أجمع علماء ودعاة وهيئات ومنظمات عربية وإسلامية على حرمة مقاطعة دولة قطر، ومحاصرتها والتضييق عليها في البر والبحر والجو، جاء ذلك بعد إعلان أربع دول عربية قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع دولة قطر، وهي السعودية ومصر والبحرين والإمارات.
وقالت الجبهة التنسيقية لعلماء أهل السنة في بيان لها، الذي حمل توقيع 100 عالم من مختلف دول العالم: "إنَّ مقاطعة دولة قطر وحصارها "حرام شرعاً، والمشاركة فيه لا تجوز بأيّ وجه من الوجوه".
وشدَّدت الجبهة على أنَّ "الضرر ممنوع وإيقاع السوء والأذى بشعب كامل بلا سبب شرعي حقيقي، أمر حرمته الشريعة في نصوصها المتواترة تحريمًا قطعيًا". مؤكّدة على أنَّ الحصار الذي فرضته بعض الدول العربية على دولة مسلمة دون بينة أمر غير مقبول".
ودعت إلى ضرورة رفع الأذى عن الشعب القطري الذي سيتعرض لتبعات الحصار المفروض عليه دون أسباب و رفع الحصار المفروض على قطر.
وأوضحت الجبهة أنَّ "هذه السياسات ستزيد من الآثار الكارثية، من خلال انتشار الفتن والاضطرابات في المنطقة، ومضاعفة الإحباط لدى الشباب وفقدان ثقته في أي أمل، وضياع هويته وانتمائه لقضايا أمته العربية المسلمة".
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
من جهته، دعا الدكتور علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى "رأب الصدع الخليجي بمزيد من الحكمة والعقل"، وشدَّد على "ضرورة إنهاء الخلاف بين الأشقاء".
وأفتى في بيان أصدره الاتحاد اليوم بأنَّ "الصلح واجب، وأنَّ القطيعة محرَّمة في الشريعة الإسلامية". وقال القرة داغي في بيانه إن: "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يؤكَّد على أهمية الوحدة والتآخي والتصالح وقطع دابر الفتنة بين الأشقاء، ويعتبر الوحدة بين الأشقاء فريضة شرعية وضرورة واقعية".
واستشهد بقوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}.آل عمران:103. وقال القره داغي إن : "الإسلام حرّم المقاطعة بين الأشقاء، ويدعو دائمًا للحوار بين الأخوة وإن اختلفت آراؤهم". وأشار إلى أن" إيذاء المسلم للمسلم حرام، وقد تعدَّدت وتنوعت طرق الإيذاء بين النفسية والجسدية والاجتماعية التي تتجسد في قطع الأرحام".
هيئة علماء فلسطين في الخارج
بدورها قالت هيئة علماء فلسطين في الخارج " إنَّ حصار دولة شقيقة بهذا الشكل وبتهمة احتضان جماعات المقاومة وقوى الثورات أمرٌ لا يكاد يصدقه عقل وهو بالإضافة إلى رفضه في موازين الشرع الحنيف - إذ إنَّ قطر بدعم المقاومة تنفذ واجباً شرعياً يستحق المكافأة - فإنه يتعارض مع العقل والحكمة ويتنافى مع القيم الأخلاقية التي ينبغي أن تسود في التعامل بين الأشقاء وأبناء الأمة الواحدة.
وأكَّد بيان الهيئة على أهمية ترسيخ روح الأخوة والتعاون وإعمال لغة العقل والحكمة في الخلافات بين الأشقاء، هذه الخلافات التي تسوءُ كلّ مسلمٍ مؤمنٍ وتسرُّ كلّ عدوٍّ، كما شدّد على أنَّ قطع العلاقات بهذا الشكل إنَّما هو تقطيع الأرحام الذي نهى الله عزّ وجل عنه ويعم فساده الأمة كلّها.
ودعت هيئة علماء فلسطين في الخارج، الدول التي سارعت إلى هذه الإجراءات إلى التراجع عنها والركون إلى لغة الحوار والتصالح تلبية لتطلعات الشعوب وتنفيذاً لأحكام الشرع وتطبقاً لمصلحة الأمة التي لا تكون إلا في اجتماعها وتعاضدها".