توفي الشيخ الشاعر أحمد محمد الصدّيق، يوم أمس الأحد 14 أيار (مايو)، في العاصمة القطرية، الدوحة، عن عمر يناهز 76 عاماً، كرّس شعره وبيانه خلاله في خدمة الإسلام وقضية فلسطين وهموم الأمَّة، وتبقى دواوين شعره شاهدة على ذلك، من: (نداء الحق)، و(جراح كلمات)، و(واحات وظلال)، و(قادمون مع الفجر)، و(أناشيد للصَّحوة الإسلامية)، و(يا سراييفو الحبيبة)، وغيرها..
وتتزامن وفاة الشيخ الشاعر أحمد الصدّيق مع ذكرى النكبة التاسعة والستين، ومع الشاعر الرّاحل ذكريات مع النكبة، فهو كما يقول الدكتور يوسف القرضاوي: "إنه ابنُ النكبة .. عايشها، وعاينها، صبياً ويافعاً، فتركت آثارها في عقله وقلبه : مرارة وأسى، وبغضاً مقدّساً، وإصراراً على الثأر والكفاح.. وله في أحداث النكبة وذكرياته شعر مبكر بلغ حدّ الرّوعة، لما اجتمع فيه من الصدق والجمال".
ويقول عنه العلاّمة يوسف القرضاوي - حفظه الله تعالى - : "وشعر (الصديق) يدور حول محورين أساسيين: (دينه، ووطنه)، ودينه هو الإسلام، ووطنه هو فلسطين، فحولهما يدندن، ولهما أو عليهما يغني أو يبكي". ويضيف: " فهو شادي الأفراح و (ندبة) الأحزان، ولكنه استطاع أن يحول الحزن من سكب الدموع، وإطلاق العويل، إلى ثورة على الباطل، ودعوة إلى الحق، يجتمع فيها الشتات، ويحيا الموات، وتعلوا راية الله، يحملها رجال مؤمنون، يعيدون من جديد "صلاح الدين" ويحيون ذكرى (حطين)".
ويذكر الدكتور القرضاوي في تقديمه لديوان الشاعر الرّاحل أحمد الصديق، (نداء الحق)، أنَّ شعره منصّب حول فلسطين، فلسطين النكبة، والمأساة، والتشرد، والخيام.. فلسطين الانتفاضات والثورات والجهاد..فلسطين المؤامرات والمتاجرات والمزايدات".
حياته في سطور:
ولد في عكا بفلسطين سنة 1941م.
درس الشريعة الإسلامية في جامعة أم درمان بالسودان وحصل على الليسانس والماجستير في الشريعة الإسلامية من جامعة الأزهر.
حصل على الدبلوم العام في التربية بجامعة قطر. و بدأ بنشر قصائده في الصحف اليومية في فلسطين المحتلة أيام دراسته الإعدادية والثانوية قبل خروجه منها عام 1956م.
شارك بشعره في مهرجانات ومناسبات وطنية عديدة، وكان له نشاط طلابي ملحوظ. ونشرت له مجلة الحق القطرية ومجلتا المجتمع والوعي الإسلامي الكويتيتان، ومجلة البعث الإسلامي في الهند ومجلة الشهاب اللبنانية. ودخلت بعض قصائده ضمن المقررات في مناهج اللغة العربية بدولة قطر ودولة الإمارات، وفي المدارس الفلسطينية في لبنان.
من إنتاجه الأدبي:
نداء الحق، (ديوان شعر)، الإيمان والتحدي، (ديوان شعر)، قصائد إلى الفتاة المسلمة، (ديوان شعر) جراح وكلمات، (ديوان شعر)، هكذا يقول الحجر/ (ديوان شعر)، قادمون مع الفجر، (ديوان شعر)، أناشيد للصحوة الإسلامية، (ديوان شعر)، أناشيد للطفل المسلم، (ديوان شعر) (ثلاثة أجزاء)، طيور الجنة، (ديوان شعر)، يا سراييفو الحبيبة، (ديوان شعر)، هو الله، (صياغة شعرية لأسماء الله الحسنى)، وغيرها.
من قصائده:
رسالة إلى صلاح الدين .. من ديوان واحات وظلال
عفواً صلاح الدينِ ..
ليلُ التيهِ يحملنا إليكَ ..
على جناح الشوقِ ..
مقهورينَ ..
تصفعنا أعاصير الهزيمهْ ..
********
نشكو .. نئنُ ..
وانت ترقد في الضريح ..
كأننا نرجوك أن تهتز من غضبٍ ..
ونحن العاجزين ..
نغطُّ في أوهام غفلتنا العقيمهْ
*********
بالأمسِ كنت هناك إذ دوّى نداءُ القدسِ:
"وا أقصاه" !!
والأفعى على أعناقنا تلتفُ ..
كانَ البحرُ يقذف بالعلوجِ ..
وأنذرتْ صفارةُ التاريخِ ..
والأخطارُ محدقةٌ وخيمه ..
**********
ووقفت كالعملاق في وجه الرياح الهوجِ
تنفخُ في الضمير الوعي ..
تنسجُ من خيوط النور آفاقاً ..
تؤجج نخوة الإيمانِ ..
في أوجاع صحوتنا القويمه