رفض بيان صادر عن ثلّة من علماء الأمَّة الإسلامية رفضاً قاطعاً الاتهامات الموجهة للمقاومة الفلسطينية، وفي مقدّمتها وصف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالإرهاب.
وأكَّد بيان العلماء أنَّ وصف حركة حماس بـ"الإرهاب" يعدُّ من التدليس والعدوان وقلب الحقيقة؛ لأنَّ (حماس) تمثل نموذج العمل الجهادي الراشد والمقاومة الوطنية الشريفة، فهي "لم توجّه سلاحها لغير الغاصب المحتل ولم تنتهك الحرمات ولم تروّع الآمنين وإنَّما دافعت عن الحق بالوسائل المشروعة التي أمر بها الله تعالى وأقرتها القوانين والشرائع كلها".
وفي مؤتمر صحفي، عُقد يوم أمس، في مدينة إسطنبول التركية، أعرب العلماء عن إدانتهم وصف أيّ فصيل فلسطيني مقاوم بالإرهاب، وهو يقوم بمقاومة العدو الصهيوني الغاصب الذي قام باحتلال بلده.
وجاء في البيان: "فقد تابع الموقعون على هذا البيان بعجب بالغٍ، الحملة الشرسة التي تستهدف المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وقد جاء هذا الهجوم متزامناً مع تفرّق صفّ بلاد الخليج العربي التي نحرص كل الحرص على وحدتها ولا يخدم تفرقها إلاّ العدو الصهيوني وأصحاب المشروع الصفوي، ولذلك ندعو إلى وحدة صف بلاد الخليج".
دعم حماس واجب شرعي
وأكَّد العلماء في بيانهم على أنَّ دعم المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) واجبٌ شرعي على الأمة كلها حكاماً وشعوباً مؤسسات وأفراداً وهو فرض على كل جهة وشخص بحسب مكانته وإمكاناته وقدراته، فحماس هي خط الدفاع الأول عن الأمة اليوم والذودِ عن واحد من أقدس مقدساتها المسجد الأقصى المبارك فعلى الأمة كلها دعمها بكل الأشكال المادية والمعنوية.
مهاجمة حماس إعانة للعدو المغتصب
وأوضح بيان العلماء أنَّ الهجوم على حركة حماس هو ضربٌ من ضروب إعانة العدو المغتصب للأرض والمدنس للمقدسات على المجاهدين ومظاهرته عليهم وقد أجمع علماء الأمة من السابقين واللاحقين على أنه من أكبر المحرمات، وإن من يوجه سهامه اليوم إلى مجاهدي فلسطين يضع نفسه موضع التهمة في دينه وعقيدته ووطنيته، وإن مهاجمة المجاهدين تنفيذاً لرغبات أعداء الاسلام ونصرةً لهم لهو منافٍ لأبسط قواعد المروءة والشهامة إضافة إلى كونه من الكبائر المحرَّمة.
واستنكر العلماء الموقّعون على البيان تصريحات وزير الخارجية السعودي المهاجمة لحركة حماس واتهامها بالإرهاب ومهاجمة قطر بسبب دعمها لها، داعين إلى وقف كل هذه الحملات السياسية والإعلامية التحريضية ضد حركة حماس فوراً.
وطالب بيان العلماء الحكومات العربية والإسلامية ببذل كل وسعها في دعم المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس وعدم الاستجابة والرضوخ للضغوط الدولية التي تقف الصهيونية خلفها وإنَّ هذه الضغوط والمؤامرات مهما عظمت فإنها لن تصمد أمام ثبات المؤمنين الصادقين.
واجب العلماء الرّد على مهاجمة حماس
ودعا بيان العلماء شعوب الأمَّة الإسلامية كلّها إلى الردّ على هذه الهجمة الظالمة التي تستهدف المقاومة الإسلامية عامّة، وحركة حماس على وجه الخصوص، بالمزيد من التأييد والبذل والعمل والدعم لهذه الحركة المباركة بذلاً مالياً وإعلامياً ومعنوياً وتثقيفياً وفضحاً لمؤامرات أعداء الأمة عليها وكشفاً لمخاطر الهجمة التي تتعرض لها، وبيان أنها تستهدف الأمة كلها وعدم موالاة هؤلاء الذين قبلوا على أنفسهم أن يكونوا جنوداً في صف أعداء الأمة يخدمون مخططها ومشروعها.
