السعي للزواج، هو أمر فطري لا نستطيع أن ننكره، أو نتجاهله، فالله سبحانه وتعالى أودع في خلقه هذه الغريزة، لتستمر البشرية ويتواصل عمارتها للأرض.
إلا أن ما يجدر التنبيه إليه في هذا الشأن، أن سلامة المقصد، وهو تحقيق #الزواج، لا يعني بأي حال سلامة الأفكار والرؤى التي قد تعتري عقول البعض ممن يقبلون عليه. فهناك الكثير من الأمور الخاطئة التي يفكر البعض بها، ونلخصها في ست نقاط رئيسة:
1- الارتباط والزواج بناءً على الافتتان لا الحب:
إن الكثير من الشبان يرغبون في الزواج من فتيات بعينهن، وهن يختلفن عنهم تمامًا، وبعضهن غير متدينات بالمرة. لذا يجب الحرص على التفريق بين الإعجاب الوقتي، أو الإعجاب بالمظهر، وبين الإعجاب بشخص الإنسان، عوضًا عن مدى أهليته لأداء واجب معين كالأمومة أو رعاية الزوج.
يجب الحرص على التفريق بين الإعجاب الوقتي، أو الإعجاب بالمظهر، وبين الإعجاب بشخص الإنسان
2- الطرف الآخر سيتغير:
ربما تكون هذه من أكثر الأفكار المغلوطة، حيث يعتمد أحد الطرفين على فكرة "أن #الحب يهزم كل شيء". ولكن بعد انقضاء شهر العسل أو الشهور الأولى من الزواج، سيكتشف كلا الطرفين أن تغيير صاحبه أمر صعب جدًا، فالاستثناءات في هذا الأمر قليلة. لذا، يُحبَّذ لأي شاب مقبل على الزواج أن يضع في اعتباره أن الطرف الآخر لن يتغير، ومن ثم يسأل نفسه إن كان لا يزال راغبًا في الزواج منه ، والأمر نفسه ينطبق على الفتاة. وإذا كان الجواب بـ "نعم"، فإذن ليتزوجا على بركة الله.
3- النصف الآخر سيُكمِّلني!
كثير من الشباب يبحث عن الصفات الناقصة فيه من الناحية الإيمانية بشكل خاص، ثم يعزم على اختيار الإنسان الذي يملك هذه الصفات "ليُكمِّله". ومن الناحية الإسلامية، فإن مثل هذا الفكر مرفوض. ذلك أننا كمسلمين ليس من المفترض أن نعتمد على أشخاص آخرين، لنطور من أنفسنا ونصبح مسلمين أفضل وأقوى إيمانًا ! فالزواج قد يحسِّن من الإنسان، لكن الاعتماد الأول يجب أن يكون على الله سبحانه وتعالى، ومن ثم يرزق الله الإنسان بالزوج الصالح الذي يعينه على طاعته.
كثير من الشباب يبحث عن الصفات الناقصة فيه من الناحية الإيمانية بشكل خاص، ثم يعزم على اختيار الإنسان الذي يملك هذه الصفات "ليُكمِّله". ومن الناحية الإسلامية، فإن مثل هذا الفكر مرفوض
4- السعي نحو المثالية:
الكثير من الشباب يسعون إلى الكمال أو ما يُطلقون عليه "التوأم الروحي"، أثناء بحثهم عن شريك حياتهم. والأكثر من ذلك أنهم يتوقعون أن الحياة ستغدو مثالية ما إن يتم العثور على ذاك الشريك المثالي. والحقيقة أن ذلك الشريك غير موجود، فلا أحد كامل أو مثالي.
أمر آخر يغفل عنه الكثيرون، وهو أنهم يخلطون بين إعجابهم بكلام وأفعال الشخص، كما يحدث مع الممثلين أو حتى الدعاة. فقد حكى أحد الدعاة مرة أن امرأة اتصلت به وأخبرته أنها واقعة في حبه، فأخبرها أنها لا تحبه هو، وإنما تحب شخصيته وتفكيره، ثم طلب منها أن تتصل بزوجته وتسألها عنه، لتخبرها الزوجة أنه يتسبب في بكاؤها كل يوم!
5- الحب اللامشروط:
الكثير من الشباب يؤمن أن الحب لا يتطلب منا مجهودًا، فيكفي أن يحب شخصان بعضهما لينجح الزواج. ويكفي أن يكون أحد الزوجين مع الآخر حتى تتحقق السعادة، ولكن هذا غير صحيح إطلاقًا. فأي حب يحتاج مجهودًا ليكبر، حتى حب الوالدين الذي يعتبر فطريًّا يحتاج إلى مجهود، وذلك بكثرة البرّ والإحسان. وعلاقة العبد مع الله ليست استثناءً، فبطاعة الله والتقرب إليه بالسنن والفرائض والإحسان إلى الناس، يزداد حبه جلّ وعلا. وأما بارتكاب الذنوب والمعاصي، يزداد الإنسان بعدًا عن الله، فإذا كان الأمر هكذا مع الله سبحانه، فما بالكم مع البشر؟!
الكثير من الشباب يؤمن أن الحب لا يتطلب منا مجهودًا، فيكفي أن يحب شخصان بعضهما لينجح الزواج. ويكفي أن يكون أحد الزوجين مع الآخر حتى تتحقق السعادة، ولكن هذا غير صحيح إطلاقًا
6- الاستعداد للارتباط في أي وقت!
في الماضي، كان هناك فترة تم فيها حثُّ الشباب على الزواج خشية الفتنة، فكان عدد كبير من الشباب الذين أقدموا على الزواج حينها غير مستعدين. فكثير منهم لم يكن مدركًا لهذه الحقيقة المهمة وهي أن الرجال والنساء مختلفون عن بعضهم البعض. فلكل طبع وفكر، وردود فعل، وعواطف مختلفة.
ومعظم المشاكل التي تحدث في وقتنا الحالي، هي نتاج عدم إدراك وفهم الشباب لهذا الاختلاف بين الجنسين. وكذلك عدم استيعاب مسؤوليات وواجبات كل طرف تجاه الآخر. فحين سُئل مرة أحد الشباب المتزوجين حديثًا عن سبب اقتصاره على توفير الطعام والشراب واللباس لزوجته، وعدم قيامه بأي شيء آخر تجاهها، أجاب بأنه هكذا يأمر إسلامنا الزوج، وأن هذه هي فحسب واجباته تجاه زوجته!
في الختام ، فإنه لابد للشباب أن يحرصوا على طلب المشورة قبل الزواج، والقراءة عن هذا الموضوع بكثرة، حتى تتضح مسؤولية كلا الطرفين ، ويعيشا حياة زوجية موفقة وسعيدة.
معلومات الموضوع
مراجع ومصادر
- http://sistersweeklyhalaqah.blogspot.com.eg/2014/03/8-misconceptions-about-love.html