لكل مرحلة عمرية مشاكلها، و#المراهقة تعتبر من أصعب المراحل العمرية على الإطلاق سواء على الطفل المراهق أو الوالدين. وهنا عرض لثلاثة أساليب مؤثرة يمكن للوالدين تطبيقها أثناء طلب شيء من الطفل أو التعامل معه بشكل عام:
1- غيِّر أسلوب التوجيه!
حاول أيها المربي أن تتخلى عن صيغتي التأنيب، والأمر المباشر عند توجيه الأوامر، فهي عادة ما تكون منفرة للكبار، فما بالك بالمراهقين!
مثال لكيفية توجيه أحد الأبناء لعمل ما تريد بأسلوب إيجابي:
إذا أردت من ابنتك مثلًا أن تبدأ بالدراسة لامتحان الغد، فبدلًا من قول:
"إنها السابعة وأنتِ لم تبدءِ الدراسة بعد؟ هل تنوين الرسوب في امتحان الغد أم ماذا؟! ألا يكفي الوقت الذي ضيعتيه أمام التلفاز؟!"
اطلب منها أن تبدأ الدراسة بهذا الأسلوب:
"أعرف أنك تحبين مشاهدة هذا البرنامج يا حبيبتي، ولكنها الآن السابعة. وقد اتفقنا على أنك ستبدئين الدراسة في هذا الوقت. خاصة وأنَّ عندك اختبار غدًا".
فعلى حين قد يؤدي التصرف الأول إلى عدد من الردود المستفزة من قبل المراهق، وقد يحتدم الشجار بلا جدوى. فإن الأسلوب الثاني أحرى أن يجعل الطفل يستجيب. من جهة أخرى، لابد من مراعاة نبرة الصوت، والحرص على النظر في عيني المراهق أثناء المحادثة، فالصراخ والنداء من بعيد لا يجدي نفعًا.
لابد من مراعاة نبرة الصوت، والحرص على النظر في عيني المراهق أثناء المحادثة، فالصراخ والنداء من بعيد لا يجدي نفعًا
2- أشركهم في حلِّ مشاكلهم:
من أكثر الطرق الفعالة في توجيه النصيحة أو حتى العتاب، هي إشراك الطرف المعني . لنعد إلى المثال السابق ونرى كيفية تطبيق هذه التقنية. المشكلة هي أنك تريد من ابنتك أن تبدأ في تأدية واجباتها في تمام السابعة، ولكنها تستمر في تأجيل الدراسة إلى ما لا نهاية، ويحدتم النقاش بينكما. عليك هذه المرة إذن أن تبدأ الحوار معها بقولك:"نحن نتشاجر كل يوم حول موعد بدء واجباتك المنزلية. أنا أرى أن تبدئيها في السابعة، ولكنك عادة ما ترفضين ذلك، فماذا تقترحين أنت حلًا لهذه المشكلة؟"
فمساعدة المراهق على التفكير وإشراكه في المشكلة يقلل من غطرسته وعناده. بل وقد يكون معينًا له في المستقبل لحل مشاكله الشخصية بنفسه ، أو الرجوع لك كونك مستمع ومفاوض جيد. ويكون من المفيد كذلك بعد الاتفاق بينكما والوصول إلى حل وسط، أن يتم تحديد "عقوبة" لكليكما إذا تم الإخلال بالاتفاق من أي منكما. فلنقل مثلًا أنك ستبدأ "عملية التنبيه" إلى ضرورة البدء في الدراسة من السابعة، وإعطاء فرصة حتى السابعة والربع. فإذا بدأت أنت بالنداء والإلحاح في غير الموعد المحدد (مخالفًا بهذا الاتفاق) وأخذت في وصفها بـ "الكسولة" فعليك مثلًا تجهيز وجبتها المفضلة. أما إذا أخلت هي بالاتفاق، فاتركها تختار "العقوبة المناسبة" مثل: عدم الذهاب لتدريب السباحة، أو ألا تشاهد برنامجها المفضل. فترك اختيار العقوبة للمراهق يساعد على التقليل من انفعاله أو شعوره بالظلم، كما يساعده على تحمل تبعات أخطائه ومعرفة العواقب.ترك اختيار العقوبة للمراهق يساعد على التقليل من انفعاله أو شعوره بالظلم، كما يساعده على تحمل تبعات أخطائه ومعرفة العواقب
3- امدح التصرف الإيجابي "باستفاضة":
كثير من الآباء يعد التأنيب واللوم أمرًا روتينيًا ومطنبًا. بينما يكتفي هؤلاء الآباء أثناء المدح بعبارة مثل: "أحسنت" وينتهي الأمر . لذا حاول أن يكون المدح مستفيضًا، فمثلًا إذا ساعدك مرة في غسيل الأواني، وهو عادة ما يبدي الضجر والملل، ولكنه بادر بنفسه هذه المرة ولم يتبرم: "أحسنت يا حبيبي، وأشكرك على غسيلك للأواني دون أن تتبرم، وكونك كنت متعاونًا معي اليوم". وهكذا يمكنك من خلال عبارة مديح أن تشكره على فعله الحسن، وتبدي ملاحظة بشأن تميزه في الموقف، وكذا تشير إلى أهمية هذا العمل بالنسبة لك.مرحلة المراهقة صعبة لاشك، لكن ببعض الأساليب وطرق الحوار الراقية، يمكن للآباء والأبناء تجاوزها بسلام بل والاستفادة منها كذلك.
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- http://www.quickanddirtytips.com/parenting/behavior/4-ways-to-handle-teenage-defiance-and-rebellion