع بجدوى تنظيم العمل وخطر التأجيل، فعليه إذن أن يجرب القيام مرة بأحد المهام بطريقة التأجيل لآخر لحظة. ثم يختار مهمة أخرى ويقسمها على مدار المهلة. ولاحقًا، يعمل على تقييم كل عمل ويلاحظ فرق الإتقان والإنجاز.

2- سأبدأ في المهمة حين ينزل "الوحي"!

وحي الإبداع لا يأتي فعلياً إلا حين الشروع في العمل

أثبتت العديد من الأبحاث أن من أسباب تأجيل الأعمال الأساسية والتي يقوم بها بعض الناس هو الاعتماد على وقت يهبط فيه "وحي" الإبداع، وإلى ذلك الحين، فهو رابض في انتظاره! ولكن اتضح علميًّا أن "الوحي" والإبداع لا يأتيان فعليَّا إلا حين الشروع في العمل.

3- شعار "غدًا سأكون أفضل"!

من جهة أخرى، فإن مقولة التأجيل الشهيرة، والتي يلجأ إليها الكثيرون، وهي: "غدًا سأكون أفضل، وسأتمكن من القيام بهذا العمل على نحو جيد" لا أساس لها من الصحة! فلا شيء من الناحية العلمية يشير أن الغد أو المستقبل، سيكون أفضل لإنجاز أي عمل، طالما نتحدث عن نفس الشخص ونفس الظروف . فإذا لم يتخذ الإنسان أية خطوات فعلية أو عملية لتحسين أو تطوير الوضع الحالي، فحقيقة أن "غدًا سيكون أفضل" تعتبر خدعة جديدة، وخرافة أخرى من خرافات التأجيل!

4- أحتاج لوقت أكبر لإنجاز المهمة!

تعتبر هذه الخرافة أو الحجة من أكثر الحجج سحرًا وشيوعا في آن واحد. فقد لا يتوفر لأحدنا أربع ساعات متتالية لإنهاء مقال أدبي، أو يوم كامل لكتابة تقرير. وبالتالي ندخل في دوامة لا متناهية من عمليات التأجيل. وأنجح الطرق التي وجدها الباحثون لحل مثل هذا الإشكال، هو تقسيم المهمة الواحدة على أوقات متفرقة. وأثبتت الأبحاث فعالية هذه الخطوة وتأثيرها على المدى البعيد.

متى ما بدأ الإنسان في إنجاز ولو جزء بسيط من المهمة، زال الحاجز وتيسرت الأمور

فعلى سبيل المثال، إذا أراد أحدهم كتابة بحث من عشر صفحات، وهذا من منظوره يستغرق يوما كاملًا من التفرغ للتقرير، بينما لا يملك هو رفاهية التفرغ الكامل على الإطلاق. ففي هذه الحالة، يُنصح بأن يلجأ إلى تقسيم كتابة التقرير على عدة فترات. فمثلًا، قد تتوفر له ساعة فراغ قبل وقت خروجه إلى الكلية، وعشرون دقيقة أخرى قبل الغداء، و خمس عشرة أخيرة قبل النوم وهكذا. فعليه إذن استغلال هذه الأوقات في أداء جزء من المهمة.

كما أن هناك فائدة أخرى لهذه الطريقة ألا هي تشجيع الإنسان على التقدم والانطلاق في تأدية المهمة متى ما شرع فيها. فقد تم إثبات أن أصعب خطوة على الإطلاق في أي عمل هي البدء فيه ! وأنه متى ما بدأ الإنسان في إنجاز ولو جزء بسيط من المهمة، زال الحاجز وتيسرت الأمور!

معلومات الموضوع

مراجع ومصادر

  • http://www.lifehack.org/articles/productivity/four-procrastination-myths-debunked.html
اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة ومترجمة من مصر، مهتمة بقضايا التعليم والأسرة والتطوير الذاتي

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …