هزني من الأعماق ذلك التشكيك على صفحات التواصل الاجتماعي ببطولة الجندي أحمد #الدقامسة، الذي أفرج عنه مؤخرا من السجون الأردنية بعد أن قضى مدة محكوميته بسبب قتله لمجموعة من السائحات اليهوديات في الباقورة عام 1997م، أي قبل عشرين عاماً.
ذلك التشكيك الذي أراد أن يحرمنا من حقنا في الشعور بالفرحة للإفراج عن هذا البطل، وأقول البطل بالرجوع إلى قصة هذا الجندي التي نشرت على المواقع الإلكترونية حيث كان يخطط لهذا العمل ويتشوق لتنفيذه؛ حتى ينتقم لما رآه من ظلم اليهود للفلسطينيين، وقتلهم للأطفال والنساء، واحتلالهم للأرض العربية، وتدنيسهم للمقدسات الإسلامية، وكان يتحين الفرص ليؤدي ما عليه من دين استحق للأرض المقدسة، وأن واجبه دفعه أكثر من مرة للقيام بمحاولات أولية كانت تحصد الفشل، ثم كان ما كان وقد كان القدر أن تأتي أولئك الفتيات "الإسرائيليات" اللواتي اعتقد هو أنهن ما بين 15-20 عاما ففتح عليهن رشاشه فقتل سبعة وجرح عشرة.
أردت أن أسوق القصة الأصلية للحادثة والتي يأتي اليوم بعض المثقفين والمتفذلكين ليحاكموا فاعلها، ويدينوا فعله ويدينوا فرحنا بخروجه من السجن، ويدينوا وصفنا له بالبطل، وهنا لا بد من مناقشة ادعاءاتهم بأن هذا الفعل مناف للأخلاق الإسلامية والأعراف الإنسانية، وأنه لا يجوز قتل أطفال #الصهاينة بحجة أنهم أعداؤنا وللرد على هذه الادعاءات أبين الآتي:
اليهود الصهاينة معتدون وغاصبون لأرض فلسطين ووجودهم فيها باطل، وقتلهم وقتالهم لإخراجهم منها واجب على أهل فلسطين فإن لم يستطيعوا فالواجب يقع على كل الأمة
1-#اليهود الصهاينة معتدون وغاصبون لأرض فلسطين ووجودهم في #فلسطين باطل، وقتلهم وقتالهم لإخراجهم منها واجب على أهل فلسطين فإن لم يستطيعوا ذلك -وهو الواقع- فالواجب يقع على كل الأمة حول فلسطين؛ حتى يتم دحرهم منها وتخليص الأرض والشعب والمقدسات من دنسهم واحتلالهم.
2-إبرام معاهدات الصلح مع المعتدين والإقرار لهم من خلالها بشرعية وجودهم في فلسطين والاعتراف بدولتهم لا يجوز شرعاً ولا عرفاً ولا قانوناً.
3-قدومهم للسياحة للبلاد الإسلامية بحجة معاهدات السلام والتطبيع مع دولة الاحتلال باطل ومنكر يجب إنكاره بكل الوسائل الممكنة.
4-الجيوش العربية هي بوابة تحرير فلسطين وعدتها يجب أن تكون ليوم التحرير، وكل جندي فيها يجب أن يستشعر هذه المهمة وينتظرها بفارغ الصبر، فهذه المهمة هي حلم كل الشعوب العربية والإسلامية، وهذه الجيوش وجدت لخدمة وحماية هذه الشعوب وتحقيق آمالها وطموحاتها، وإن حماية هذه الجيوش لحدود الدول العربية لن تتم إلا بالتخلص من خطر دولة الاحتلال، والتي تحتل فعلاً أجزاء من أراضي مصر وسوريا والأردن.
إذا عرفنا كل هذه الحقائق فإن حكمنا على ما قام به الجندي الدقامسة يصبح تفصيلا غير مهم؛ لأنه من الواضح أن كل عمل يضعف دولة الاحتلال ويدرأ شرها عن الأرض والإنسان العربي والمسلم هو عمل مشروع، ويصب في صالح الأمة.
