يتميز شهر #رمضان المبارك بنظام خاص تتغير فيه الأوقات والعادات والطباع.. تتغير مواعيد النوم والعمل.. وتتغير أصناف الطعام.. وتتغير شخصية المرء وطباعه وما اعتاد عليه، وهذا أمر شاق يحتاج من الزوجين لجهود مضاعفة تعين على ترتيب الوقت والعادات، والاستفادة من الزمن الثمين دون تقصير في حقوق الله ثم حقوق النفس والزوج والأسرة.
ونقدم لك أيتها الزوجة، بعض النصائح التي تجعل حياتك الزوجية أفضل في هذا الشهر الفضيل:
- الاهتمام بإظهار مشاعر المحبة والمودة والتقارب للزوج، ومحاولة إزالة أي سوء تفاهم حتى لا يعكر جو العبادة في رمضان، وتذكري قول الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم-: (إذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم).. فامنحي زوجك رمضانا مختلفًا، وعلاقة زوجية مختلفة بل ورائعة في هذا الشهر الكريم، ولا تبخلي على زوجك بإظهار محبتك يوميًا كما تقدمين له وجبات الطعام اليومية الشهية.
- إظهار التغيير في البيت بمناسبة رمضان، وذلك بتغيير نظام أثاث المنزل والاعتناء بالنظافة، ويمكن تعليق الزينات الجميلة والبالونات في الحجرات، وخاصة حجرة الأطفال لإشعار أهل البيت بالاهتمام بالزائر الحبيب وإدخال البهجة على كل أفراد الأسرة.
- من مراعاة الزوجة لزوجها أن تحرص على تهيئة جو العبادة الطيب في بيته، وأن تعينه على العبادة في ذلك الشهر الفضيل؛ بتجنيبه نفسها نهار رمضان، حرصا على سلامة صومه وصومها، فالزوجة مسئولة عن التحرز من الأحوال التي يقترب فيها منها زوجها أثناء اليوم من رمضان، ولذلك كان لزاماً عليها أن تتجنب التزين له مثلاً، والاقتراب منه إذا كانت تعلم أن زوجها لا يملك نفسه، وأن تهرب منه إذا حاول إفساد صومه بواسطتها.
- الخبرة وطول العشرة تعلم الزوجة الحصيفة ما يحب زوجها وما يكره، فهو مثلاً لا يحب أن يحادثه أحد بعد عودته من العمل في رمضان، ويفضل النوم بعيدًا عن ضوضاء الصغار، ويحب هذا الصنف من أصناف الطعام ويكره ذاك، ويحب وجبة السحور في ساعة معينة، فقومي بحقه على أكمل وجه، ووفري له قدر إمكانك السعادة والراحة.
- تحملي انفعالات الزوج في رمضان التي تنتج من سوء خلقه وضيق نفسه نتيجة التعب والعمل والصيام، مع أنه يجب عليه أن يضبط نفسه، لكن تحمل هذه الأمور التي تصدر عنه من العصبية الزائدة مثلاً أمر – فعلاً- محل تقدير من الكريم الوهاب، ومحل تسجيل من الملائكة الحفظة الكرام، لأجر هذه الزوجة التي تتحمل كل ذلك.
- على الزوجة المؤمنة أن تنصح زوجها بعدم التكثير من ألوان الطعام والشراب في هذا الشهر، وخصوصاً أن بعض الأزواج قد لا يهمهم التنويع الكبير في أصناف الأكل، وإنما مصدر التنويع يأتي من المرأة في الغالب، فلابد من تحديد ميزانية تتناسب مع الدخل لرمضان، لا أن ترهق الزوجة زوجها بكثرة المشتريات في هذا الشهر الكريم.
- الجوع لا يرحم، خصوصاً عند الرجال، فهم لا يحتملون الجوع غالبا، وفي هذه الحالة يصبحون ميّالين إلى الشجار، فلا تثيري حفيظته ولا عصبيته، بل توخي الحذر في تعاملاتك معه. فتحضري جيداً لكل يوم من أيام الصيام، وقدمي له الوجبات التي يحبها، وليكن الطعام جاهزاً على المائدة مع حلول موعد الإفطار.
