يسعى الاحتلال الصهيوني إلى فرض أمر واقع في المسجد الأقصى المبارك عبر الاقتحامات المتكرّرة والمُمنهجة التي يقوم بها المستوطنون والجماعات الصهيونية المتطرّفة تحت رعايته وحمايته، في محاولة لتقسيم المسجد زمانياً ومكانياً.
غير أنَّ محاولاته المستمرة تبوء بالفشل في كلّ مرّة، بفضل كثافة شدّ الرّحال إلى الأقصى وتصدّي المرابطين وحرّاس الأقصى المبارك لتلك المحاولات، لذلك يقوم الاحتلال باستهداف حرّاس الأقصى المبارك بالتهديد والاعتقال والإبعاد ودفع غرامات مالية باهظة.
فكيف بدأت قصة استهدافهم في الأسابيع القليلة الماضية؟ ومن هم حرّاس الأقصى؟
بدأت قصة الاستهداف عندما تعرّض حرّاس المسجد الأقصى لمحاولة أحد موظفي سلطة الآثار الصهيونية سرقة حجارة من أعمدة الـمسجد الأقصى الـمبارك، وتمّ على إثرها قيام الاحتلال الصهيوني باعتقال أحد عشر (11) حارساً.
وفي وقت لاحق، وبعد ردود فعل غاضبة، أفرج الاحتلال الصهيوني عن 6 منهم، فيما عُرض على المحكمة 5 حرَّاس وتقرَّر الإفراج عنهم بشروط.
ويتناوب قرابة 250 حارساً في المسجد الأقصى المبارك، معظمهم من الشبّان، على حراسة الأقصى المبارك، وضمن 3 مناوبات صباحية وبعد الظهر ومسائية، يتولون المسؤولية عن الأمن في المسجد الأقصى ومرافقه على مدار الساعة كل أيام الأسبوع وطوال السنة.
ويتعرَّض هؤلاء الحرَّاس كما المرابطين للتنكيل والاعتداء والضرب عند محاولتهم التصدّي لمحاولات اقتحام المسجد من قبل المستوطنين.
يُذكر أنَّ شرطة الاحتلال الصهيوني، اعتقلت منذ بداية العام الجاري 2017م، 13 حارساً، وأبعدت 11 منهم عن المسجد، لمُدَدٍ مختلفة، مع دفع غرامات مالية، حسب مصادر من دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
وأضافت المصادر ذاتها، أنَّ آخر عملية إبعاد تمَّت، كانت يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي، حيث اشترطت شرطة الاحتلال الصهيوني إبعاد 5 حرَّاس، لمدَّة أسبوع، مقابل الإفراج عنهم.
وقال عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، و"رئيس الهيئة الإسلامية العليا"، بالقدس: إنَّ "ما يجري من اعتداءات هو أمر خطير وغير مسبوق، ونحن نحمّل الحكومة الصهيونية المسؤولية عن المس بالمسجد الأقصى، ونستنكر ما تقوم به الشرطة من اعتقال لحراسه وإبعادهم عنه". وأضاف: "ليكن معلوما للقاصي والداني، أنَّ هذه الإجراءات لن تعطي الصهاينة أيّ حقّ في المسجد الأقصى؛ فهو لمسلمين وحدهم".
من جهته، قال عزّت الرّشق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس: إنَّ "اعتقال الاحتلال حرَّاس الأقصى تصعيد خطير، يهدف إلى منعهم من أداء عملهم في حماية المسجد،وإفساح المجال لقطعان مستوطنيه لاقتحامه وتدنيس باحاته". وأضاف: "لا مكان للاحتلال في المسجد الأقصى المبارك، ولن تفلح الاقتحامات المتكرّرة في طمس المعالم وتغيير الحقائق، فالأقصى كان وسيبقى إسلامياً خالصاً".