كل عمل يضعف دولة الاحتلال ويدرأ شرها عن الأرض والإنسان العربي والمسلم هو عمل مشروع، ويصب في صالح الأمة
وأما موضوع قتل الفتيات وحرمة قتل النساء والأطفال فيجب أن نعلم أن الفتيات الصهاينة منذ سن 13 عاما يتم تجنيدهن في جيش الاحتلال وأنهن يقمن بكل ما يقوم به جنود الاحتلال في فلسطين من قتل وتعذيب وتفتيش وإيذاء وخاصة على أبواب الأقصى وعلى الحواجز المنتشرة في كل أرجاء فلسطين، وهنا قد يكون من المفيد أن ننقل الفتوى في جواز قتل نساء وأطفال العدو إذا اشتركوا في القتال وإيذاء المسلمين مع أن الأصل هو حرمة قتلهم:
قال الحافظ ابن حجر –رحمه الله- في الفتح عن قوله صلى الله عليه وسلم: "مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُقَاتِلَ: (فإنَّ مفهومه أنَّها لو قاتلت لقُتلت).
قال ابن قدامة -رحمه الله- في "المغني": "وَمَنْ قَاتَلَ مِنْ هَؤُلَاءِ أَوْ النِّسَاءِ أَوْ الْمَشَايِخِ أَوْ الرُّهْبَانِ فِي الْمَعْرَكَةِ قُتِلَ، لَا نَعْلَمُ فِيهِ خِلَافًا".
وقال الكاساني –رحمه الله- في "بدائع الصنائع": "وكذا لو حرَّض على القتال أو دلَّ على عورات المسلمين، أو كان الكفرة ينتفعون برأيه، أو كان مطاعًا، وإن كان امرأة أو صغيرًا، لوجود القتال من حيث المعنى".
وباستحضار ما تفعله نساء الكيان الصهيوني بأطفال فلسطين ونسائها ومجاهديها، فإن الحكم يصبح واضحاً لا لبس فيه، فكل اليهود الغاصبين لفلسطين هدف مشروع للمجاهدين، فهو كيان قائم على السرقة والاغتصاب للأرض ونهب الثروات، وهو كيان استيطاني توسعي يتعاضد فيه رجاله ونساؤه وأطفاله وشيوخه على تحقيق الأهداف غير المشروعة والإجرامية، إلا أننا إذا تمكنا من تحييد الأطفال وغيرهم من غير المحاربين فهذا جيد ويتوافق مع روح الإسلام، أما إذا كانوا متمترسين بهم ولم نتمكن من التمييز بينهم فلا حرج في قتلهم وقتالهم، قال تعالى: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم}.
الحمية والرجولة والشهامة التي أظهرها الجندي الدقامسة ورغبته في الانتقام ممن احتل الأرض ودنس المقدسات لهو أمر محمود نفتقده اليوم عند عموم الناس
إن الحمية والرجولة والشهامة التي أظهرها الجندي الدقامسة ورغبته في الانتقام ممن احتل الأرض ودنس المقدسات لهو أمر محمود نفتقده اليوم عند عموم الناس، فقد شغلنا بأنفسنا وتدبير شئون حياتنا وضعفت الحمية والمروءة في نفوسنا، حتى قام مفكرونا ليدينوا فعل الأبطال، ويترحموا على ضحايا الاحتلال، ونسوا ضحايانا الذين لم تجف دماؤهم بعد في غزة وفي غيرها من البلاد المنكوبة، بل نسوا دماء القاضي زعيتر الأردني وغيره ممن اغتالهم الاحتلال بدم بارد وعشرات السجناء الأردنيين الذين يعانون الأمرين في سجون الاحتلال، وكأن هذا النقاش البارد في جواز الفعل الذي قام به الدقامسة يذكرنا بسؤال أهل العراق عن حكم قتل البعوض وقد قتلوا الحسين،ومن هنا نقول إن ما فعله الدقامسة يبقى بطولة وإن مقاومة الاحتلال ستبقى دائما وأبدا بطولة ومشروعة في كل وقت وحين.