- لا تتخميه بالطعام فيتكاسل عن العبادة وتهبط عزيمته، بل ركزي كل يوم على نوع مغذ من الحساء، وطبق آخر قليل الدسم، ليبدأ صلاة التراويح بمعدة خفيفة، وتذكري أن التمور والألبان والعسل تخفف العصبية وتساعد على النوم.
- المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء. لذلك عليك أن تتفهمي وضعية زوجك المريض جيدا، فالنظام الغذائي لمريض السكر مثلا يختلف تماما عن النظام الغذائي لمريض الضغط، ولا مانع من مرافقه زوجك لطبيبه الخاص للاستفسار عما يناسبه خلال هذا الشهر الكريم، ومن المهم أيضا عدم استثارة شهيه الزوج بإعداد ما لذ وطاب من أصناف قد لا تتناسب مع طبيعة مرضه معتمدة على قوة عزيمته، بل اختاري من أصناف المأكولات ما يتناسب مع جميع أفراد الأسرة، حتى لو اضطر باقي أفراد الأسرة للتنازل قليلا عن بعض الأصناف التي يحبونها في سبيل تجنب المضرة للزوج المريض.
- انشري روح الإيثار على المائدة وأطعمي أولادك وزوجك بيدك وليفعل الباقون ذلك.
- منزلك هو مناط توجيهك الأول، فاحرصي أولاً على أخذ نفسك وتربيتها على الخير، ثم احرصي على من حولك من زوج وأبناء بتذكيرهم بعظم هذا الشهر وحثهم على المحافظة على الصلاة وكثرة قراءة القرآن، وكوني آمرة بالمعروف ناهية عن المنكر في منزلك بالقول الطيب، والكلمة الصادقة، وأتبعي ذلك كله بالدعاء لهم بالهداية. وهذا الشهر فرصة لمراجعة ومناصحة المقصرين والمفرطين فلعل الله عز وجل أن يهدي من حولك، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) [رواه مسلم].
- اتفقي مع زوجك على أن تجلسا في الليلة الأولى من رمضان تتذكرا المعاني السامية حول فضائل رمضان، والذكريات الجميلة المتعلقة بهذا الشهر، وليكن للأولاد نصيب في هذا اللقاء.
- لا بد من مراعاة إيقاظ زوجك للصلوات، خصوصاً صلاة العصر، وكذلك الفجر لمن ينام متأخراً، ففي رمضان يفوت الناس غالبا صلاة العصر والفجر جماعة أكثر من أي صلاة أخرى، فينبغي عليك -أيتها الأخت المؤمنة - أن تراعي أهل بيتك من الرجال الذين تجب عليهم صلاة الجماعة في المسجد، فإنك راعية في بيت زوجك ومسئولة عن رعيتك، ومن المسئولية حثهم على الصلاة وإيقاظهم لها.
- عاوني زوجك وأولادك على الاعتكاف، فأعدي لكل واحد حاجياته وتناقشي معهم في ماهية وسيلة إطعامهم؟
- ما أجمل أن تقوما بعمرة في هذه الأيام المباركة وخاصة في العشر الأواخر من رمضان وبالأخص ليلة القدر في أحد الأيام الفردية من هذه العشر.
- أخيرا لا يفوتك صلة الرحم وخاصة الوالدين، والاهتمام بزيارة والدي الزوج وأسرته وودهم والبر بهم بشكل مادي كهدية أو غيرها مثلاً؛ فالهدايا من أعظم ما يوطد العلاقة الأسرية ويغني عن كثرة التزاور، لأن ظروف رمضان في الوقت قد لا تساعد على كثرة التزاور فيه، وحتى لا يكون كثرة التزاور فيه على حساب العبادة المقصودة في هذا الشهر الكريم.