قبل الولوج لخطوات التفكير الابتكاري و#الإبداع علينا أن نعرف معناهما والفرق بينهما.
فالإبداع من الناحية اللغوية هو إنتاج شيء على غير نموذج سابق، أما على المستوى الفلسفي، فالإبداع إيجاد شيء من شيء، أي تأليف شيء جديد من شيء سابق موجود سلفاً، كما هو الشأن في الإبداع الفني أو العلمي، وكذلك الإبداع من إيجاد شيء من لا شيء، أما الإبداع الدائم فهو في نظر الفلاسفة الفعل الذي يبقى أثره في العالم ويحفظه.
أما #التفكير الابتكاري فيتمثل بالأفكار الجديدة التي ينبني عليها الإبداع، ولكنها لا يمكن أن تسمى إبداعاً لأنها تبقى طي الأفكار، وما لم تخرج إلى حيز التنفيذ والتطبيق تبقى لا قيمة لها، وننوه أن الأفكار الابتكارية هي الخطوة الأولى في طريق الإبداع، ولا مشكلة في التقليد، فيمكن للشخص الحصول على براءة اختراع وإبداع إن أضاف على الشيء المقلد وغيَّر به ما نسبته 25 في المائة من المنتج الأصلي.
في هذا المقال نحاول المساعدة في كتابة الأفكار الابتكارية الجديدة، والحصول على براءات اختراع جديدة، بعشرة خطوات فقط، وسنستخدم مثال "القلم" لذلك.
الخطوة الأولى: حدد الأمر الذي تريد تطويره، فلا يوجد شيء اسمه الإبداع المفتوح، بل علينا التحديد بالدقة ما هو الشيء الذي نريد تطويره، ثم دوّن كل الأفكار التي تخطر ببالك لتطوير هذا الشيء واكتبها باختصار، فهناك عدد لا محدود من الأفكار الجديدة تضيع لأنك لم تدونها.
الخطوة الثانية: يحدث الإبداع في التفكير الجانبي وليس التفكير النمطي التقليدي، أي يبنى بالتفكير القائم بالخيال، ومن يستطيع التفكير خارج الصندوق هو الشخص الذي يستطيع أن يولد أفكاراً إبداعية جديدة، وقد تكون هذه الأفكار في بدايتها مجنونة في عالم الخيال والحلم، أو غير قابلة للتطبيق لكنها تتحول فيما بعد لأفكار واقعية.
من يستطيع التفكير خارج الصندوق هو الشخص الذي يستطيع أن يولد أفكاراً إبداعية جديدة، وقد تكون هذه الأفكار في بدايتها مجنونة في عالم الخيال والحلم، أو غير قابلة للتطبيق لكنها تتحول فيما بعد لأفكار واقعية
الخطوة الثالثة: تعتبر هذه مرحلة التحضير حيث سنستخدم بعض الكلمات المفتاحية اللازمة لتطوير عملك ومن أهمها "المستقبل، الماضي، الفضاء، باطن الأرض، البحر، الصحراء، الكمبيوتر، المكتبة، الأطفال، النساء، الرجال"، ولو ضربنا مثال القلم: هل نستطيع تطوير قلم على شكل ريشة؟، حين يلمسه الأطفال يبدأ بالارتجاج والإضاءة لتشجيعهم على الكتابة، يتسطيع تخزين آلاف الملفات الالكترونية....إلخ.
الخطوة الرابعة: إسأل ماذا لو؟ وهذا السؤال يخترع عدداً كبيراً من الأفكار الابتكارية، ولو طبقنا المثال على القلم... ماذا لو كان القلم يقرأ الأفكار ويكتبها، ماذا لو كان القلم لا يحتاج إلى حبر؟ وتعتبر ماذا لو من أقوى طرق الإبداع.
