مفاتيح أساسية لصناعة القرارات المصيرية! (1-2)

الرئيسية » بصائر تربوية » مفاتيح أساسية لصناعة القرارات المصيرية! (1-2)
more-freedom-artificial-intelligence-makes-our-decisions-6

في زمن تعددت فيه المتغيرات والظروف وتنوعت القرارات، أضحى الحديث عن موضوع كاتخاذ القرار أمرًا مهمًا وشائكًا في آن واحد. ونورد هنا طرقًا وأساليب جديرة بإذن الله أن تساعدنا على اتخاذ القرارات في شتى المواقف:

 كتابة قائمة بالخيارات المتاحة:

مثلا: إذا فقد أحدهم وظيفته مؤخرًا، فهو أمام خيارين لا ثالث لهما:

1- إما أن يغرق في دائرة الحزن والاكتئاب.
2- وإما أن يبدأ في البحث عن فرص عمل أخرى.

مثال آخر: إذا كانت إحداهن غير سعيدة في زواجها أو تتعرض للأذى فيه، فهي كذلك أمام أحد هذين الاختيارين الرئيسيين (وقد تظهر خيارات أخرى باختلاف الظروف والأحوال):
1- إما طلب الطلاق وإنهاء مشاعر الألم والأسى.
2- وإما الاستمرار خوفًا من عواقب الطلاق.
وقس على هذا!

توقّع أسوأ الاحتمالات والاستعداد لها:

من أكثر الأمور التي قد تربك كثيرين عند اتخاذ قرار معين، وربما تمنعهم من اتخاذه بالكامل، هو الخوف من العواقب السلبية، سيما وإن كانت وخيمة

من أكثر الأمور التي قد تربك كثيرين عند اتخاذ قرار معين، وربما تمنعهم من اتخاذه بالكامل، هو الخوف من العواقب السلبية، سيما وإن كانت وخيمة. ويقترح "ديل كارنيجي" DALE CARNEGIE في كتابه "دع القلق وابدأ الحياة" أسلوبا فعالًا للتغلب على مثل هذا النوع غير العملي من القلق، وهو أن يتخيل الإنسان أسوأ العواقب لأي قرار، وكيفية التعامل معها، ويوطِّن نفسه على هذا الأساس. ويشرح "ديل" أن هذه الاستراتيجية عملية جدًا، وتساعد على تلاشي الكثير من مشاعر القلق، كما توجه التركيز نحو عملية صنع القرار:

مثال على هذه الاستراتيجية:

إذا قرر أحدهم ترك وظيفة معينة لظروفها السيئة أو مرتبها المنخفض، وهو لا يملك أي بدائل حاليـــة. فأسوأ ما يمكن أن يحدث كمثال هو "ألا يتمكن من العثور على وظيفة لعدة أشهر مثلًا وربما تزيد". وبالتالي سينتهي إلى عدة خيارات، يعمل على تطبيقها إذا ما حدث بالفعل "أسوأ" هذه الاحتمالات :

1- الرضا بأي عمل بديل مؤقت، وإن لم تتوفر فيه الظروف المطلوبة.
2- استخدام طرق ووسائل مختلفة للحصول على وظيفة سواء عبر الإنترنت، أو من خلال الوسائل التقليدية، وذلك لتقليل المدة التي سيكون فيها بغير عمل.
3- أن يحرص على أن يكون لديه مدخرات كافية تعينه على إعالة نفسه فترة من الزمن، لحين الحصول على وظيفة، أو في حال كان مسؤولًا عن إعالة أسرة.
4- إيجاد أنشطة وأعمال بديلة تشغل الوقت وتصقل المهارات.

إذا توقع الإنسان أسوأ الاحتمالات، وجهز الحلول المناسبة لها، فإن هذا من شأنه أن يعينه على صنع القرار، وتحمل التَّبعات بروح طيبة

وهكذا يرى "ديل كارنيجي" أنه إذا توقع الإنسان أسوأ الاحتمالات، وجهز الحلول المناسبة لها، فإن هذا من شأنه أن يعينه على صنع القرار، وتحمل التَّبعات بروح طيبة.

استيعاب ثقافة دفع الثمن:

وهي إدراك استحالة حصولنا على كل شيء في آن واحد، وبلا أي مقابل أو ثمن. فعدم استيعاب هذا المبدأ، يجعل من اتخاذ القرار أمرًا صعبًا، بل ومستحيلًا في بعض الأحيان. فمثلًا، إذا ما عمل أحدهم في وظيفة مرموقة وذات عائد مادي ضخم، ففي الغالب سيتطلب الأمر قضاء ساعات عمل طويلة. وبالتالي، التخلي عن كثير من أوقات الفراغ، بل وضعف أو انعدام كثير من العلاقات الاجتماعية.

وتظهر ثقافة دفع الثمن جليَّا في حياة الصحابة رضوان الله عليهم. فمن أجل نشر الرسالة المحمَّدية هناك من الصحابة من عُذِّب، وهاجر، وترك أهله وأحبته وماله، بل وضحى بنفسه. وكان هذا في مقابل انتشار دين السلام، والذي زرع الإيمان واليقين والأمل في قلوبهم وعقولهم، بأنَّه غدًا سيعلو وينتصر ويكتسح الأرض وقد كان، وفي المقابل كان هناك الكثير من التضحيات.

ونستكمل بإذن الله ذكر بقية المفاتيح في الجزء الثاني من هذا المقال.

معلومات الموضوع

اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة ومترجمة من مصر، مهتمة بقضايا التعليم والأسرة والتطوير الذاتي

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …