لماذا قبل الأربعين؟ سأترك لك اكتشاف الإجابة بنفسك... وأدعوك لقراءة الكتاب!
قرأت في الآونة الأخيرة كتاباً متميزاً، لعله من أهم الكتب التي بإمكانها أن تأخذ بيد #المرأة إلى النجاح المحقق، بعنوان: (عشرة قرارات ذكيّة قبل الأربعين) للدكتورة/ تينا ب. تسينا (طبيبة نفسانية في ولاية كاليفورنا الأمريكية) وصاحبة نتاج وفير من الكتب في مجال الأسرة، المرأة والطفل، وقد حظيت كتبها برواج خاص وترجمت إلى عشرات اللغات.
والكتاب يتناول جوانب واقعية في حياة المرأة، لا مجرد نصائح عابرة، بعد قراءته ستكتشف المرأة أن اتخاذ بعض القرارات الصائبة قبل بلوغ سن الأربعين، ربما يتيح لها الفرصة لتعيش حياة حقيقية، تهنأ خلالها بالراحة والأمان والمتعة والحب، مع بعض المرونة لمواكبة ظروف الحياة الاقتصادية والاجتماعية المتغيرة.
الاختيارات الذكية ليست محض مصادفة:
بالتدوين، وبالتصالح مع الواقع، يمكن للمرأة أن تخطو الخطوة الأولى، وتشير المؤلفة إلى أنه لابد من وضع خُطتين على الأقل للاحتياط والمرونة، ثم تنفيذ الأصلح أو الأكثر توافقًا مع الظروف، ويفيد استخدام هذا الأسلوب إذا كانت الخطة الأصلية تضم الكثير من المخاطر غير المتوقعة.
وحسب رأي د. تينا، ينبغي أن يتحلى صانع القرار بصفات خمس؛ لاتخاذ قرار ذكي:
1. الوعي ومعرفة النفس.
2. الدراسة والبحث.
3. الملاءمة.
4. توفر المساندة.
5. احترام الذات.
ويكمن سر المرأة القادرة على اتخاذ القرارات بحزم، في اعتمادها على أرضية ثابتة من المبادئ الصائبة.
كما أن القرار السليم لا بد أن يؤدي إلى زيادة احترام النفس، فإذا قررت المرأة أن ما تفكر به هو أفضل ما تقوم به في ظل الظروف المتاحة، ثم لم تكمل خطوات تنفيذه، فيعني أن الاختيار سلبي".
الماضي مدرسة ومرشد، فلا تجعليه سجناً:
من شأن هذا الاعتقاد أن يساعد في تخلص المرأة من أغلب مشكلاتها الحالية، كما أن المشكلات المرتبطة بالطفولة والعلاقات السابقة والتجارب الفاشلة في العاطفيات والعمل والمهام التي لم تكتمل، قد تكون مؤلمة لها، ولذلك، فإن عدم استئصالها بقرار حازم، يجعل المرأة تتوانى عن تولي مسؤوليتها الشخصية في معرفة نفسها، وقد تسيطر على حياتها وتثير انفعالاتها سلباً، وبالتالي لن تستطيع تولي زمام الأمر بصورة واقعية وصحيحة.
تعتقد د. تينا بأنه من الصحي البقاء بقرب من يبعثون البهجة في نفوسنا، وقصر علاقاتنا بأولئك السلبيين الذين يثيرون المشاكل ؛ على النقاشات السطحية كالأحوال الجوية والأحاديث العابرة.
حددي أولوياتك، واحتفلي بالنجاح مهما رأيته صغيراً:
إن تحديد الأهداف يتيح للإنسان فرصة التشبّع من الاحتفال بالنجاح، حتى لو كانت لحظات قصيرة، فالاحتفال بالنجاح وتحقيق الأهداف يمثل دافعًا للمضي في تحقيق الهدف التالي، وهكذا فإن معادلة النجاح تصبح: الاحتفال + التقدير= الدافع.
معادلة النجاح هي: الاحتفال + التقدير = الدافع
تقول د. تينا: "غالبا ما تتصارع الأولويات الداخلية مع الأولويات الخارجية، فالاحتياج لقدر كبير من الحرية الشخصية كأولوية داخلية، حين يتصارع مع الحاجة لتقدير المجتمع كأولوية خارجية، يتطلب قدراً من المرونة؛ للتوافق مع معايير المجتمع حتى يعترف بك ويمنحك ما تحتاجين إليه من تقدير"
صدقي جمالك الداخلي:
على المرأة أن تتعلم كيفية التفكير والنظر إلى النفس بعيون إيجابية وإبراز أفضل ما تتسم به من مواهب ومميزات؛ لأنه كفيل بإشباع الاحتياجات بشكل ناجح، ويشجع على حسن التصرف بصورة تترك انطباعا إيجابيا لدى الآخرين، وتُحذر الكاتبة من تقليد عدد كبير من النساء اللواتي يجمعن قدرا رائعا من المواهب والمهارات والتجارب والخبرات والسمات الشخصية المتميزة لكنهن ينتقدن أنفسهن بحدة ويقللن من قدراتهن.
لا تتوقفي عن التعلّم والتمرّس:
تضع المؤلفة المرأة في هذه الزاوية أمام مرآة مكبّرة لتكتشف نقاط الضعف فيها بنفسها، ثم تضعها تحت عدسة مكبّرة لتصل إلى أدق تفاصيلها، وترى أن المرأة بحاجة لذلك جداً، خاصة أمام تحديات وسائل التكنولوجيا الحديثة، فتحثها على مواصلة الدراسة والتعلم والتدرّب، بغض النظر عن عمرها والقوانين المختلفة التي يضعها المجتمع ولا تناسبها كفرد حرّ.
