القراءة مفتاح العلم، وعليها تبنى شخصية الطفل، وكما قيل: "العلم في الصغر كالنقش على الحجر".
و المعلوم أن مهارات تعلم الأطفال والتعامل معهم ليست فطرية ولا خبرة تعليمية ولكن لابد من منهج كامل ومخطط قائم على المهارات والبرامج والأفكار التي نعمل على تحديثها وتطويرها باستمرار، لأن لكل طفل قدراته ومواهبه، ولهذا فتوفير رعاية خاصة له سواء كانت رعاية نفسية أو تعليمية مهم في تربية الأطفال وتنشئتهم تنشة سليمة؛ لأن أطفالنا هم أمل المستقبل، وبقدر اهتمامنا واعتنائنا بهم يكون لهم مستقبل مشرق وواعد.
ويعتبر حفظ وقراءة القران في سن مبكر، سبباً في تنمية مدارك الطفل، وتقوية ذاكرته ومساعدته على الاستيعاب واسترجاع المعلومة بشكل سريع، ومنح قدر كبير من الاتزان و الهدوء الفكري، وهذا ما يجعله يحافظ على دينه وعقيدته، بحيث لا ينساق وراء الأفكار الغريبة الهدامة التي تدفع إلى مزيد من الانحراف و التسيب والانحلال و الضياع.
و تنمية الجوانب الصحيحة لدى المتعلم في الحلقات القرآنية والقراءة الجماعية يخرج أجيالاً واعية قوية علمياً لا يمكن لها أن تتأثر بعوامل الضعف العقلي والانحرافات؛ لأن العقل يساعد الفرد على التمييز بين الخير والشر، والحسن والقبيح، والفضيلة والرذيلة، والخطأ والصواب. وكما جاء في الحديث الشريف: "من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس والده يوم القيامة تاجًا ضوءه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا وكانت فيه فما ظنكم بالذي عمل به" (رواه أبو داود والحاكم).
لذا لا بد من فهم شخصية الطفل ودعمه نفسياً وجسدياً ومعنوياً وتعزيزه في اليوم أكثر من مرتين على أقل تقدير حتى يتم تحفيزه دائماً وتشجيعه على السلوك الصحيح والقراءة الصحيحة للقرآن وتكون على فترات؛ حتى لا يمل الطفل ويشعر بالفتور.
ولكيفية تعليم المهارات الأساسية في القراءة للطفل يبدأ بالحروف والمقاطع الصوتية حتى يتم إخراج كل حرف من مخرجه ليساعد على ضبط اللفظ بطريقة صحيحة للحرف وهذا الشيء الأساسي والمهم لقراءة الحروف بطلاقة، وبعد ذلك يستطيع التخمين و إعطاء التلميحات الواضحة ليخرج بنطق الكلمات وينظر لجميع الحروف من الكلمة حتى يخرج بكلمة لها معنى وبعد ذلك يتمكن من قراءة الجمل والاستماع لبعض الكلمات الصعبة وإعادة نطقها، وأخيراً يقرأ النص كاملاً ولا يكون النص على درجة من الصعوبة إذا كان منتبهاً لعلامات الترقيم والحركات لتحديد المعنى ويبقى يتدرب الطفل على القراءة للاستمرار مدى الحياة.
ولهذا لابد أن نعي أن قراءة الطفل للقرآن مثل الأكل والشرب فهي مطلب مهم وأساسي وعليه ينمو ويربي الطفل وتكمن أهميته في التالي:
1ـ قراءة القران بشكل مستمر يساعد على النمو اللغوي وتنمي القراءة للطفل لتنشيط ذاكرته، وتحسين مهاراته، واستقامة لسانه، وتعويده على الكلام والتعبير.
2ـ غرس القيم والأخلاق الحميدة والمبادئ ليتهذب سلوك الطفل وتزداد المحبة والعطف مع الآخرين وتكثر علاقاته الاجتماعية وتنمي القدرة على الاتصال والتواصل مع الآخرين.
3ـ يكسب الطفل الخبرة والمهارة بقراءة القصص المتنوعة فالقرآن مليء بقصص الصحابة والأنبياء والصالحين مما يبقيهم دائماً في المقدمة.
4ـ القرآن ينمي التفكير لدى الطفل وتوسيع المعرفة، فكل كلمة يمر على الطفل لابد من تشويقه لمعرفة المعنى، خاصة إذا كانت على شكل قصة فهذه المعلومات تعمل على تحريك عقل الطفل وتعوده على المناقشات والاستفسارات مما ينمي عقله ويوسع مداركه.
5ـ الاستماع للقرآن قبل قراءته يسهل على الطفل حفظه وتعمله له والتعود لاستماعه يعمل على حفظهم وتحصينهم من كل شر.