جدَّد مؤتمر فلسطينيي أوروبا التأكيد على أنّ الموقف من أي مشروع أو مبادرة لحل قضية شعبنا إنَّما ينبني على مدى ضمانه حق العودة وتقرير المصير والتحرر من الاحتلال وانسجامه مع معايير العدالة والإنصاف دون أي تنازل عن حقوق شعبنا الثابتة في أرضه التاريخية ودياره السليبة.
وشدَّد المؤتمر الذي انعقد في دورته الخامسة عشرة يوم السبت 15 نيسان/ إبريل 2017 في مدينة روتردام الهولندية، تحت شعار "مائة عام، ننتصر لا ننكسر"، أنَّ الشعب الفلسطيني لن يتهاون مع أيّ تجاوز لثوابته المؤكدة وحقوقِه غير القابلة للتصرّف ومطالبه المشروعة.
وقال البيان الختامي للمؤتمر الذي نظمته مؤسسة مؤتمر فلسطينيي أوروبا ومركز العودة الفلسطيني والجالية الفلسطينية والبيت الفلسطيني في هولندا، وحضره آلاف الفلسطينيين والفلسطينيات الذين توزّعوا على وفود وجماهير غفيرة وممثلي مؤسسات ونقابات واتحادات وتجمعات وقيادات وشخصيات فلسطينية جاءته من أرجاء القارة الأوروبية: " نؤكّد للعالم أجمع بعد مائة سنة على وعد بلفور أنّ هذا الشعب لن ينكسر وسيواصل مسيرته بعزيمة وثبات حتى تتحقّق مطالبه العادلة وينتزع حقوقه الثابتة، ونحثّ مؤيدي الحقوق والعدالة والقيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية في كلّ مكان على الوقوف إلى جانب قضية فلسطين العادلة، ومقاطعة الاحتلال ونزع الاستثمارات من مؤسساته ومرافقه وفرض العقوبات عليه".
وأكَّد المؤتمر في بيانه الختامي على أهمية تطوير الأدوار الوطنية لشعبنا الفلسطيني في الخارج ومشاركته في القرار السياسي الفلسطيني وفي مؤسسات العمل الوطني، بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية، مع أهمية استعادة دورها، وإعادة بناء مؤسساتها بالانتخاب على أسس ديمقراطية جديدة، وإشراك مختلف قطاعات شعبنا في الداخل والخارج فيها وإنهاء أشكال الانقسام كافة.
وندَّد المؤتمر بالانتهاكات الجسيمة التي يقترفها الاحتلال بحق مدينة القدس، عاصمة فلسطين وقلبها النابض، وبحق أبناء شعبنا المقدسيين ومساكنهم ومؤسساتهم.
ودعا المؤتمر الكل الفلسطيني إلى التوافق على حل كافة إشكاليات قطاع غزة الداخلية وعلى رأسها أزمة الرواتب وما نتج عنها مؤخراً ضمن صيغة تحفظ حقه وتضع قضية الحصار كهم وطني فوق الاعتبارات الحزبية.
وبعث المؤتمر بالتحية إلى الأسرى في سجون الاحتلال، وأكَّد على أنّ قضيتهم ستظل في صدارة اهتمامات شعبنا الفلسطيني في المنافي الأوروبية حتى فك قيودهم وتمكينهم من الحرية، وملاحقة سجانيهم بأدوات القانون والعدالة، وتحويل سجون الاحتلال إلى مزارات مفتوحة للعالم في فلسطين الحرة.
وحيّا مؤتمر فلسطينيي أوروبا انطلاق المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، الذي يؤكد عزمَ شعبنا الفلسطيني خارج وطنه المحتل على تطوير حضوره وجهوده لانتزاع حقوقه الثابتة وتحقيق مطالبه المشروعة، وتفعيل دور شعبنا الفلسطيني في الخارج على المستويات المتعددة.
وطالب المؤتمر الدول والمنظمات والهيئات الأوروبية والدولية بالوقوف في ما يتعلق بقضية فلسطين عند التزاماتها المبدئية نحو العدالة وحقوق الإنسان والقانون الدولي، وعزل نظام الاحتلال، وإلغاء أشكال الدعم والتعاون والشراكة معه دون إبطاء، وفرض عقوبات عليه ومحاسبته على الانتهاكات الجسيمة التي يقترفها بحق شعبنا الفلسطيني.
يذكر أنَّ المؤتمر قد ناقش في أعماله وجلساته وملتقياته التخصصية وورش العمل وفعالياته المنوعة، واقع قضية فلسطين، وتطوير قدرات شعبنا الفلسطيني في المنافي الأوروبية بشرائحه المجتمعية المتعددة ومؤسساته وتجمعاته ونقاباته ومجتمعه المدني