أكَّدت هيئة علماء فلسطين في الخارج على حرمة تسليم أيّ مجاهد مقاوم للأعداء تحت أيّ ذريعة أو مبرّر كان، وأنَّ أيَّ اتفاق ينصّ على ذلك لا يعدّ شرعياً؛ حيث استُثنيتْ النساء بنصِّ كتاب الله تعالى.
وقالت الهيئة في بيان لها، يوم أمس السبت، تلقت (بصائر) نسخة منه، تعقيباً على قرار الولايات المتحدة الأمريكية مطالبتها الأردن تسليم الأسيرة المحرّرة المجاهدة أحلام التميمي بذريعة تسببها بقتل مواطنين أمريكيين، قالت: إنَّ الأمر "يكون أشدّ حرمة وأعظم عند الله تعالى إذا كان متعلقاً بامرأة مجاهدة مسلمة".
وأوضحت الهيئة أنَّ "مطالبة أمريكا هذه تمثل ذروة الازدواجية الوقحة في التعامل؛ إذ تأتي هذه المطالبة في ذكرى قتل الكيان الصهيوني للناشطة الأمريكية راشيل كوري التي سحقتها الجرافات الصهيونية على مرأى ومسمع العالم كله، وهي تدافع عن حق الشعب الفلسطيني في الحياة في أرضه، ولم نسمع من أمريكا أيّة كلمة تطالب فيها بالمجرمين الذين قتلوا هذه الشابة المدنية العزلاء".
وأضافت بالقول: "إنَّ أمريكا ترسل أبناءها ليكونوا جنوداً مرتزقة في جيش الكيان الصهيوني الغاصب يشاركون في قتل أهلنا وأبنائنا وتدنيس مقدساتنا واغتصاب أرضنا وديارنا، حتى إذا قُتِلوا متلبسين بالعدوان جعلتهم مواطنين مدنيين أبرياء". مؤكّدة على أنَّ "قتال وردّ عدوان أي مقاتل ينخرط في جيش الاحتلال الصهيوني من أعظم الواجبات الشرعية أيًّا كانت جنسيته ودينه".
وشدّدت هيئة علماء فلسطين في الخارج على إدانة هذا القرار، معربة في الوقت نفسه، على ثقتها بالأردن الشقيق قيادة وحكومة وبرلماناً في رفض هذه المطالبات، والوقوف في وجه العربدة الأمريكية الصهيونية، مثمّنة جميع حملات التضامن مع الأسيرة المحررة المجاهدة أحلام التميمي، ودعت إلى المزيد منها كي يعلم الأمريكان والعالم كله بأننا لا نترك مجاهدينا وحرائرنا أبداً.
وفي ختام البيان، أعلنت هيئة علماء فلسطين في الخارج عن منح الأسيرة الحرة المجاهدة أحلام التميمي العضوية الفخرية للهيئة؛ إذ إنَّها رمز من رموز أمتنا وجهادنا، وكوكب دري في سماء الجهاد وفلسطين.
يذكر أنَّ أحلام التميمي هي أسيرة محرّرة، بدأت النضال في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسَّام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أثناء انتفاضة الأقصى عام 2000م، لتكون أوَّل امرأة تلتحق بهذه الكتائب.
وقادت العملية الاستشهادية التي نفذها الاستشهادي عزّ الدين شهيل المصري في مطعم "سبارو" بالقدس المحتلة يوم 9 أغسطس/ آب 2001م، وأسفرت عن مقتل 15 صهيونياً، واعتقلتها قوات الاحتلال يوم 14 سبتمبر/أيلول من نفس العام، بعد اقتحام منزل والدها في قرية النبي صالح.
حُكم عليها بالسجن المؤبد 16 مرَّة، بتهمة المشاركة في تنفيذ العملية الاستشهادية، وقضت في سجون الاحتلال الصهيوني عشر سنوات، وأفرج عنها يوم 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2011م، ضمن الدفعة الأولى لصفقة تبادل الأسرى "وفاء الأحرار".