4 معاول أساسية لهدم الحياة الزوجية

الرئيسية » بصائر تربوية » 4 معاول أساسية لهدم الحياة الزوجية
family-life 25

تُدمَّر الحياة الزوجية لأسباب شتى لا حصر لها، ولكن بالاطلاع على العديد من الدراسات والأبحاث، والاستماع لعشرات القصص والحكايات، فقد برزت أهم أربعة أسباب تسهم بشكل أساسي في هدم الحياة الزوجية، وربما إنهائها في الكثير من الحالات:

1- الاختلاف الجذري في طريقة التفكير:

فالاختلاف وارد لا شك، وهو مهم لنجاح وتطور الحياة الزوجية. ولكنك هناك اختلافات لا نتيجة لها إلا التفرقة والهدم، وزيادة الهوة بين الزوجين. فمن الصعب أن يلتقي رجل همه الدنيا وجمع المال، مع أخرى كل همها الآخرة، ونيل الثواب والأجر، فهؤلاء لا ريب سيتصادمان كثيرًا، والعكس صحيح! والأمر هنا لا ينحصر في الجانب الأبيض أو الأسود، بمعنى أن يكون أحد الطرفين طيبًا، والآخر سيِّئًا! فقد يكون فكر كل منهما مختلفاً وكلاهما سليم، كمن يؤيد فكرة السفرإلى الخارج، والآخر لا يحبَذها، فلا خير مُطلَق في الأولى، ولا شر منذر في الثانية.

الاختلاف وارد لا شك، وهو مهم لنجاح وتطور الحياة الزوجية. ولكنك هناك اختلافات لا نتيجة لها إلا التفرقة والهدم، وزيادة الهوة بين الزوجين

لذا وجب الحذر من هذه الأمور والتنبه لخطورة هذا الاختلاف بالذات أي "الجذري"، والاختلاف في العقيدة، أو الثقافة، أو العادات، أو المبادئ تدخل في ذات الإطار. ذلك أن كل هذه الأمر تؤدي لاختلافات عميقة، وبالتالي خلافات جوهرية. ومع هذا، فمن الضروري بمكان التنويه إلى أن لكل قاعدة استثناء، وهناك من الأزواج من ينجحون في تخطي العقبات، والوصول إلى حلول وسط، وتجاوز الاختلافات وإن بدت جوهرية!

2- عدم الرضا بطبع الطرف الآخر!

الاختلاف الحاد في الطباع لا ريب من الأمور التي قد تؤدي إلى خلافٍ شديدٍ بين #الزوجين، وربما تتسبب في منع حدوث #الزواج من الأساس. ومن أبرز أمثلة التنافر أن يكون أحد الزوجين عصبيًّا والآخر هادئًا مثلًا، أو أن يكون منطويًّا والآخر اجتماعيًّا. وأحيانًا، ينجح الطرفان في التعامل مع هذا الأمر، وتمضي الأمور بسلام.

الكثير من المقبلين على الزواج يقعون في خطأ جسيم، حينما يتزوجون على أمل أن يتغير الطرف الآخر مستقبلًا! وهذا الأمر، كما أثبت الواقع، ودلَّت التجارب، نادر الحدوث!

وإنما تكمن المشكلة الحقيقة في عدم رضا أحد الطرفين أو كليهما بطبع الآخر، ورغبته الملحة في تغييره، والتعديل فيه ! والكثير من المقبلين على الزواج يقعون كذلك في هذا الخطأ الجسيم، حين يتزوجون على أمل أن يتغير الطرف الآخر مستقبلًا! وهذا الأمر، كما أثبت الواقع، ودلَّت التجارب، نادر الحدوث! وبالتالي، فإنه في كثير من الحالات التي لا يَقبل فيها أحد الأطراف صاحبه على علاته، وأخذ في مهاجمته وحثِّه على التغيير، فإنه سيؤدي بطريقة أو بأخرى لهدم الحياة الزوجية.

3- العناد والإصرار على الخطأ!

يقول الكاتب المصري عباس محمود العقاد: "العناد والثبات على الرأي نقيضان: العناد إصرار بغير سبب، أو لسبب ظهر بطلانه. والثبات إصرار على رأي يؤمن به صاحبه، ولم يظهر له ما يدعوه إلى التحول عنه". والمنتشر في معظم الزيجات ــ مع الأسف ــ هو لزوم الصفة الأولى ألا وهي "العناد"، في أحد الزوجين أو كليهما. وفي كثير من حالات الطلاق، تكون شكوى أحد الأطراف، هي عدم اعتراف الطرف الآخر بالخطأ، وبالتالي عدم التراجع أو الاعتذار عنه . فتلك لا ريب أزمة أخلاقية خطيرة، ومن أكثر المعاول تدميرًا لاستقرار الزواج.

4- الاستمرار من أجل الأطفال!

للأسف الشديد، نجد الكثير من الأزواج يستمرون في حياة زوجية تعيسة وبائسة، وتعج بالخلافات والشجار، بحجة مصلحة الأطفال، ولئلا ينشؤوا في أسرة منفصلة ومتفرقة. ولكن العديد من الإحصائيات أثبتت أن وجود الأطفال بين أبوين ليس كافيًا لنشأتهم نشأة سوية . فالبيئة التي تمتلئ بالشجار والخلافات، تؤثر على نفسية الأطفال وطريقة تفكيرهم، وربما مستقبلهم بصورة جِدُّ سلبية. فكما أن استمرار الزواج يكون مفيدًا للأطفال في كثير من الأحيان، فكذلك الانفصال.

ومن القصص الطريفة التي أذكر سماعها في هذا الأمر، هي أن فتاة تزوجت من رجل، ثم اتضح أنه يخونها، بالإضافة إلى كونه يسيئ إليها ويضربها، ولكنها قررت الاستمرار في الزواج، لكونها حامل. ولما سألتها أختها في أحد المرات عن حالها، أخبرتها بأنها هي وزوجها يحاولان تحمل بعضهما قدر الإمكان، من أجل طفلهما الذي لم يخرج للحياة بعد. فما كان من أختها إلا أن أخبرتها أنها لو كانت مكان هذا الطفل، فإنها لم تكن لتتمنى العيش في كَنَف والدين لا يطيق أحدهما الآخر!

معاول هدم الحياة الزوجية لا تنتهي، وكذلك أدوات البناء والتغيير والتطوير. وفي الختام، يجب على الأزواج أن يتذكروا أن الغرض من الزواج في النهاية هو أن يكون سكنًا، وتتحقق فيه المودة والرحمة، وليس الغرض منه الدوام وكثرة السنين، حتى بعد أن يظهر جليًّا فشله وضرره على جميع الأطراف!

https://www.facebook.com/BasaerOnline/videos/1616962958317799/

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة ومترجمة من مصر، مهتمة بقضايا التعليم والأسرة والتطوير الذاتي

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …