تحدثت في المقال السابق عن 10 طرق نستخدمها كبشر تدريجياً لتدمير عقود من حياتنا، وبعض الأفكار حول كيفية اتخاذ قرارات أفضل للمضي قُدمًا، واليوم أكمل العشرة الثانية التي تدمر حياتنا.
11 – أن تسمح لشخص ما أن يقنعك بأنك لا تستحق فرصة أخرى: بعض الأشخاص يحبون تمرير الذنب وإلقاء اللوم على الآخرين، كن حذرًا من هذه الظاهرة، لأن الشخص الذي يلقي اللوم ويطلق الأحكام يمكن أن يختلق الكثير من القصص، ما يجعلك تصدق بخطئك، حتى إن كنت بريئا أو (تستحق الغفران)، لذلك كل ما ينبغي عليك أن تفعله هو ألا تُدين نفسك، من أجل أن ترضي الآخرين .
12 – أن تأخذ الأمور على محمل شخصي: ما يفعله الناس من أجلك أو ما يقولونه لك عائدٌ إليهم، ردود فعل الناس عنك هي وجهات نظرهم وتجاربهم هم، سواء اعتقد الآخرون أنك رائع أو آمنوا بأنك الأسوأ على الإطلاق فذاك أمر يعنيهم، لا أقترح أن نكون نرجسيين، ونتجاهل ردود الأفعال، أنا أقول أن الكثير من الأذى وخيبة الأمل والحزن في حياتنا، يأتي نتيجة أننا نأخذ الأمور بشكل شخصي، في معظم الحالات سيكون من الأفضل أن نصرف أنفسنا عن آراء الآخرين الجيدة والسيئة وأن نركز على حدسنا وتجاربنا ليقودانا إلى الأفضل.
13 – أن تلتمس الدعم من المصدر الخطأ: فكر لوهلة؛ إذا كنت تتوق لأكل البيتزا هل كنت لتقصد مطعمًا يابانيا يقدّم السوشي؟ في الواقع لن يكون في المطعم أي مكونات لإعداد البيتزا، حتى وإن كانوا يرغبون في تلبية طلبك كعميل، إذا كنت تريد البيتزا ستقصد ببساطة مطعما إيطاليا مختصّا في تحضير البيتزا، الآن فكّر في الأشخاص الذين ستقصدهم عندما تكون بحاجة إلى الدعم، إلى الطمأنينة والإرشاد، إلى ردود فعل صحية أو حتى أُذن مصغية ومُحبّة، هل ستذهب باستمرار إلى الأشخاص الذين يمتلكون القدرة على تقديم ما تحتاج إليه، أم ستقصد أشخاصا عاجزين عن تقديم المساعدة؟ وبالتالي ستجد تثبيطاً لا نهاية له وخيبة أمل جديدة؟ خلاصة القول: أشبع جوعك في المكان المناسب.
في بعض الأحيان نحن نغفر للآخرين ليس لأنهم يستحقون ذلك، ولا لأنهم يحتاجون إلى ذلك؛ بل لأننا نحن نحتاج إلى ذلك
14 – أن تشعر بالكراهية تجاه الآخرين: كل شخص ستكرهه سيحتلُّ مساحة في قلبك وعقلك، إذا كنت ترغب في أن تزيح شخصًا من عقلك فلا تكرهه، بالمقابل اغفر وأنهِ الأمر مع نفسك وامضي قُدما، وتذكّر أن الانتقام لا يساعدك أبدا في المُضيّ قُدمًا ، في بعض الأحيان نحن نغفر للآخرين ليس لأنهم يستحقون ذلك، ولا لأنهم يحتاجون إلى ذلك بل لأننا نحن نحتاج إلى ذلك، لأننا دون ذلك لا يمكننا أن نتقدم، الغفران هو إعادة اكتشاف السلام الداخلي.
15 – إهمال نفسك تماماً في سبيل الآخرين: أنت أفضل استثمار لنفسك على المدى الطويل، العناية بنفسك ليست أمرا أنانياً بل هي تكريم للذات، ستستنفذ كل طاقتك في البحث عن شخص يستحق الحب والتقدير والاحترام أكثر منك لكنك لن تعثر عليه، حتى إذا كنت قد أهملت نفسك فيما مضى فتعهّد بأن تعتني بها من الآن وصاعدا، هناك الكثير من الخير سيعم عليك وعلى الآخرين إن أحببت نفسك، تذكر أنك إن لم تحب نفسك فلن تحب الآخرين ففاقد الشيء لا يعطيه، أن تحب نفسك يعني أن تغمر الآخرين بالمحبة والعطاء.
هناك الكثير من الخير سيعم عليك وعلى الآخرين إن أحببت نفسك، تذكر أنك إن لم تحب نفسك فلن تحب الآخرين ففاقد الشيء لا يعطيه
16 – أن تعتقد أنك مركز الكون: الفكرة المذكورة قبل هذه الفكرة (حب الذات) أمرٌ حيوي ولا بد منه ولكن لا بد من التوازن مع ما تمنحه للآخرين من محبة، هذا تذكير مهم لأننا نميل جميعا إلى أن نضع أنفسنا في مركز الكون ورؤية كل شيء من منظور واحد وهو كيف يؤثر علينا، وسيكون لذلك آثار سلبية إذا كنا نقوم بالأمر مرارا، بدءًا من الشعور بالأسف على أنفسنا عندما لا تكون الأمور كما خططنا له، إلى التشكيك في أنفسنا عندما لا نقوم بكل شيء بشكل مثالي، لذلك احرص على تحويل تركيزك باتجاه الآخرين عندما يكون لذلك جدوى، عندما تكون الأوقات عصيبة وتعتقد أنك بحاجة إلى متنفس فكّر في أشخاص يحتاجون إلى مساعدة ، العثور على سبُل لمساعدة الآخرين يمكن أن تنتزعنا من التمركز حول الذات، ونتوقف عن الشفقة على أنفسنا، وعندما نبدأ بالتفكير في الآخرين لن نشعر بالشك تجاه أنفسنا، لأنه لن يكون لديك وقت للسؤال إن كنت جيّدا كفاية أو لا، بدل ذلك ستنشغل بالبحث عما يحتاجه الآخرون، التفكير في الآخرين يساعدنا في تجاوز الأوقات الصعبة.
17 – محاولة القيام بكل شيء: قضية أخرى رئيسية تُبقِي الكثير منا عالقين في فوضى الإنهاك والندم هي أن نعتقد أننا يمكن أن نكون أي شيء لأي أحد في أي وقت، وأننا أبطال كل الجبهات، ولكن بالطبع ذلك غير صحيح، الواقع أننا لسنا سوبرمان ولا المرأة العجيبة، نحن بشر ولدينا إمكانيات محدودة، يجب أن نتخلى عن فكرة القيام بأي شيء وإرضاء أي شخص والتواجد في كل مكان في الوقت ذاته، وسواء أنجزت الأمور بشكل جيد أو سيء تلك هي الحقيقة، الالتزام المُفرط بالأمور هو أكبر خطأ يجعل حياة الآخرين مُرهقة ومُتعبة، سيكون من المغري أن تملأ كل لحظة من يومك من خلال جدول مهام وأحداث والتزامات، ولكن لا تُجهد نفسك أكثر من اللازم، تجاهل بعض الأمور.
18 – ألا تولي اهتمامًا للحاضر: في كثير من الأحيان يتم ضبط عقولنا بأن نكون دوما في طريقنا إلى مكان ما، ويمر يوم جميل آخر من حياتنا مع مئات اللحظات الصغيرة التي نتجاهلها لأنها لم تكن ذات أهمية بالنسبة لنا، ومع مرور الوقت تغدو حياتنا كومة ضخمة من اللحظات التي لم نوليها أي اهتمام ونحن في طريقنا للسعي خلف أشياء أكثر أهمية بنظرنا، ثم تمضي الأمور المُهمة بسرعة أيضا من أجل الوصول إلى أمور أهمّ، وهكذا دواليك حتى ينقضي العمر.. وعندها نتساءل أين ذهب كل شيء، ولكن الأمور لا ينبغي أن تبقى على ما هي عليه بعد الآن، هذه (اللحظة) هي حياتك، ويمكن أن تستثمر أفضل ما فيها، ومفتاح ذلك أن تعي جيدا أنك لست في طريقك إلى مكان آخر، هذه اللحظة ليست نقطة انطلاق إلى مكان آخر، إنها الهدف الأسمى، لذلك عِش حاضرك.
19 – أن تكون منشغلا جدا عن تقدير الأشياء الصغيرة التي لديك: الطبيعة الحيوية للحياة تُجدّد باستمرار الاحتمالات أمامك، أنت لست متأكدًا متى ستكون العاصفة المقبلة للحياة وإن كانت ستهب في وجهتك أم لا، انفتح على المفاجآت وكن حذرًا، فالكثير من المفاجآت ستجلب لك أشياء جميلة لم تعتقد يوما أنك تفتقر إليها ؛ لا تعتقد أنك قد تكون أكبر وأكثر انشغالا من أن تعثر على القيمة والسعادة في الأشياء الجديدة وغير المتوقعة، إذن ابق على اطلاع وتتبع المفاجآت السارة، تأكد ألا تفقدها وسط عجلة الروتين الأسبوعي، عندما تعود مثلا إلى البيت في المساء حين تقترب الشمس من الأفق وتشتم رائحة الوجبة قادمة من مطبخ البيت، تقف لتتأمل المساحات الخضراء أمامك وتتسلل إلى مسمعك ضحكات قادمة من غرفة أطفالك، وصخب الحيّ الذي تسكن فيه، عندها ستشعر باندفاع غير مخطط له من السلام الداخلي والفرح، استمتع بتلك اللحظات والسعادة المسروقة من الحياة.
20 – أن تتوقع (وتُريد) أن يكون كل شيء في الحياة كما خطّطت له: كما ذكرت في النقطة أعلاه، الحياة غالبا تكون غير متوقعة، بعض أعظم اللحظات في حياتك لن تكون بالضرورة ما تقوم به بل ما يحدث لك، ذلك لا يعني ألا تأخذ بالأسباب للتأثير على نتائج حياتك، ينبغي عليك أن تتخذ الخطوات وستفعل ولكن لا تنسى أنه في يوم ما يمكن أن تتغير حياتك كلها في لحظة، للأفضل أو للأسوأ.
بعض أعظم اللحظات في حياتك لن تكون بالضرورة ما تقوم به بل ما يحدث لك
إلى حد ما الكون دائما لديه خطة وهي في حركة دءوب، إنه ناموس الكون، وجزء من حركة الحياة التي تُرغمك حينا على النضال، وتضعك حينًا آخرَ في نهاية المطاف بالضبط في المكان المناسب وفي الوقت المناسب.
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- مترجم بتصرف: http://www.marcandangel.com/2017/02/12/20-ways-to-accidentally-ruin-the-next-20-years-of-your-life/