كيف بإمكان وسائل التواصل الاجتماعي التسبب بالاكتئاب؟

الرئيسية » بصائر تربوية » كيف بإمكان وسائل التواصل الاجتماعي التسبب بالاكتئاب؟
social-media-depression-1024x614

أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت حول #الاكتئاب و#القلق أن مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي هم الأكثر عرضة للاكتئاب، وكانت تلك واحدة فقط من بين عدد ضخم من الدراسات الأخرى التي ربطت الاكتئاب بمواقع التواصل الاجتماعي، ولكن لم تحديداً منصات مثل فيس بوك أو إنستغرام تجعل المستخدمين تعساء؟ حسناً، لا نعرف السبب الأكيد ولكن هناك بعض التفسيرات:

شبكات التواصل يمكن أن تسبب الاكتئاب:

الاكتئاب هو حالة طبية خطيرة تؤثر على الطريقة التي يفكر المرء بها، كيف يشعر وكيف يتصرف ، قد تؤدي وسائل التواصل الاجتماعي إلى اكتئاب الأفراد المهددين بذلك أو ظهور الأعراض الحالية للاكتئاب، الأسوأ هو ما كشفت عنه دراسة للدكتور برايان بريكماك من أن المشكلة ليست في شبكات التواصل في حد ذاتها بل في طريقة استخدامنا لها:

المشكلة ليست في شبكات التواصل في حد ذاتها بل في طريقة استخدامنا لها

علامات تدل على أننا نعاني من اكتئاب شبكات التواصل:

إذا كنت تشعر أن شبكات التواصل تحمل تأثيراً سلبياً على مزاجك، إذن من المحتمل أنك تعاني مما يسمى بـ "اكتئاب وسائل التواصل الاجتماعي"، ابحث عن أعراض مثل:

• تدني احترام الذات.
• حديث النفس السلبي.
• انخفاض المزاج.
• حدة الطباع.
• لم تعد تهتم بالأنشطة التي كنت تستمتع بها.
• الانسحاب الاجتماعي.

إذا كنت تشعر بتلك الأعراض لأكثر من أسبوعين، إذا كان هذا ما تشعر به طوال الوقت، إذن فمن المحتمل أنك مكتئب، بالرغم من أن مصطلح "اكتئاب وسائل التواصل الاجتماعي" ليس معترفاً به في الإطار الطبي، ولكن يبدو أن اكتئاب وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون ظاهرة حقيقية يعاني منها حوالي 50% من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، كما هو موضح في الدراسة التي نشرت في مجلة "علم نفس الإنترنت، السلوك والشبكات الاجتماعية"؛ إذا كان هناك شخص لديه استعداد معين للاكتئاب والاضطرابات النفسية الأخرى، وقام باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي قد يؤدي ذلك إلى تفاقم صحته العقلية.

وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تحطم احترام الذات:

نعلم أن وسائل التواصل الاجتماعي والاكتئاب مرتبطان بشكل ما، ولكن لماذا؟ وفقا لإغور بانتيك الحاصل على دكتوراه في الطب فإن استخدام شبكات التواصل يشوه تصورك لحياة الناس وطباعهم، لشرح ذلك أكثر؛ فإن معظم الناس يحبون رسم صورة مثالية لحياتهم، وصفاتهم الشخصية، ونشرها على مواقع مثل فيس بوك، إنستغرام وغيرها، إذا كانت تلك الصورة المثالية تربكك بينها وبين الواقع، ستكون تحت الانطباع الكاذب بأن الجميع أفضل منك، ما يضعف احترامك لذاتك ويقودك إلى الاكتئاب، وينطبق هذا بشكل خاص على المراهقين والشباب، الذين هم أكثر عرضة لمقارنة أنفسهم مع الآخرين، إذا كنت تعاني من انخفاض تقدير الذات، فإن وهم أن الجميع أفضل حالاً منك، سيدفعك للشعور بحال أسوأ.

معظم الناس يحبون رسم صورة مثالية لحياتهم، وصفاتهم الشخصية، ونشرها على مواقع مثل فيس بوك، إنستغرام وغيرها

تسبب العزلة الاجتماعية وغيرها من العواطف السلبية:

هناك سبب آخر شائع، للتأثير السلبي لشبكات التواصل على #الصحة العقلية وهو ارتباطها بالعزلة الاجتماعية، الأشخاص الذين يعانون من الكآبة هم أكثر عرضة لعزل أنفسهم عن #المجتمع، ويختارون فقط التفاعل بشكل غير مباشر من خلال منصات التواصل الاجتماعي، ولكن التواصل عبر الإنترنت يميل إلى أن يكون سطحياً عند مقارنته بالتفاعل مع الحياة الحقيقية، ما يعني أن شبكات التواصل الاجتماعي لا تقود إلى العزلة بل على العكس، من الممكن أن تشرح لماذا نجد الكثير من الأشخاص المصابين بالكآبة على هذه المواقع.