الخطوة الخامسة: هي مرحلة التحري، وفيها يتم دراسة الواقع عن المنتج أو الفكرة التي تريد توليدها وتطويرها لتتحول إلى فكرة إبداعية، حيث علينا معرفة كافة الأفكار والمنتجات الموجودة في السوق، أو عبر الإنترنت عن الشيء الذي تريد تطويره، ونستخدم فيها "الإضافات الاختيارية" مثال "قلم يكتب وفيه آلة حاسبة ويستطيع تخزين المعلومات الإلكترونية..."، ومن ثم دراسة عوامل ضعف المنتج وعلى مثال "القلم" ينتهي الحبر فيه، هل من الممكن إنتاج قلم لا ينتهي فيه الحبر؟، وبعدها دراسة العوامل الأولية للفكرة أو المنتج، مثلاً قلم مصنوع من مادة جديدة، أو قلم مصنوع من كل الألوان كلما لمسته تغير لونه.
الخطوة السادسة: تعرف هذه بمرحلة التحول، وهي قائمة على تغيير الفكرة البذرية باستخدام الكلمات المفتاحية لتتحول إلى إبداعات مختلفة، مثال التغيير من الداخل، يشبه تماماً تغيير السرير من الداخل كان يملأ بالإسفنج، ثم بالماء، وفي هذه المرحلة هناك كلمات مفتاحية "لعكس، جزّء، لدمج، دوّر.."حاول أن تعكس استخدامات الشيء، هل فكرت بقلم ثابت وورقة متحركة، أي أن الورقة تكتب على القلم؟ يشبه تماماً الخرائط الهندسية التي تصمم اليوم، وفي تجزيء القلم هل يمكن لإنتاج قلم مكون من أربعة أشياء فوق بعضها في بدايته قلم، بعدها جزء فيه كشاف ضوء، بعدها عطر، بعدها مقياس حرارة الجو ويتفكك كل جزء على حدة، والإبداع هو دمج أمور مختلفة، فمثلاً "قلم وأنف" حين دمجهما يمكننا صناعة قلم يخرج رائحة عطر معينة وقت الشروق ورائحة ثانية وقت الغروب.
الخطوة السابعة: هذه تعرف مرحلة التنوير، وهي مقدرتك على انتقاء الفكرة الصحيحة من بين العدد الكبير من الأفكار التي أنتجتها في التنقيب في حقول الخيال، على أن تكون الفكرة "جديدة، واقعية، بسيطة، متعددة الأشكال...".
الخطوة الثامنة: في هذه المرحلة سنقيّم الفكرة ونعالج ونعدّل بعض الأخطاء من خلال عرضها على المختصين، من ناحية استخدامها، وطريقة عرضها، وما هي أنواع المواد المستخدمة في إنتاجها، وما هو رأي التكنولوجيا فيها، حتى نخلص إلى تعديل الفكرة الابتكارية بشكل قابل للتطبيق.
الخطوة التاسعة: نصل خلال هذه الخطوة إلى التنفيذ بعد أن تم تعديل الفكرة وتطويرها، وإن وقفنا عند هذه الخطوة يسمى كل ما سبق فكرة ابتكارية، وإذا ما تم تنفيذها تتحول إلى إبداع.
الخطوة العاشرة: ابحث سريعاً عن ممول أو حاضنة لفكرتك، ولا تبقيها طي الكتابة والتصميم، فمئات الآلاف من الأفكار ظلت بدون أي معنى لأنها لم تنفذ.
بهذه الخطوات العشر قد تصل إلى كتابة فكرة ابتكارية وتطويرها، وتحويلها إلى إبداع جديد، ومشكلتنا اليوم في بناء مراكز قادرة على توليد أفكار ابتكارية، وتبنّيها، وقد تظل هذه النقطة شاغرة وفرصة متاحة لجميع القادرين لتمويل الأفكار البذرية القادرة على تحقيق النهضة العربية والمجد الذي ضاع حين كنا أهل النهضة والتطور.