كما دعا البيان علماء الأمَّة مؤسسات وأفراداً إلى بيان الموقف الشرعي من مهاجمة حركة حماس والتآمر عليها ووصفها بالإرهاب، وإعلان ذلك من خلال نشاطاتهم الدعوية وبياناتهم العلمية وخطبهم المنبرية ولقاءاتهم ووسائل التواصل الاجتماعي، وهذا ممَّا يجب على العلماء من بيان الحق وعدم كتمه والوقوف في وجه الباطل، كما ندعوهم إلى عدم بيع دينهم بدنيا أهل الباطل من الحكام ومن والاهم.
أنتم منّا ونحن منكم..
وتوجّه بيان العلماء بالتحيَّة إلى حركة حماس في مواطن وجودها كافة، داعياً إيّها إلى مزيد من الثبات على الحق والاستمساك بحبل الله المتين والاعتصام بكتابه وسنة نبيّه صلى الله عليه وسلّم.
وقال بيان العلماء لحركة حماس: أنتم منّا ونحن منكم، وأنتم تاجُ الرؤوس وعنوان الأمل وبارقة النصر القادم، بإذن الله تعالى، فاثبتوا وسيروا على بركة الله، فعلماء الأمَّة وشعوبها خلفكم وآمالها معقودة، بعد الله، بكم وبإخوانكم من فصائل المقاومة، فاتقوا الله في أمتكم وفي جهادكم، وفي قضيتكم.
من العلماء الموقعين على البيان:
د. مجدي مصلح شلش أستاذ أصول الفقه المساعد بجامعة الأزهر.الشيخ/ سلامة عبد القوي مستشار وزير الأوقاف المصري. د. عبد الخالق الشريف عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين .الشيخ /فايز النوبي مستشار شرعي لمركز الزيتونة بشتوتجارت ألمانيا. الشيخ / محمد عوف من علماء الأزهر الشريف. د. نواف هايل تكروري. رئيس هيئة علماء فلسطين في الخارج د. جمال عبد الستار محمد. الأمين العام لرابطة علماء أهل السنة. د. أحمد العمري. رئيس لجنة القدس في اتحاد علماء المسلمين ورئيس بيت الدعوة والدعاة في لبنان. د. وجدي غنيم. الداعية الإسلامي. مصر . د.منير جمعة. عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. د. سعد العثماني رئيس مجلس شورى أهل العلم في الشام. د. أسامة الرفاعي رئيس المجلس الإسلامي السوري. الشيخ رجب صونغول وقف الأخوة والدعوة – تركيا.الدكتور عثمان نظيف السودان. الشيخ شوقار يحيى السودان. الدكتورة أحلام علي الحسن أستاذة الدعوة والثقافة اﻻسلامية بجامعة أم درمان الإسلامية. الشيخ محمد محمود محمد سالم إمام وخطيب جامع منى انواكشوط موريتانيا. أ.د.أحمد يوسف أبو حلبية غزة – فلسطين. العلامة الشيخ محمد الحسن الددو موريتانيا .الشيخ طايس الجميلي قطر. د. أحمد الريسوني أستاذ أصول الفقه ومقاصد الشريعة. المغرب.الشيخ العلامة خالد سيف الله الرحماني الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي في الهند، الشيخ العلامة عناية الله أسد السبحاني " مفكر هندي وصاحب تفسير البرهان في نظام القران"، الدكتور رضي الإسلام الندوي الأمين العام لمجمع البحث والتحقيق - علي جراه و مدير التحرير لمجلة "تحقيقات اسلامي"، الدكتور محي الدين غازي الفلاحي عميد كلية القران بالجامعة الاسلامية – كيرالا، الشيخ الأستاذ مجاهد شبير القاسمي، رئيس جامعة سراج العلوم شوفيان كشمير.