وأخيرا يمكن أن تولّد شبكات التواصل الاجتماعي مشاعر سلبية في المرء، مثل الحسد، الغيرة، الكراهية، الشعور بالوحدة، وكثير من الأشياء التي تؤدي إلى تفاقم أعراض الاكتئاب.

الأشخاص الذين يعانون من الكآبة هم أكثر عرضة لعزل أنفسهم عن المجتمع، ويختارون فقط التفاعل بشكل غير مباشر من خلال منصات التواصل الاجتماعي

لم ينبغي أن تأخذ الموضوع على محمل الجد؟

ظاهرة الاكتئاب واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي آخذة في الارتفاع بحسب الدراسات الوبائية، منذ أن ظهر تأثير الواحدة منهما على الأخرى، لا بد أن نبدأ بالتفكير في طرق صحية أكثر لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ، ويتعرض المراهقون والشباب بصفة خاصة للتأثير السلبي لشبكات التواصل على صحتهم العقلية.

نصيحة حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي:

على الرغم من أن هذه النتائج لم تقدم أي تفسير عن الأسباب المتعلقة بتأثير فيس بوك على الاكتئاب إلا أنها مازالت تثبت أن استخدام الشبكات الاجتماعية قد لا تكون وسيلة مجدية للتعامل مع الاكتئاب، لهذا السبب قدم الباحثون في تلك الدراسات بعض الاقتراحات حول كيف يمكن للأطباء والأشخاص الاستفادة من هذه النتائج.

الاقتراح الأول هو أن يسأل الطبيب المُعالجُ مريضَ الاكتئابِ، عن عاداته بشأن شبكات التواصل الاجتماعي، ثم تقديم المشورة حول الكيفية التي يغير بها نظرته لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي، أو حتى الإشارة إلى الوقت الذي يقضيه على تلك المنصات.

بعض مستخدمي وسائل التواصل يمكن أن يظهروا أيضاً سلوك الإدمان، يمكن أن يقضوا الكثير من الوقت هناك تحت إلحاح قهري، أي سلوك قهري لا بد أن يؤدي إلى الشعور بالذنب الذي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراض الاكتئاب.

وجود علاقة غير صحية مع وسائل التواصل الاجتماعي:

إذا كنت تشعر أن علاقتك مع وسائل التواصل الاجتماعي غير صحية، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار، نصائح خبراء علم النفس فيما يخص استخدام شبكات التواصل.

تجنب المقارنات الاجتماعية السلبية: دائما لا بد أن نضع في اعتبارنا أن ما يصوره الناس عن حياتهم وأنفسهم على شبكات التواصل ليست صورة واقعية، بل مثالية، أيضا يجب أن نتجنب مقارنة أنفسنا بهم، لأن هذا السلوك قد يؤدي إلى نتائج سلبية على الذات.
تذكر أن شبكات التواصل ليست بديلا عن الحياة الحقيقية: وسائل التواصل الاجتماعي هي وسيلة جيدة لنبقى على تواصل مع الآخرين ونستمتع، ولكنها لا يجب أبدا أن تحل محل التفاعل في الحياة الحقيقية .

تجنب نشر معلوماتك الشخصية: للأمان ولخصوصيتك تأكد، أن تكون حذراً بشأن كل ما تنشره على شبكات التواصل.

الإبلاغ عن المستخدمين الذين يسعون لمضايقتك: من السهل أن يظهر بعض المتنمرين في العالم الافتراضي، لا تأخذ ذلك على محمل شخصي، ولكن لابد أن تبلغ عن الأشخاص الذين يسيئون استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمضايقة الآخرين.

النصائح المدرجة فوق يمكن أن تساعد في بناء علاقة صحية مع شبكات التواصل الاجتماعي، تذكر تلك الأشياء دائماً، حتى لا تفقد المنظور الموضوعي عن طبيعة وسائل التواصل ولم هي مختلفة عن الحياة الواقعية.

معلومات الموضوع

مراجع ومصادر

  • مترجم بتصرف: http://www.lifehack.org/579000/social-media-and-depression?ref=tp&n=1
اضغط لنسخ رابط مختصر لهذا المقال
كاتبة من الجزائر، مهتمة بشؤون التربية، والأدب والفكر، متخصّصة في التسويق بالمحتوى.

شاهد أيضاً

“بروباجندا” الشذوذ الجنسي في أفلام الأطفال، إلى أين؟!

كثيرًا ما نسمع مصطلح "بروباجاندا" بدون أن نمعن التفكير في معناه، أو كيف نتعرض له …