اهتمي بالتواصل الاجتماعي:
تحتل مهارات التواصل منزلة كبيرة في جميع مسارات الحياة؛ لأن القدرة على الفهم وإفهام الآخرين تمثل أساس أي نجاح سواء في العلاقات الأسرية أو المعاملات العملية أو المواقف اليومية مع جميع أنواع البشر.
تحتل مهارات التواصل منزلة كبيرة في جميع مسارات الحياة؛ لأن القدرة على الفهم وإفهام الآخرين تمثل أساس أي نجاح
وترى د. تينا، أن أفضل أسلوبين من أساليب التواصل المؤثر، هما: الإنصات العملي والتحدث اليقظ. فالإنصات العملي: هو إلقاء الانتباه لما يقوله الشخص الآخر بنفس الطريقة التي تحبين أن ينتبه بها إلى ما تقولينه. أمّا التحدث اليقظ: فهو أسلوب فهو الحرص على الاحتفاظ بانتباه من حولك، والمستهدفين من نشاطك الحالي؛ حتى تستطيعي توصيل أفكارك بسلاسة وانسياب، وخلق نقاش فاعل.
اقرئي، ثم اقرئي:
البحث الدائم عن المعلومات، يعطي صاحبه تميزا في جميع مجالات الحياة، في وظيفته، وفي المواقف الاجتماعية مع الأسرة والأولاد ، والقراءة تنعش الصحة العقلية والبدنية. كما أن الكتب باتت تستخدم لإصلاح العلاقات والاطمئنان على الأحوال الصحية والشخصية، والمشكلات العاطفية، حتى أن هذا الاتجاه اكتسب اسما وهو العلاج بالكتب.تفاعلي مع النسيج الاجتماعي المحيط:
شبكة العلاقات الاجتماعية المحيطة سوف تساعد المرأة أينما كانت وفي أي موقف، واستغلال العلاقات بالطريقة الصحيحة، سوف يخدم حياتها الوظيفية والشخصية، وفور إقامتها لروابط متينة مع الآخرين فسوف تكتسب محيطا عريضًا من المصادر التي ستجعل حياتها أكثر سهولة وسعادة، كما أن من تعمل معهم يمكنهم أن يجعلوا حياتها أسهل بكثير من خلال التعاون والتضامن.
حافظي على استقرار مالي:
المال عامل أساس لاستقرار المرأة، فمن الضروري أن تقرر تأمين وضعها المادي، إذ لا بد أن تمتلك المرأة مالًا خاصًا بها وغرفة بمفردها، وقد شبّهت الميزانية بالحمية الغذائية، وبأنها أحد التصرفات التي تمتلك الكثير من النساء نوايا حسنة بشأنها مع ذلك لا يستطعن تنفيذها، لكن عندما تعرف المرأة كيف تتعامل مع مثل هذه الأمور فسوف يصبح وضع الميزانية أسهل بكثير من الحفاظ على حمية غذائية.
تقول د. تينا: "على الرغم من أن أمك وجدّتك قد اعتمدتا على الرجال في حياتهما، سواء كان أبا أو زوجًا في اتخاذ القرارات الخاصة بالوضع المالي للأسرة، إلا أنه يجدر بك ألا تسمحي لأحد أن يكون مسؤولا عن تأمين احتياجاتك المادية أو أن يتولى زمام مستقبلك المادي اليوم"
وازني بين العمل والمتعة:
الترويح عن النفس باللعب واللهو يعيد الروح إلى الجسد الإنساني، بعد أن يستهلكها العمل المتواصل، والكاتبة حين تشير للمتعة لا تعني الضحك طوال الوقت، لكنها تنصح المرأة بقضاء بعض الوقت كل يوم في الصلاة أو التأمل أو التقارب الروحي مع النفس؛ لأن ذلك يساعد في الحفاظ على الإيمان بالقيم ويعزز معنى الحياة وقيمة الأهداف الكبرى، فالصلاة والتأمل يعيدان شحن الطاقة الروحية.
يقول أحد الأمثلة الصينية "إذا كنت تريد أن تكون سعيدا لستة أشهر فتزوج وإذا كنت تحب أن تكون سعيدا حتى نهاية حياتك فتعلم الاعتناء بحديقتك".
أخيراً...
لن يليق بالمرأة التي تمثل نصف المجتمع شكلياً، وكل المجتمع ضمنياً، أن تقف مكتوفة الأيدي، عاجزة عن اتخاذ قرار صائب يخصها، فتقضي عمرها مشوّشة الفكر؛ لأنها ليست منعدمة الحيلة، ولا سلطان لأحد على حياتها الخاصة، وقراراتها الشخصية.
لن يليق بالمرأة أن تقف مكتوفة الأيدي، فتقضي عمرها مشوّشة الفكر، عاجزة عن اتخاذ قرار صائب يخصها؛ لأنها ليست منعدمة الحيلة
ولذلك فإنه من الواجب عليها اتخاذ قرارات حكيمة وذكية ومدروسة بعناية، تمنحها الراحة والازدهار مستقبلاً، كي لا تقع فريسة الإحباط واليأس نتيجة تضييع الفرص، أو اتخاذ قرارات في غير محلّها، تضطر لدفع ثمنها لاحقاً من إحساسها وجسدها وأمانها.
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- • كتاب 10 قرارات ذكية قبل الأربعين/ تأليف: د. تينا ب. تسينا، ترجمة: خلود الخطيب. من منشورات دار هلا للنشر والتوزيع.