مكّة المكرّمة: مؤتمر دولي يبحث الاتجاهات الفكرية بين حرية التعبير ومحكّمات الشريعة

الرئيسية » بصائر من واقعنا » مكّة المكرّمة: مؤتمر دولي يبحث الاتجاهات الفكرية بين حرية التعبير ومحكّمات الشريعة

نظمت رابطة العالم الإسلامي، في مكّة المكرّمة، أيام الأحد والإثنين والثلاثاء 19-21 آذار (مارس) الجاري، مؤتمراً دولياً بعنوان: "الاتجاهات الفكرية بين حرية التعبير ومحكّمات الشريعة"، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبحضور نخبة من علماء الأمَّة الإسلامية والباحثين والمفكرين.

الجلسة الافتتاحية:

في الجلسة الافتتاحية، يوم الأحد 19 آذار (مارس)، وفي كلمة المشاركين في المؤتمر، ألقاها نيابة عنهم رئيس الشؤون الدينية التركية الدكتور محمد غورمز قال: "إنَّ الحضارة الإسلامية هي حضارة كلام والكلام لباس للمعنى والمعنى نواة للفكر والفكر دعامة يبتني عليها صرح الحياة بكل جوانبها".

وأكَّد أنَّ "فهم النصوص متوقف على فهم صحيح لألفاظها، ولهذا السبب بالذات تناول الأصوليون المباحث اللفظية بإسهاب وقتّلوها بحثاً، وكان كل همهم تحديد إمكانيات الدلالات اللفظية؛ إلاَّ أنَّ الدلالات عملية تستهدف وصول المعنى إلى المخاطــب". وأضاف بالقول: "إنَّ عدم وصول المعنى إلى المخاطب يعني عدمَ تحقق الدلالة، لأنَّ الله عزّ وجل وضع الشريعة للإفهام".

وبيَّن غورموز "أنَّ الإسلام يتكوَّن من مجموعة من المبادئ والكليات والثوابت والمحكمات والمثل العليا التي خرجت إلى حيز الوجود واكتملت بالتدريج مع نزول الوحي لمناسبات إنسانية متغيرة ومتطوّرة.. فالحياة في الفكر الإسلامي ليست راكدة ولا جامدة بل هي ظاهرة حية ومفعمة بالحركة المستمرة، والإسلام طريق، وصراط، وشريعة وليس محطةً أو منزلةً من منازل الطريق".

بدوره، قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى: "إنَّ العصر الذي نعيش فيه عصر التجاذبات الفكرية والاستقطابات الثقافية من كل لون، والافتتان بالتطورات والتغيرات التي تستهدف كل شيء في حياتنا، وتهدد أعز وأقدس ما نملك، وما يعطي حياتَنا مغزاها، إسلامَنا الذي ارتضاه الله تعالى لنا، وأكمله وأتم به النعمة".

وأوضح العيسى أنَّ من "أهم ما برز في تطورات الحياة الاجتماعية والمدنية في الغرب، وكانت له أصداء قوية في عالمنا الإسلامي، لاحتدام الجدل حوله، موضوع الحرية الشخصية، وأهم ما يتجلى في جوانبها حريةُ إبداء المعتقدات والأفكار المختلفة، والتعبير عن الرأي بشتى فنون التعبير، وفي مختلف الوسائل التي توصل الإنسان إلى المجتمع والرأي العام، كالتأليف والإعلام والفن".

وعبَّر عن أمله في أن يسفر هذا المؤتمر عمَّا يرجى منه من نتائج تعزز الأمن الفكري للأمة، وتسهم في تبديد ما يثار من الشبهات حول موقف الإسلام من الحقوق والحريات، ومن أبرزها حرية التعبير، في خضم التحولات المتسارعة والانفتاح الواسع على الثقافات والأفكار، وما يستتبعه من انتشار الدعوات المنحرفة عن جادة الحق والهدى الذي جاء به الإسلام".

بدوره، قال رئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي، مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ: "إنَّ الإسلام جاء لهداية البشرية، وإخراجهم من ظلمات الكفر والضلال إلى نور الإيمان والهداية إلى الصراط المستقيم، وقد نزل الله كتابه الكريم فيه الهدى والبيان والنور والشفاء لما في الصدور".

وأضاف بالقول: "وقد تضمَّن هذا الكتاب الكريم بيان جميع الأحكام المتعلقة بأمور العقيدة من الإيمان بالله وكتبه ورسله والإيمان بالغيب والإيمان بالآخرة وما فيها من البعث والنشور والجزاء ثم الحياة الأبدية إما في الجنة والنعيم للمؤمنين أو في النار والجحيم للكافرين.

موضحاً أنَّ القرآن الكريم  "بيَّن جميع الأحكام المتعلقة بالإنسان في هذه الحياة الدنيا، من تنظيم الأمور الشخصية للفرد، والشؤون المتعلقة بالجماعة، والأسرة المسلمة، والمعاملات، والقضاء، والعلاقات بين أفراد المجتمع المسلم بمختلف طبقاته".

جلسات المؤتمر:

تضمَّن المؤتمر الدولي "الاتجاهات الفكرية بين حرية التعبير ومحكّمات الشريعة"، أربع جلسات عملية، كانت الجلسة الأولى: بعنوان : "تحرير المفاهيم والمصطلحات"، وتناولت الجلسة الثانية موضوع "حرية الرأي والتعبير عنه في الشريعة الإسلامية – التأصيل والضوابط".

بينما ناقشت الجلسة الثالثة موضوع: "شبهات الاتجاهات الفكرية في ضوء محكّمات الشريعة"، وكانت الجلسة الرّابعة بعنوان: "نتائج وآثار الانحرافات الفكرية". وبحث المشاركون في الجلسة الخامسة والأخيرة موضوع: "أسباب الاتجاهات الفكرية المنحرفة وعلاجها".

يذكر أنَّه في ختام هذا المؤتمر الدولي، سيصدر عنه، ميثاق يعبّر عن نتائج المؤتمر بعنوان: "ميثاق المؤتمر الدولي للاتجاهات الفكرية بين حرية التعبير ومحكّمات الشريعة".

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال

شاهد أيضاً

من عوامل ثبات أهل غزة

قال تعالى: {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم …