الأعياد والاحتفالات هي تقليد متواجد بين جميع الأمم في العالم أجمع، كفرصة للفرحة والشعور بالسعادة ولم شمل الأسر والمجتمعات، وتناول ما لذ وطاب من الأطعمة والأشربة كل على طريقته الخاصة. وللأمة الاسلامية عيدان: عيد الفطر وعيد الاضحى، وكلاهما مناسبتان كريمتان عظيمتان، فعيد الفطر يعقب ركن صيام شهر رمضان، وعيد الأضحى يعقب ركن الحج.
ونحن الآن على أعتاب شهر شوال نودع شهر الصيام، شهر البر والإحسان، شهر القرآن، وننتظر عيد الفطر بفارغ الصبر، فهو فرحة للصائم بتمامه شهر الصيام، فالعيد هو المكافأة الربانية لنا في الدنيا لنفرح بفطرنا، ولنحمد الله أن قدرنا على صيام الشهر الفضيل.
من المعروف أن هناك أموراً مشتركة بين كل المسلمين في الاحتفال بالعيد في شتى أنحاء المعمورة، ففي صبيحة يوم العيد من السنة الاغتسال ولبس أحسن الثياب والتطيب للرجال، ثم الخروج إلى صلاة العيد والتي يخرج إليها جميع المسلمين طائعين منيبين لله، طالبين رضاه وتوفيقه.
ولكن أرى أن العيد بالاضافة إلى كونه ذا دلالة دينية، إلا أن هناك أموراً لا بد من أخذها بعين الاعتبار ألا وهي الامور الاجتماعية والإنسانية المصاحبة لهذه المناسبات. ليفكر كل في وضعه على حده، خذ ورقة وقلماً واكتب السؤال التالي: في هذا العيد كيف أكون عنصراً إيجابيا ذا منفعة للناس وللمجتمع؟ ولكن قبل التفكير في المجتمع الكبير عليك التفكير فيمن هم قريبون منك. أسرتك في بيتك، أختك، أخوك، أعمامك، أخوالك ثم أصدقاؤك. اسأل نفسك هل هناك أي مشاعر سيئة كالبغض والحقد بيني وبين أي من هؤلاء الأهل والأقارب والأصدقاء؟ فإن كان هناك أي أحقاد أو مشاكل فلتتخذ من العيد فرصة لإنهائها، لفض الخلافات والنزاعات، لإصلاح العلاقات، لجمع شمل الأحباب، لطرح البغض والحقد جانبا.
ومن الأحرى بنا أن ننسى الماضي، وأن نحاول أن نبدل سيئاتنا حسنات ونقوم بزيارة أهلنا وناسنا وأحبائنا وأصدقائنا ونستسمحهم إن كان بيننا ايّ إشكال، فالدنيا فانية ولن نستفيد من أحقادنا وكراهيتنا أي شيء سوى خسارة راحة البال وهدوء النفس والسكينة، لنصل أرحامنا، لنرضي ربنا. لننس الماضي ولنفتح صفحة جديدة تخط بريشة المحبة وتكتب بحبر المودة.
لنسمو بأخلاقنا ونفرح أطفالنا، لنكن قدوة حسنة لأبنائنا فزيارتنا لأقاربنا وصلتنا لأرحامنا هي درس عملي نعلمه لأبنائنا فنحن لهم القدوة الأولى التي تنير لهم طريقهم وترشدهم إلى ما فيه خيرهم وتعلمهم أن صلة الرحم وزيارة الأقارب والإحسان إليهم هي جزء لا يتجزأ من ديننا وعاداتنا وتقاليدنا التي لا نفرط بها أبد الدهر.
علينا أن لا ننسى أيضاً أن إسلامنا علّمنا أن العيد هو فرحة للجميع بدون استثناء مما يلزمنا بتفقد أحوال إخواننا المحتاجين المحرومين. فالعيد هو فرصة للدعم المادي والمعنوي لمن هم بحاجة للإحسان والمساعدة حتى يستطيع الفقير كغيره من الناس تأمين وشراء ما يلزمه ويلزم عياله من احتياجات تمكنهم من الإحساس بفرحة العيد كغيرهم.
أرى أن الاطفال هم من أهم شرائح المجتمع الذين يجب علينا إعطاؤهم كبير الاهتمام فالعيد فرصة لإشعارهم بالسعادة والحب ولتعليمهم أن العيد يعني التآلف والمودة والرحمة وتبادل الزيارات والهدايا ولبس الجديد وتبادل العيديات والاستمتاع بأكل الحلويات والأطعمة من مختلف الأنواع والأصناف.
من منا من يستطيع نسيان ليلة العيد يوم كنا صغارا، يوم كنا نحلم ليلاً نهاراً بلبس الجديد. من منا لا يذكر السعادة التي كنا نشعر بها عند سماعنا لكل تكبيرة من تكبيرات العيد. من منا من لم يخفق قلبه فرحا بسماع المذيع على شاشة التلفاز يعلن أن غدا هو أول أيام العيد، وهناك الكثير الكثير من الذكريات الجميلة الممتعة التي يصعب نسيانها، وعلى رأسها صنع أمهاتنا لكعك العيد الذي يمثل جزءاً لا يتجزأ من عادات وتقاليد الشعوب العربية. تقبل الله منا ومنكم الطاعات وكل عام وأنتم جميعاً بألف خير بمناسبة قرب عيد الفطر أعاده الله علينا أعواما عديدة والأمة الإسلامية بألف ألف خير.