نناضل جميعاً من أجل عاداتنا، ما بين التمسك بها ومحاولة التخلص منها، والتعامل مع الاضطرابات بين هذا وذاك يمكن أن يكون الأمر صراعاً كبيراً، ومع ذلك فإن تغيير عاداتنا هو تغييرٌ لحياتنا، إذا لم نتمكن من إحداث تغيير في عادتنا، سنظل عالقين في طريقنا نحو القيام ببعض الأمور، ما لم يكن مفيداً لنا في التقدم نحو الأفضل.
إذا كنت تريد أن تفقد الوزن، التغلب على التماطل، تأليف كتاب، التمتع باللياقة، التمتع بالصحة الذهنية... ينبغي عليك أن تُغيّر عاداتك، ولحسن الحظ فإن المسألة أبسط مما يعتقده أغلب الناس، بسيطة، وليست سهلة: يجب أن تكون ملتزماً، وراغباً بشدة في التغيير وإلا فستتخلى عن الأمر عندما تغدو المهمة صعبة في بداية الطريق.
أول شيء لابد أن نأخذه بعين الاعتبار هو: أن نختار تغيير عادة واحدة فقط كل مرة، ربما سترغب في تغيير الكثير من الأشياء دفعة واحدة، ولكن تأكد أنك لاحقاً ستتمكن من التعامل مع العديد من #العادات إنما في الوقت الراهن، ركز على واحدة فقط.
عندما تأخذ ذلك بعين الاعتبار، ابدأ باتباع الخطوات البسيطة التالية:
1. ابدأ بالأشياء الصغيرة:
من الخطوات الهامة لتتمكن من اكتساب عادات جديدة، أن تبدأ بتغيير عادة واحدة فقط كل مرة، وأن تبدأ بالأشياء الصغيرة ، كيف تفعل ذلك؟ تأمل فقط لدقيقتين، اكتب فقط لـ 5 دقائق، مارس 5 تمارين ضغط فقط في الصباح، تناول نوعاً واحداً من الخضار في اليوم، إذا بدأت خطوات صغيرة في التغيير ستتمكن من التخلص من رغبتك في مقاومة أن تبدأ، والذي يعدّ أصعب جزء في عملية #التغيير، غالبا ما أحدّث نفسي في الصباح: "فقط ارتدي حذائك واخرجي من البيت"، هكذا تمكنك من اكتساب عادة الركض وانتهى بي الأمر فيما بعد لأشارك في سباقات الماراثون، حتى فيما يخص التأمل كنت أتحدث مع نفسي "فقط اجلس على الوسادة وسيبدأ الأمر"، كل ما ينبغي عليك أن تفعله هو أن تبدأ بخطوات بسيطة فقط، لكي لا تثقل كاهلك بتغيير مفاجئ.إذا بدأت خطوات صغيرة في التغيير ستتمكن من التخلص من رغبتك في مقاومة أن تبدأ
2. تخلّص من الخيارات:
لا تفكّر بها، اتخذ القرار في وقت سابق أنك ستقوم بذلك كل يوم، في نفس الوقت لمدة شهر على الأقل، لا تجعلها قرارات يومية، فقط ابدأ كل صباح، لديك بالفعل نمط حياة يومية (الاستيقاظ، الاستحمام، تنظيف الأسنان، إعداد كوب القهوة، تناول الغذاء... إلخ) استخدم تلك النشاطات كعلامة لتحدد متى ستبدأ: (عندما أستيقظ سأتأمل لمدة دقيقتين)، ضع قصاصة تذكير بالعادة التي ستكتسبها قرب كل علامة: (اكتب سأتأمل مدة دقيقتين فور استيقاظي، وألصق القصاصة في المنبّه)، الغرض من ذلك كله، أن تتخذ قرارا بالتغيير، ثم افعل ذلك دون التفكير بالأمر.
3. احصل على بعض المساءلة:
احصل على شخص واحد على الأقل بحيث يقدم لك تقريراً عن خطواتك نحو تغيير العادة، شخص قد يكون شريكاً لك في محاولة تغيير العادات، أو حتى مجموعة من الأصدقاء لتشارك الأمر (مجموعة للمشي أو الركض الجماعي مثلا)، لا يهم كيف سيقوم بإعداد التقرير لك ولكن أن تخضع للمساءلة من طرف شخص آخر بخطواتك اليومية سيدفعك أكثر لمقاومة التراجع عن التغيير.
أن تخضع للمساءلة من طرف شخص آخر بخطواتك اليومية سيدفعك أكثر لمقاومة التراجع عن التغيير
4. احظَ ببعض المتعة:
لا تقم بأية عادة وكأنها روتين يومي وحسب، اكتشف إن كنت ستستمتع بها، أو إن كان بإمكانك أن تجعلها ممتعة، مسلية، وباعثة على الفرح، (إن كان بإمكانك أن تشعر بالصفاء والسعادة، والامتنان أثناء ممارستك للرياضة في الهواء الطلق مثلا)، العادة يمكن أن ترسخ لديك إذا ركزّت على الأشياء التي تستمتع بها، بدلاً من أن تحاول دون شعور منك أن تشطبها من قائمة العادات التي تنوي تغييرها.
لا تقم بأي عادة وكأنها روتين يومي وحسب، اكتشف إن كنت ستستمتع بها
5. كن ملتزماً:
لماذا تحاول اكتساب هذه العادة؟ فكر في ذلك خلال أسبوعك الأول فيما تحاول اكتساب العادة، ما السبب الكبير الذي يدفعك لفعل ذلك؟ هل تحاول اكتساب العادة لتساعد الآخرين؟ أم لأنك تحب نفسك وترغب في أن تكون أكثر صحة وسعادة؟ إذا كنت تقوم بذلك لأنك تعتقد أنه ينبغي عليك ذلك وحسب، أو لأن الأمر يبدو مثيرا للاهتمام، فإنك ستفقد الحماسة بلا شك لإحداث التغيير .
يمكن أن تبدأ بالخطوة الأولى، لكن احرص على أن تضيف باقي الخطوات الأربع كلما استطعت ذلك، خلال الأسبوع الأول أو الثاني، لأنك بذلك ستزيد من احتمالات نجاحك في الأمر مع إضافة كل خطوة.
الأمر قابل للتطبيق، يمكنك تغيير العادات القديمة من خلال الاستمرار في القيام بتلك الأمور مراراً وتكراراً، اتخاذ خطوات صغيرة للبدء، لا تترك لنفسك فرصة الاختيار حتى لا تفكر إن كنت ستبدأ أو لا، احصل على بعض المساءلة من أشخاص مقربين، وحاول أن تفهم دوافعك للتغيير، لتحتفظ بحماسك واعثر على المتعة والامتنان في خضم رحلتك نحو تغيير عاداتك واكتساب عادات جديدة.